حسين: الموقف يتطلب الحزم.. (معان)تحت حظر التجول والجيش يمشط المدينة بحثا عن أسلحة ومسلحين

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتشرت قوات الجيش الاردني معززة بمدرعات داخل مدينة معان منذ فجر امس وبدأت حملة تفتيش واسعة النطاق بمشاركة الشرطة بحثا عن اسلحة ومسلحين قدر العاهل الاردني الملك حسين عددهم بنحو خمسمائة شخص. وقال ان الجيش يتعقب فئات مسؤولة عن الوضع في معان ووصفهم بانهم (جهات همها وأد الديمقراطية) . وفرضت سلطات الامن حظر التجول بعد نصف ساعة من دخول الجيش واغلقت المتاجر ابوابها وحبست المدينة انفاسها ترقبا لتطورات الموقف الذي قال حسين انه يتطلب موقفا حازما. لضمان عودة النظام ولم يستبعد رئيس الوزراء الاردني عبدالسلام المجالي اعلان حالة الطوارىء في المدينة. ووجهت محكمة امن الدولة الى ليث شبيلات نقيب المهندسين ورئيس مجلس النقباء تهمتي اطالة اللسان والتحريض على التجمهر غير المشروع. وحمل النائب البرلمان احمد الخطاب في تصريح لـ (البيان) وزير الداخلية نذير رشيد ومدير الامن العام ومدير الشرطة في محافظة معان مسؤولية الاحداث الاخيرة في المدينة التي دمر المواطنون فيها زجاج مؤسسات حكومية واقاموا المتاريس على الطرق واضرموا النار في اطارات السيارات وطالبوا باقالة وزير الداخلية. (طالع صفحة 24) ونقلت وكالة الانباء الاردنية عن العاهل الاردني قوله لكبار قادة الجيش وقوات الامن اثناء زيارته لمعان ان الوضع بالمدينة يتطلب (موقفا حازما) لضمان عودة النظام. واضافت ان الملك حسين (شدد علي ضرورة معالجة الموقف بحزم حفاظا على سلامة وامن الوطن واستقراره في هذه الظروف الدقيقة التي وجدت فيها بعض العناصر وقتا للعبث بالامن والنظام) . وقال الملك (ان الظروف الحالية التي نمر بها تتطلب منا الحذر واليقظة وتحمل المسؤولية لتفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه النيل من امن البلد) . وافاد سكان ان الملك حسين في اشارة لعدم رضاه عن الفوضى التي احدثتها المظاهرات لم يذهب الى مبنى البلدية حيث كان السكان يتوقعون ان يلتقي بشيوخ القبائل المحليين. وسئل عبد السلام المجالي رئيس وزراء الاردن عن الاجراءات التي قد تتخذ في حالة تفجر حرب في العراق فقال ان الحكومة قد تضطر الى اعلان حالة الطوارىء اذا تدهور الوضع الامني. واردف قوله انه اذا حدث شيء وشعر الاردن بانه في خطر فسيعلن حالة الطوارىء وهذا اجراء طبيعي في اي بلد. وقال (لايمكن السماح بأي شكل من الاشكال لاي جهة تعتبر نفسها خارجة عن القانون وعلى النظام والامن) مشيرا في الوقت نفسه الى ان (الباب مفتوح امام الحوار دائما) . وقال وزير الداخلية نذير رشيد الاردني ان (خمسين فرقة تفتيش مشتركة من افراد الجيش والشرطة بدأت عمليات التفتيش عن اسلحة مخبأة في كامل مدينة معان) . واوضح ان وحدات الجيش التي ارسلت السبت الى مداخل معان (جنوب) (دخلت في الساعة الرابعة فجرا بالتوقيت المحلي الى المدينة التي فرض عليها حظر التجول بعد نصف ساعة من دخول الجيش) . و(تبحث فرق الجيش خصوصا عن رشاشات من عيار 500 ملم وبنادق آلية من طراز كلاشينكوف بحوزة الاهالي) بحسب وزير الداخلية الذي اكد (ان كل بيت في معان سيخضع للتفتيش) . واوضح انه (سيتم اعتقال كل من يعثر بحوزته على اسلحة) مشيرا الى ان (المسألة تعامل بحزم وجديّة كبيرة) . لكنه اكد ان (تعليمات اعطيت لافراد الجيش بالتعامل مع السكان بلطف وانسانية اثناء عمليات التفتيش) . واكد الوزير ان وحدات الجيش (لم تلق اي مقاومة لدى دخولها الى المدينة) التي تبعد 220 كلم جنوب عمان, مشيرا الى ان (الهدوء عاد اليها) . وكان الوضع امس الاول متوترا جدا في تلك المدينة غداة مقتل احد سكانها الذي اصيب بالرصاص في خضم مواجهة بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للعراق. وفي الاجمال بلغت حصيلة المواجهات خلال يومين في معان, التي زارها حسين امس, قتيلا واحدا و23 جريحا غالبيتهم من رجال الامن. وحذّر العاهل الاردني من ان مثيري الشغب في معان يخدمون مخططات تستهدف استقرار بلدهم وربما وجوده نفسه. وقالت مصادر اردنية ان محكمة امن الدولة وجهت الى رئيس مجلس النقباء ونقيب المهندسين الاردنيين ليث شبيلات تهمتين هما اطالة اللسان والتحريض على التجمهر غير المشروع فى مدينة معان . وقد اوقف شبيلات منذ يومين فى سجن الجويدة الواقع فى الجنوب من العاصمة الاردنية عمان لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق فى التهم الموجهة اليه بعد ان حرض المصلين فى مدينة معان ليل الخميس الماضى على التظاهر ضد الولايات المتحدة وتضامنا مع العراق . وسبق لشبيلات ان حوكم بتهمة اطالة اللسان وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات الا ان الملك حسين زاره فى السجن واطلق سراحه واصطحبه معه فى سيارته الى منزل والدته. وقد وصفه الملك حسين فى كلمة له امس الاول امام جنود وضباط من الجيش الاردنى خلال زيارته لمدينة معان بانه (ناكر للجميل) . وشهدت مدينة معان خلال اليومين الماضيين تظاهرات واعمال عنف وعمليات تخريب لبعض المرافق والممتلكات العامة تجاوبا مع تحريض شبيلات.

Email