الامارات تجدد رفضها استخدام القوة ضد العراق: الصين تهدد بالفيتو وروسيا تحذر من كارثة كيماوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت دولة الامارات مجددا رفضها استخدام القوة لحل الازمة بين العراق والمفتشين الدوليين وطالبت بحلها بالطرق السلمية وضرورة تشجيع الامين العام لمنظمة الامم المتحدة كوفي عنان على زيارة بغداد التي باتت مرجحة بنسبة 99% طبقا لمصادر في باريس التي ستشهد غدا اجتماعا حاسما بين عنان ووزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف حسبما اعلن الاخير وقبل وصول الصحاف الى باريس عزز الرئيس الفرنسي جاك شيراك الآمال بتغليب الجهود الدبلوماسية على الخيار العسكري قائلا: ان الحل السلمي بات في متناول اليد. وانهى الصحاف في هذه الاثناء ببيروت جولته العربية موجها تحذيرا لـ (الدول التي تسمح للولايات المتحدة باستخدام اراضيها لمهاجمة العراق) . واعتبرت روسيا ان جهود الدبلوماسية لم تستنفد لكنها حذرت من كارثة كيماوية قد تنجم عن ضرب العراق في حين جددت الصين رفضها للضربة قائلة انها لن تتخلى عن حقها في استخدام الفيتو ضد تدخل عسكري في العراق. واكد مجلس الوزراء في اجتماعه الاسبوعي برئاسة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس رفضه استخدام القوة ضد العراق وطالب بحل الازمة بين العراق ومفتشي الامم المتحدة بالطرق السلمية, طبقا لبيان اصدره المجلس امس حول الازمة الراهنة بين العراق والامم المتحدة. وفيما يلي نص البيان: (استعرض مجلس الوزراء في اجتماعه الذي عقده صباح امس الاثنين الموافق 19 شوال سنة 1418 هجرية ـ 16 فبراير 1998 برئاسة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ما تتعرض له المنطقة من تصعيد ومخاطر حول الازمة بين العراق ومفتشي الامم المتحدة وما قد يترتب على ذلك من زيادة المعاناة للشعب العراقي الشقيق. واشاد المجلس بمبادرات ومواقف صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة لرفع المعاناة عن الشعب العراقي الشقيق ودعوته الى المصالحة العربية لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة واكد المجلس رفضه استخدام القوة ضد العراق وطالب بحل الازمة بالطرق السلمية. وناشد مجلس الوزراء العراق ابداء المزيد من المرونة للتعامل مع المفتشين الدوليين واكد المجلس على ضرورة تشجيع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان لزيارة العراق ليلمس بنفسه وعن قرب ما قام به العراق على صعيد تنفيذ قرارات مجلس الامن وكذلك ما يعانيه الشعب العراقي من حرمان بسبب الحظر المفروض عليه. واشاد المجلس بالجهود والمساعي التي بذلتها جامعة الدول العربية والدول الاخرى لايجاد حل سلمي للمشكلة القائمة بين العراق ومفتشي الامم المتحدة. وعلى غرار الامارات دعت السعودية امس الى مواصلة الجهود الدبلوماسية لحل الازمة وجددت التأكيد على حرصها على وضع حد لمعاناة الشعب العراقي. ونقلت وكالة الانباء السعودية عن بيان صادر عن اجتماع مجلس الوزراء السعودي ان العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز (جدد حرص المملكة على ضرورة استنفاد كافة الوسائل الدبلوماسية التي من شأنها ايجاد الحل المناسب للازمة الراهنة) . كما اكد الملك فهد حرص السعودية (على وضع حد لمعاناة الشعب العراقي وكذلك حرصها على سلامة العراق ووحدته الاقليمية الامر الذي يقتضي تبيان مدى خطورة الازمة الراهنة في العراق والتي نشأت اساسا بسبب عدم انصياع الحكومة العراقية لتنفيذ قرارات مجلس الامن) . وكان وزير الدفاع والطيران السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز قد اكد السبت ان بلاده ترفض استخدام قواعدها لتوجيه ضربة الى العراق. وانعش الرئيس الفرنسي جاك شيراك الامال بامكانية تفادي هذه الضربة قائلا امس ان حل الازمة سلما وشيك من الناحية الفنية. ونقلت متحدثة باسم الرئاسة الفرنسية امس عن شيراك قوله انه يعتقد ان حلا دبلوماسيا للازمة العراقية في متناول اليد من الناحية الفنية وان الامر يستدعى دفعة اخيرة من اجل السلام. وقالت كاترين كولونا للصحفيين ان شيراك يريد من الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان التوجه الى العراق في اقرب وقت ممكن لنزع فتيل الازمة. ومن المتوقع ان يجتمع شيراك اليوم مع وزير الخارجية العراقي الذي وصل باريس امس بعد ان اختتم زيارة للعاصمة اللبنانية موجها تحذيرا للكويت. وقال الصحاف للصحافيين في بيروت ان من يفتحون اراضيهم للامريكان لسفك دماء الاطفال والنساء بالعراق سيتحملون عواقب جريمتهم. واعرب في هذا الصدد عن امله في الا ترتكب الكويت مثل هذه الغلطة القاتلة على حد تعبيره. من جانب آخر نقلت صحيفة الرأي العام الاردنية عن الصحاف قوله انه سوف يلتقي الامين العام للامم المتحدة غدا بباريس الذي يتصادف وجوده بها. وقال وزير الخارجية العراقي ان نزار حمدون مندوب العراق بالامم المتحدة سيصاحب عنان الى باريس حيث يجري اللقاء الذي لم يتأكد رسميا من جانب المنظمة الدولية. في السياق نفسه اكد الصحاف مجددا ان العراق سيبذل كل ما بوسعه لانجاح مهمة الامين العام للامم المتحدة الى بغداد. وقال عقب اجتماعه في بيروت امس مع نظيره اللبناني فارس بويز سنوفر من جانبنا وبقدر ما يتعلق الامر بنا كل الاسس الموضوعية لانجاح مهمته, ونحن على اتصال مستمر به وننسق معه يوميا. وقال الصحاف بعد لقاء مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ان نتائج الوساطات الجارية لتحاشي الضربة ستتضح خلال الايام الخمسة المقبلة. في هذه الاثناء قال وزير الخارجية الروسي يفجيني بريماكوف في اثينا ان الجهود الدبلوماسية لحل الازمة العراقية (لم تستنفد) وان زيارة يقوم بها الامين العام للامم المتحدة امر (ايجابي) بشرط الا يحمل عنان معه (انذارا) الى المسؤولين العراقيين. وبعد لقاء بشأن العراق مع وزير الخارجية اليوناني تيودور بانجالوس قال بريماكوف الذي يقوم بزيارة الى اثينا تستغرق يومين ان (اليونان وروسيا تعتبران أن الجهود الدبلوماسية والسياسية لم تستنفد) مشيرا الى ان (هناك نقاطا ما زال بالامكان تحقيق تقدم في شأنها) . وتابع ان موسكو واثينا تعتبران ان (استخدام العنف في المنطقة قد يؤدي الى نتائج خطيرة ولن يؤدي الى حل اي مشكلة) كما ان (البلدين متفقان على ضرورة نزع اسلحة الدمار الشامل) . وردا على سؤال عن نتائج ضربة عسكرية محتملة الى العراق, قال بريماكوف ان وزير الدفاع الروسي ايجور سيرجييف حذر نظيره الامريكي وليام كوهين اثناء زيارته الاخيرة الى موسكو من ان ضربة من هذا النوع (ستكون لها انعكاسات على جيران العراق) . وحذر بريماكوف من ان اي ضربة امريكية للمواقع العراقية المشتبه ان بها اسلحة بيولوجية او كيماوية قد تؤدي الى كارثة للدول المجاورة وقال في هذا الصدد لست خبيرا عسكريا ومن الصعب تحديد ما اذا كان لدى العراق الكثير من امدادات الاسلحة البيولوجية والكيماوية. لكن اذا كان هناك مثل هذه الاسلحة فان توجيه ضربة سيؤثر بشدة على الدول المجاورة. واضاف بريماكوف الذي يزور اليونان لمدة ثلاثة ايام توصلنا الى نتيجة مؤداها ان مثل هذه الاسلحة لابد من تدميرها بكل تأكيد ولكن ليس من خلال هجوم. الوسائل السلمية للتوصل الى حل للمشكلة لم تستنفد. من جانبه قال تانج جويكيانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان رئيس الوزراء الصيني لي بينج سيثير مسألة الازمة العراقية خلال زيارة لموسكو وحذر من ان استخدام القوة قد يفضي الى توسيع نطاق الصراع. وقال تانج للصحفيين لا تحبذ الحكومة الصينية استخدام القوة ضد العراق لانها لن تسهم في حل المشكلة. قد تؤدي الى زيادة سفك الدماء وقد تفضي الى مزيد من النزاع والصراع المسلحين. ـ الوكالات

Email