بغداد تتعهد بانجاح مهمة سكرتير الأمم المتحدة:كلينتون التقى قادة (البنتاجون) وطالب عنان بنقل رسالة تحذير لصدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

شددت الولايات المتحدة الامريكية امس لهجة التحذير والتهديد بضرب العراق واعتبرت مهمة كوفي عنان في بغداد المتوقع لها بعد غد الجمعة هي فقط الحل وتسليم رسالة واضحة تماما لا لبس فيها الى صدام حسين بأن عليه ان يتراجع وان واشنطن مستعدة للتحرك لمعاقبةالعراق ومنعه من تطوير وانتاج اسلحة دمار شامل. وجاءت التصريحات الامريكية المتشددة عبر كلمة القاها الرئيس بيل كلنيتون عقب اجتماعه مع رؤساء اركان الجيوش الامريكية بالبنتاجون الليلة الماضية تتويجا لمباحثاته الصباحية في اجتماع مغلق مع مادلين اولبرايت وويليام كوهين ومستشاره للامن القومي ساندي برجر. وتزامنت التصريحات مع حشد المزيد من القوات ووصول ست طائرات شبح الى قاعدة جوية بالكويت وقيام القوات الامريكية بالتدريب على القفز بالمظلات من طائرات الهليوكبتر في قاعدة (انجرليك) التركية لاول مرة منذ اندلاع الازمة. وتسابقت موسكو وباريس وبكين لتوسيع (ثقب الامل) في جدار التشدد الامريكي باللجوء للخيار العسكري ففي باريس شدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك عقب استقباله لوزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف على ضرورة توجه عنان الى بغداد خلال الايام المتبقية من الاسبوع الحالي معتبرا ان الزيارة هي الفرصة الاخيرة للحل الدبلوماسي وطالبت فرنسا المجتمع الدولي التحلي بالمرونة واحترام كرامة الشعب العراقي. واعرب وزير الخارجية البريطاني عن تفاؤله بامكان توجه عنان الى بغداد وقال عقب مكالمة هاتفية بين كلينتون وتوني بلير ان كلينتون وبلير اتفقا على نشاط دبلوماسي متواصل مدعوم باستعداد لاستخدام القوة. وفي موسكو رفض رئيس الوزراء الصيني والرئيس الروسي بوريس يلتسين بشدة اي لجوء للقوة ضد العراق ودعيا الى حل دبلوماسي الا ان يلتسين سبق وان المح في كلمة له امام الدوما ان استخدام القوة هو اخر واخطر السبل فيما كشف يفجيني بريماكوف وزير الخارجية الروسي عن معلومات تؤكد التزام العراق بعمليات التفتيش. وتعهدت بغداد بانجاح مهمة عنان مؤملة ان يأتي بعقل مفتوح وارادة حرة وفي وضع يمكنه من التوصل لحل سياسي متوازن. وقال الرئيس الامريكي بيل كلينتون ان الولايات المتحدة مستعدة للتدخل ضد العراق, مؤكدا انه على يقين بان الضربة العسكرية, اذا لزم الامر, ستؤدي الى تحقيق اهدافها. وشدد كلينتون الذي كان يتحدث الى الامة من البنتاجون بعد ان اطلع من العسكريين على خطة الهجوم الامريكي فى حال تقرر القيام به ان الشك يجب الا يراود احدا باننا مستعدون للتدخل. واوضح ان بامكان الرئيس العراقي صدام حسين ان يضع حدا لهذه الازمة غدا اذا ما سمح للمفتشين بانجاز مهمتهم. واعترف كلينتون ان الحل الافضل هو الحل الدبلوماسي شريطة ان يضمن الدخول الكامل وغير المقيد الى المواقع التى يشتبه ان فيها اسلحة دمار شامل. واكد ان الولايات المتحدة مصممة بهذا الشكل او ذاك على التاكد من ان العراق لا يملك مثل هذه الاسلحة. وحدد الرئيس الامريكي اهداف الضربة المحتملة بانها تعني خفضا ملحوظا للخطر الذى تنطوي عليه البرامج العراقية لتطوير اسلحة الدمار الشامل وكذلك قدرة العراق على تهديد جيرانه. الا انه اقر ان مثل هذه الضربة قد لا تؤدي الى تدمير كل قدرات بغداد على انتاج هذه الاسلحة. وحذر كلينتون الراى العام الامريكي بان هناك خسائر امريكية محتملة فى حال الهجوم, وقال لا يمكن تجنب المخاطر فى اى عمل عسكري. وقال المتحدث باسم البيت الابيض مايك مكوري ان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان يجب في زيارته المتوقعة لبغداد ان يسلم الرئيس العراقي صدام حسين رسالة واضحة لا لبس فيها بان عليه ان يتراجع. واجتمع كلينتون مع بعض كبار مستشاريه في مجال السياسة الخارجية ومنهم وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ومستشار الامن القومي ساندي برجر صباح امس. وتلقى كلينتون في وزارة الدفاع تقريرا عن الحالة الراهنة للقوات الامريكية المنتشرة في منطقة الخليج ثم سيلقي كلمته التي (سيوضح فيها اليوم ان الولايات المتحدة مستعدة للعمل وان انهاء الازمة الان بيد /الرئيس العراقي/ صدام حسين) . وتابع مكوري (يمكنه ان يفعل ذلك بمنح الامم المتحدة حرية دخول المواقع التي تحتاج الى دخولها. وسيوضح /كلينتون/ بشكل او باخر اننا مصممون على ضمان الا يمتلك العراق اسلحة للدمار الشامل) . وقال المتحدث ان مجلس الامن ناقش مهمة عنان في نيويورك. وان الولايات المتحدة تريد (ان يكون من الواضح ان لديه رسالة واضحة لا لبس فيها لتسليمها) . وكلمة كلينتون جزء من جهد منسق لحشد تأييد الرأي العام داخل الولايات المتحدة وخارجها لاستخدام القوة لانهاء الازمة التي بدأت اول مرة في اكتوبر. وقال مسؤول بالادارة الامريكية (لا يمكن استمرار هذا.. من الواضح ان الوقت يوشك على النفاد) . واظهرت معظم استطلاعات الرأي تأييداً واسع النطاق بين الامريكيين لتوجيه ضربة عسكرية حيث خلص استطلاع اجرته صحيفة لوس انجليس تايمز في الاونة الاخيرة الى ان 71 في المئة ممن شملهم الاستطلاع يؤيدون توجيه ضربات جوية في حين رفض 22 في المئة فقط. وفي حقيقة الامر خلص الاستطلاع الى ان معظم الامريكيين مستعدون لقبول تجاوز ما يقول كلينتون انه الغرض من توجيه ضربة عسكرية. وقال 68 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع ان الضربات يجب ان تهدف الى عزل صدام من السلطة بينما أيد 24 في المئة اقتصار الضربات على هدف ارغام بغداد على الاذعان لقرارات الامم المتحدة. وفي استراتيجية علاقات عامة غير معتادة سيظهر كوهين ووزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت وصمويل بيرجر مستشار الامن القومي الامريكي اليوم معا في جامعة ولاية اوهايو في مدينة كولومبس لايضاح تفاصيل السياسات والاستراتيجيات الامريكية في المنطقة.

Email