عنان وقع الاتفاق مع بغداد وكلينتون وشيراك أعلانا قبوله: الأزمة العراقية انتهت سلمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

وضعت الولايات المتحدة رسميا الليلة الماضية حدا لطبول حرب كانت تبدو وشيكة ضد العراق, واعطت موافقتها لاتفاق وقعه الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في بغداد امس, واجمعت دول العالم قاطبة على انه نزع فتيل الازمة العراقية . ومن المقرر ان يطلع عنان الذي توقف ليل امس في باريس بعد الاردن مجلس الامن الدولي اليوم الثلاثاء على تفاصيل الاتفاق الذي اعتبره (متوازنا ومنسجما) مع جوهر ونص قرارات مجلس الامن. وقالت روسيا التي رحبت بالاتفاق انها تنسق جهودها مع امريكا لصياغة قرار في مجلس الامن حول العراق, بينما صرح رئيس الوزراء البريطاني انها ستسعى لقرار من المجلس للتأكد من عدم تكرار الازمة. وفي المقابل اعتبر العراق الاتفاق الذي وقعه مع عنان انتصارا واعلن يوم امس يوما للانتصار على الشر, لكن مصادر دبلوماسية قالت لـ(البيان) من نيويورك ان مذكرة امريكية حملها عنان خلال مهمته في بغداد كانت موضع اعتبار خلال صياغة الاتفاق وتضمنت أربع نقاط. فقد رحب كلينتون في بيان تم تأجيل اعلانه مرتين بالاتفاق ترحيبا حذرا, قائلا: انه اذا نفذ بالكامل فانه سيسمح للامم المتحدة اتمام مهمتها, لكنه حذر من عواقب خطيرة ان لم يلتزم العراق بالاتفاق, واعلن ان القوات الامريكية ستبقى بالخليج حتى يتأكد التزام العراق بتنفيذ الاتفاق. وكان متحدث باسم البيت الابيض صرح في وقت سابق ان كلينتون قرر قبول تطبيق الاتفاق الذي تم توقيعه في بغداد صباح امس. وقال المتحدث ان الرئيس قرر ان يمنح الاتفاق فرصة للنجاح ولكن لا يزال يساوره شعور قوي بالشك. وقبل ذلك, اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جيمس روبين ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت وسفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة بيل ريتشاردسون بدآ دراسة الاتفاق للتأكد من انه يلبي المطالب الامريكية. وكان كلينتون رفض في وقت سابق من امس ان يصدر أي حكم على الاتفاق واكتفى بالقول انه تحادث مساء امس الاول مع عنان وامس مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيسين الروسي بوليس يلتسين والفرنسي جاك شيراك. وفي باريس قالت كاترين كولونا المتحدثة باسم الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان هذا الاخير اتفق مع كلينتون في الاتصال الهاتفي على تنفيذ الاتفاق في اسرع وقت ممكن. واضافت انه (وفقا للمعلومات المتوافرة لديهما.. يبدو ان الاتفاق الموقع ينطوي على اذعان كامل لقرارات الامم المتحدة ويلتزم بتوصيات اعضاء مجلس الامن الخمسة الدائمين) . واشارت الى ان الرئيسين بحثا تليفونيا على مدار نحو نصف ساعة الاتفاق الموقع في بغداد. واضافت انهما (متفقان على ان المجلس يجب ان يعلن موقفه بسرعة والاتفاق الموقع في بغداد يجب ان يطبق في أسرع وقت ممكن) . وقالت المتحدثة اخيرا ان شيراك الذي اجرى هو الاخر سلسلة اتصالات تليفونية مع رؤساء الدول دائمة العضوية في مجلس الامن اشاد بالاتفاق. وجدد ثقته بعمل عنان كما اعرب عن ارتياحه لان (حلا دبلوماسيا متطابقا تماما مع القرارات (الدولية) يبدو اليوم ممكنا) . وفي هذه الاثناء,اعلن عنان لدى توقف قصير في باريس الليلة الماضية في طريقه الى نيويورك اليوم ان الرئيس العراقي مستعد للسماح للجنة الامم المتحدة بتفتيش كل المواقع الرئاسية الثمانية اعتبارا من الآن. وقال عنان الذي لا يتوقع ان يجتمع مع أي من الزعماء الفرنسيين انه لا يتوقع محادثات صعبة في مجلس الامن لتمرير الاتفاق. واعرب عنان عن أمله في ان يقبل مجلس الامن نص الاتفاق واكد ان الاتفاق اذا ما طبق بشكل سليم فان من شأنه ضمان عدم تجدد الازمات مستقبلا حول عمليات التفتيش. وكان عنان قال في مؤتمر صحافي ببغداد ان بنود هذا الاتفاق المكتوب مقبولة وتزيل عائقا كبيرا امام التطبيق الكامل لقرارات مجلس الامن. وتابع قائلا: اعتبر ان هذا الاتفاق متوازن ومنسجم مع جوهر قرارات مجلس الامن, مضيفا: (آمل ان يقبله جميع اعضاء مجلس الامن وان يؤدي هذا الامر الى حل المسألة) . وسيعرض عنان الاتفاق على مجلس الامن اليوم. وردا على سؤال حول ما اذا كان هذا الاتفاق يعني انه لن يكون هناك هجوم امريكي على العراق قال عنان (اذا اقتنعوا (اعضاء مجلس الامن) بان لدينا اتفاقا يتمتع بالمصداقية ومنسجم مع قرارات مجلس الامن فانني آمل ان يحل هذا الامر الازمة) . وفي تصريحات خاصة لشبكة الـ(سي. ان. ان) قال عنان انهم يجب ان يعلموا اهمية العمل بشكل افضل وتنسيق انشطتهم في ضوء مراعاة مشاعر المواطنين العراقيين موضحا انه تحدث احيانا اثارة للعراقيين نتيجة للعمل الروتيني والفج الذي لا يراعي بأي شكل مقتضيات الكرامة الوطنية خلال حضور موظفين محليين عراقيين. واكد عنان انه يمكن استبعاد كل هذه الممارسات من جانب فرق اليونسكوم مشيرا الى انه تحدث مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في هذا الشأن حيث كان هناك نوع من (سوء التفاهم) تجاه اليونسكوم وبعض الصعوبات في التعامل مع كبير المفتشين ريتشارد باتلر الذي وصفه بانه شخص مؤهل للغاية وكفء وانه قام بجزء كبير من العمل الذي كلف به في ظل ظروف غاية في الصعوبة. ومن المقرر ان يطلع عنان مجلس الامن اليوم الثلاثاء على الاتفاق الذي كشفت مصادر دبلوماسية لـ(البيان) انه يتضمن أربع نقاط امريكية هي: 1 ـ ان يسمح العراق (لفريق خاص) تابع للجنة الخاصة ويقوم رئيس اللجنة بتشكيله بتفتيش المواقع الرئاسية الثمانية بدون شرط او قيد او تأخير. 2 ـ يمكن للامين العام ان يدعو دبلوماسيين من الدول الـ21 الاعضاء في مجلس ادارة اللجنة الخاصة كمراقبين في هذا الفريق فقط وفريق اللجنة الخاصة يتولى بصفة اساسية عمليات التفتيش داخل القصور. 3 ـ ان يسمح العراق لفريق التفتيش بتفتيش مواقع القصور الرئاسية عدة مرات حسبما يقره رئيس اللجنة الخاصة واقتضاء الحاجة لذلك ودون تحديد اي مهلة زمنية لانتهاء هذا التفتيش. 4 ـ يكون لرئيس اللجنة الخاصة الحق الكامل حسب ولايته بادارة تشكيل فريق التفتيش الخاص حسبما يقضي الامر داخل القصور الرئاسية. الى ذلك صرح بلير من جهته بانه يسعى جاهدا من اجل استصدار قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة للتأكد من عدم تكرار الازمة بين العراق والامم المتحدة بشأن التفتيش على الاسلحة. وقال بلير انه يريد ان يتيقن من عدم تكرار الازمة, خلال شهرين او ثلاثة, اما روسيا, فاعلنت انها ستوحد جهودها مع امريكا لصياغة قرار حول العراق في مجلس الامن. ـ الوكالات نيويورك ـ دينا الخالد - عواصم ووكالات

Email