تعزيز قوات الاحتلال بالقدس عشية مفاوضات واشنطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

خيمت اجواء التشاؤم على الوفد الفلسطيني قبل توجهه الى واشنطن لاجراء جولة جديدة من المفاوضات الثنائية مع الادارة الامريكية رأى انها لن تسفر عن شيء واستبقتها السلطة الفلسطينية بنفي انباء عن موافقتها على مقترحات امريكية تقضي بانسحاب اسرائيل بنسبة ما بين 12 و15 بالمائة من اراضي الضفة الغربية. وفيما عززت شرطة الاحتلال تواجدها وحرس الحدود في شرق مدينة القدس كشف كبير المفاوضين صائب عريقات لـ (البيان) عن مطالب يحملها الوفد الفلسطيني تقضي بضرورة تنفيذ المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار على ان تبدأ الشهر المقبل وتنتهي في مدة لا تتجاوز شهر يونيو المقبل باشراف لجنة ثلاثية فلسطينية امريكية اسرائيلية. وشدد عريقات على اربعة تعليمات اصدرها ياسر عرفات للوفد المفاوض بضرورة ان تدور المباحثات او الاطروحات الامريكية المرجعيات القائمة لاتفاق اوسلو ورسائل الضمانات الامريكية الى السلطة الفلسطينية ورسالة وارين كريستوفر وزير الخارجية الامريكية الاسبق. وانتقد نبيل شعث المقترحات التي طرحها الرئيس الامريكي بيل كلينتون على عرفات لانها لا تفي بالغرض المطلوب. وفي دمشق بحث فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية مع فاروق الشرع وزير الخارجية السوري المأزق الذي تعانيه عملية السلام. وفيما يلي التعليمات الاربعة حسبما فصلها عريقات: اعادة الانتشار الاسرائيلية اللاحقة يجب ان تنفذ على ثلاث مراحل حيث تستحق المرحلة الثالثة في شهر مارس المقبل على ان ينتهي تنفيذها في موعد لا يتعدى منتصف العام الجاري. في نهاية تطبيق المرحلة الثالثة تكون الضفة الغربية قد اصبحت ولاية واحدة تحت السيطرة الفلسطينية باستثناء مواضيع الحل النهائي وهي القدس والمستوطنات والمناطق العسكرية المحددة. وتقدر السلطة الفلسطينية مساحة المواضيع التي سيتم بحثها في مفاوضات الحل النهائي بنحو 9% في الضفة الغربية. وقال عريقات: لن نسمح باسقاط المرحلة الثالثة او دمجها في مفاوضات الحل النهائي ومطلب نتانياهو بابقائها للحل النهائي وتطبيقها اذا فشلت مفاوضات الحل النهائي هو امر مرفوض ولا يتعدى كونه خدعة. وتابع عريقات: تطبيق اعادات الانتشار يجب ان يكون بنقل المناطق المصنفة كمناطق (ج) لتكون (م) مباشرة. اية اقتراحات امريكية يجب ان تتضمن وقفا للاجراءات الاسرائيلية احادية الجانب, والتي تتضمن وقف الاستيطان ومصادرة الاراضي وهدم المنازل وشق الطرق الالتفافية ووقف التغيير الديموغرافي والجغرافي في مدينة القدس. وقال عريقات: استمرار هذه النشاطات من شأنه ان يجحف ويستبق نتائج مفاوضات الحل النهائي لذلك يجب وقفها. تطبيق استحقاقات الحل الانتقالي حيث اوقف الجانب الاسرائيلي اجتماعات اللجان التسع الموكل بها تطبيق هذا الحل. وقال عريقات: سنطالب بمشاركة امريكية فاعلة في هذه اللجان التي يتوجب ان تتكثف اجتماعاتها وصولا الى تطبيق الاستحقاقات وابرزها اطلاق سراح المعتقلين وفتح المطار والميناء والممر الآمن. الجانب الفلسطيني على استعداد لاستئناف مفاوضات الحل النهائي بعد استكمال تطبيق المرحلتين الاولى والثانية في اعادة الانتشار واحراز تقدم ملحوظ في تطبيق استحقاقات (الانتقالي) . وكشف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لـ (البيان) انه سيطالب خلال الاجتماعات الثنائىة الفلسطينية الامريكية المقرر عقدها اليوم الثلاثاء وغدا الاربعاء في واشنطن بتشكيل لجنة ثلاثية فلسطينية امريكية اسرائيلية لتطبيق المرحلة الثالثة في اعادة الانتشار التي قال انه يجب البدء بتنفيذها الشهر المقبل على ان ينتهي في موعد لا يتجاوز منتصف العام الجاري. وذكر عريقات الذي غادر الى واشنطن انه تلقى اربعة تعليمات رئيسية من الرئيس ياسر عرفات للتفاوض بموجبها مع الجانب الامريكي من ضمنها مشاركة امريكية فاعلة في اللجان التسع الموكل بها تطبيق الاتفاق الانتقالي التي اوقفها الجانب الاسرائيلي. وليس من المقرر ان تجرى لقاءات ثنائية فلسطينية اسرائيلية او فلسطينية امريكية اسرائيلية خلال الجولة المذكورة في واشنطن. وتنص تعليمات الرئيس ياسر عرفات الى عريقات ان اية اطروحات امريكية بشأن المسار الفلسطيني الاسرائيلي يجب ان تكون ضمن المرجعيات القائمة للاتفاق الفلسطيني الاسرائيلي ورسائل الضمانات الامريكية الى السلطة الفلسطينية. وقال عريقات (بمعنى ان أية اطروحات يجب ان تستند الى الاتفاق الانتقالي ورسالة وزير الخارجية السابق وارن كريستوفر الى الرئيس ياسر عرفات وبيان وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت والمنسق الامريكي الخاص للمسيرة السلمية دنيس روس) . وتظهر مواقف عدد من المسؤولين الفلسطينيين عشية بدء اجتماعات واشنطن اليوم وجود قناعة لدى السلطة الفلسطينية بأن هذه الاجتماعات لن تسفر عن اي تقدم وانها مجرد استمرار لاسلوب الادارة الامريكية التي تريد الايحاء بأن المفاوضات تسير قدما. واعتبر مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل ابو ردينة في تصريح لوكالة فرانس برس انه (لا يمكن تحقيق اي تقدم جدي بدون ممارسة الادارة الامريكية ضغوطا على اسرائيل لالزامها تنفيذ ما تم توقيعه من اتفاقات) , مضيفا انه (طالما استمرت الحركة الامريكية في الافتقار الى آلية الضغط هذه فلا نتوقع لها ان تثمر شيئا) . ومن المقرر ان تبدأ اليوم في واشنطن مباحثات بين وفد فلسطيني يضم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وممثل منظمة التحرير في الولايات المتحدة حسن عبد الرحمن مع عدد من المسؤولين في الخارجية الامريكية. كذلك سيجري وفد اسرائيلي يضم سكرتير الحكومة الاسرائيلية داني نافيه ومستشار رئيس الوزراء عوزي اراد مباحثات منفصلة مع المسؤولين الامريكيين في الوقت نفسه. واوضح عريقات ان المباحثات ستتركز على (بحث الافكار التي تقدمت بها وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خلال لقائهما في بداية الاسبوع المنصرم) . من جهة اخرى ذكر راديو اسرائيل ان قائد شرطة القدس الميجور جنرال اييرى اسحاق قرر الاستمرار فى تكثيف قوات الشرطة الاسرائيلية شرقي المدينة تحسبا لهجمات مسلحة. وأشار الراديو الى ان هذا القرار تم اتخاذه خلال اجتماع عقده قائد شرطة القدس مع كبار الضباط لتقييم الاوضاع الامنية فى المدينة00وقال انه تقرر أيضا فى الاجتماع توسيع نطاق نشاطات الاجهزة الاستخبارية المعنية بمتابعة الاوضاع في شرقي القدس. وشهد حرم الجامعة العبرية بالقدس الليلة قبل الماضية مواجهات بين حراس الجامعة وعدد من نشطاء اليمين وحركة كاخ سابقا . وذكر راديو اسرائيل ان نشطاء اليمين تظاهروا فى المكان احتجاجا على ندوة جرت بأحد معاهد الجامعة حول مكانة القدس باشتراك المسؤول عن ملف القدس في السلطة الوطنيه الفلسطينية فيصل الحسيني . وقد وقعت المواجهة عندما منع حراس الجامعة المتظاهرين من دخول القاعة التى جرت فيها الندوة . ونفى وزير التخيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ان تكون السلطة الوطنية الفلسطينية قد وافقت على مقترحات امريكية تقضي بانسحاب اسرائيل بنسبة تتراوح بين 12 و15 في المائة من اراضي الضفة الغربية. واكد الدكتور شعث في تصريحه ان السلطة الفلسطينية ترفض اي نسبة للانسحاب الاسرائىلي من الضفة لا يتفق ونصوص الاتفاقيات الموقعة والتي تتضمن الانسحاب خلال ثلاث مراحل من تسعين بالمائة من اراضي الضفة. وقال ان الوفد الفلسطيني سيؤكد هذا الموقف للادارة الامريكية ويطالب الولايات المتحدة بعدم الكيل بمكيالين ازاء القضايا الدولية. وقال شعث بان المقرحات الامريكية التي طرحها الرئيس الامريكي بيل كلينتون على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لاتفي بالغرض المطلوب وان الموقف الاسرائىلي لا يزال على حاله من التعنت والتشدد. وقال في حديث لراديو مونت كارلو امس ان المطلوب هو العودة الى الاتفاقيات الرسمية بين الاطراف وليست القضية فقط في 12 او 15 او 20 بالمائة.. القضية هي مخالفة اسرائىل والمشروع الامريكي في ان واحد. واضاف نحن نرفض كل ما جاء من افكار او مشروعات تخالف الاتفاق فيها ولذلك يجب عدم التركيز على التحديد ونحن لا نرى فيما يعرض علينا شيئا يوازي الاتفاقيات. واعلنت وكالة الانباء السورية ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع بحث في عملية السلام امس في دمشق مع رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي. وقالت الوكالة ان المحادثات تناولت (التطورات الراهنة في المنطقة والمأزق الذي وصلت اليه عملية السلام بسبب مواقف الحكومة الاسرائيلية المعادية للسلام) . وكان القدومي قد وصل الى دمشق مساء امس الاول. وعلى صعيد توقع فشل المفاوضات لعدم جدية الوسيط الامريكي واخذ مسؤول فلسطيني رفيع المستوى على الافكار التي قدمتها اولبرايت بأنها (متوافقة الى حد كبير مع الافكار التي طرحها (بنيامين) نتانياهو ولا تختلف عنها الا في تفاصيل صغيرة وجزئية) . ويضيف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان (اولبرايت اسقطت في افكارها موضوع وقف الاجراءات الاحادية الجانب كما تبنت موقف نتانياهو حول الغاء المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار او ترحيلها الى مفاوضات الوضع النهائي) . ورأى المسؤول ان اولبرايت (تجاوبت مع مطلب نتانياهو بالعودة عن مسودة التفاهم الامني الذي تم التوصل اليه قبل حوالي الشهرين وبمساهمة امريكية وذلك من خلال الافكار التي قدمتها حول الخطوات الامنية الواجب على السلطة الفلسطينية اتخاذها) . واستبعد المسؤول الفلسطيني ان تؤدي اجتماعات واشنطن الى اي نتائج, معتبرا انها (مضيعة للوقت واستمرار في الاسلوب الامريكي القائم على ترتيب الاجتماع تلو الاجتماع للايحاء بأن الامور على جبهة المفاوضات المتوقفة منذ حوالي 11 شهرا تسير قدما) . وختم بالقول (اذا لم تؤد لقاءات القمة بين كلينتون وعرفات ونتانياهو الى اي نتائج فلا نتوقع للقاءات على مستوى اقل ان تحقق شيئا, خصوصا في ظل المقترحات الامريكية الاخيرة) . رام الله ـ عبدالرحيم الريماوي

Email