العراق يطالب بالتجرد وواشنطن ترفض الالتزام المطلق بالنتائج عنان حصل على الضوء الاخضر ويصل بغداد غدا

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعطى مجلس الامن الدولي الضوء الاخضر للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان لزيارة بغداد في محاولة للتصول الى اتفاق لا يسمح لتعرض العراق لضربات جوية من قبل الولايات المتحدة التي سارعت الى القول بأنها لن تكون ملزمة بنتائج زيارة عنان اذا جاءت متعارضة مع (مصالحها الوطنية) في حين طالبته بغداد بممارسة دوره كاملا دون الرضوخ للضغوط الامريكية. واعلن عنان انه سيسافر الى بغداد غدا الجمعة. وقال عنان في تصريح مقتضب الى الصحافيين الليلة قبل الماضية (آمل في ان اصل الجمعة الى بغداد) . واضاف أتمنى ان اتوصل الى حل سلمي يضمن الاحترام الكامل لكل قرارات مجلس الامن الدولي معتبرا انه يتمتع بفرص معقولة للنجاح. واعلن عنان ان فريقا سيغادر نيويورك ليل الثلاثاء الاربعاء الى بغداد للتحضير لزيارته. وكان الاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) اعلنوا قبيل ذلك انهم اتفقوا على ان يقوم عنان بزيارة الى بغداد. لكن الولايات المتحدة التي ما زالت تهدد بتوجيه ضربة عسكرية الى العراق سارعت الى القول انها لن تكون ملزمة بنتائج زيارة عنان اذا جاءت متعارضة مع مصالحها الوطنية. وقد جدد الرئيس الاميركي بيل كلينتون الثلاثاء تحذيراته الى العراق قائلا ان الولايات المتحدة (مستعدة للتحرك) عسكريا اذا فشلت الجهود الدبلوماسية الهادفة الى اقناع العراق بالتعاون التام مع لجنة الامم المتحدة الخاصة المكلفة نزع اسلحته للدمار الشامل (يونسكوم). وفي اعقاب اجتماع الاعضاء الخمسة الدائمين اعلن سفيرا الولايات المتحدة وبريطانيا بيل ريتشاردسون ودون ويستون كل على حدة لكن بعبارة واحدة ان الاعضاء الدائمين اعطوا الامين العام (نصيحة جماعية) . وقال ريتشاردسون ان هذه النصيحة (الشفهية) التي اعطيت لعنان تتطابق مع الموقف الامريكي الداعي الى السماح لمفتشي اللجنة الدولية بالدخول من دون اي عراقيل الى كل المواقع العراقية التي يرغبون في تفتيشها واحترام مهمة اللجنة. واضاف ريتشاردسون انه اذا تم احترام هذين المبدأين فان (مهمته يمكن ان تكون ايجابية) . وقال اننا ندعم سفره الى بغداد. غير انه اوضح ان بلاده (تحتفظ بحق التعبير عن عدم موافقتها على نتائج هذه الزيارة اذا لم تتطابق مع قرارات مجلس الامن الدولي ومع مصالحنا الوطنية) . وشددت الولايات المتحدة على ضرورة ان تنحصر مهمة عنان في حمل رسالة حزم الى العراق بينما اعرب الاعضاء الدائمون عن الرغبة في اعطاء الامين العام هامشا اوسع في مساعيه لتجنب اللجوء الى القوة. وتوقع دبلوماسيون غربيون ان يعرض عنان على العراقيين (ترتيبات خاصة) لعمليات تفتيش قصور صدام حسين الواقعة داخل مواقع شاسعة يسميها العراق مواقع رئاسية. واضافوا ان هذه الترتيبات يفترض ان تحفظ في آن واحد (كرامة) العراق وسلطة اللجنة الدولية وسيطلب بموجبها من دبلوماسيين مرافقة خبراء اللجنة الخاصة خلال عمليات التفتيش. واقترحت فرنسا ان يتولى تفتيش المواقع الرئاسية ممثلون يختارهم عنان بنفسه من البلدان ال21 الاعضاء في اللجنة الخاصة. وتصر واشنطن على ضرورة عدم الحد من دور اللجنة الخاصة او خفضه واتفق اعضاء مجلس الامن على رفض تحديد اي مهلة زمنية لانهاء عمليات التفتيش في المواقع الرئاسية. الى ذلك اعلنت وكالة الانباء العراقية امس ان الزيارة ستستغرق ثلاثة ايام. واوضحت الوكالة ان عنان سيصل الى العراق في طائرة خاصة اتية من باريس. واشارت الوكالة الى ان مندوب العراق الدائم في الامم المتحدة نزار حمدون سيرافق عنان اضافة الى عدد من الشخصيات من الامم المتحدة بينها وزير الخارجية الجزائري السابق الاخضر الابراهيمي. وقالت الوكالة ان فريقا من الامم المتحدة مكلفا بالتحضير لزيارة عنان يتوقع ان يصل الى بغداد اليوم الخميس للتباحث مع المسؤولين العراقيين. من جانبها قالت الصحف العراقية امس الاربعاء ان علي الامين العام للامم المتحدة ان يظهر استقلالية عن الولايات المتحدة خلال الزيارة. وقالت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها ان علي عنان الذي يقوم بمسعى سلمي لوقف التوتر الناجم عن ازمة فتح (المواقع الرئاسية) امام مفتشي الامم المتحدة ان يعلم ان معظم الدول قد رفضت استخدام القوة. واضافت الصحيفة ان علي عنان ان يتذكر ان الامم المتحدة (منظمة دولية مستقلة كليا عن الادارة الامريكية وحتى وان كان مقرها في نيويورك) . ومضت الصحيفة تقول (على السيد عنان ان يؤكد استقلالية الامم المتحدة وليس ان يجعلها احد اقسام وزارة الخارجية الامريكية كما فعل الامين العام السابق للمنظمة الدولية) جافيير بيريز دي كويار. وكان دي كويار قد قام بزيارة المسعي الاخير الى بغداد في يناير عام 1991 في محاولة لايجاد حل سلمي للازمة الناشئة عن الغزو العراقي للكويت. وقالت صيحفة بابل التي يملكها عدي نجل الرئيس صدام حسين ان الولايات المتحدة تخسر مصداقيتها بمواصلة اتباعها خطا متشددا ضد بغداد. وقالت الصحيفة (العالم كله تحقق من الدوافع والاهداف لهذا الموقف (الامريكي) العدواني والشرير) . وقالت الجمهورية ان علي عنان ان ينزع فتيل وضع تريد الولايات المتحدة ان تفجره (بتحريض صهيوني ودعم بريطاني) . واضافت ان عليه ان يتفادي ان تستخدم زيارته غطاء لخصوم العراق ليقولوا ان كل الجهود الدبلوماسية قد استنفدت. ومضت الصحيفة تقول ان العراق تعاون بصورة جدية مع مفتشي الامم المتحدة المكلفين بنزع اسلحة الدمار الشامل لديه بموجب اتفاق وقف النار الذي وقع عام 1991 وهو اليوم جاد في حل الازمة الراهنة بصورة سلمية. وقالت الجمهورية (على عنان ان يزور خلال وجوده في بغداد احد المستشفيات ليري بنفسه الاثر علي المدنيين الذي خلفه الحظر الاقتصادي المفروض علي العراق منذ سبع سنوات) . واضافت الصحيفة ان علي عنان ان يعرف(ان مشاعر العراقيين والعرب والمسلمين في كل انحاء العالم قد تحولت نحو السلبية تجاه الامم المتحدة بسبب الجرائم المستمرة لابادة ابناء العراق) . ـ وكالات

Email