المواجهات في بيت لحم مستمرة لليوم الثالث: مباحثات فلسطينية اسرائيلية في واشنطن الاسبوع المقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

اندلعت صدامات بين شبان فلسطينيين وعسكريين اسرائيليين أمس في بيت لحم لليوم الثالث على التوالي بسبب وفاة معتقل فلسطيني . ورشق نحو 100 متظاهر فلسطيني الحجارة على الجنود الاسرائيليين الذين ردوا باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط, من دون ان يوقعوا اصابات. من جهتها أعلنت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت امس ان مبعوثين فلسطينيين واسرائيليين سيتوجهون الى واشنطن الاسبوع المقبل لاستئناف المباحثات حول تحريك عملية السلام. وفي الوقت الذي اعلنت فيه اولبرايت ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وافق على دراسة ما وصفته بـ(أفكار امريكية جديدة) لاخراج عملية التسوية من حالة الجمود التي تمر بها حاليا قال عرفات انه مصر على تنفيذ خطاب الضمانات الامريكية الذي سبق وتقدم به وزير الخارجية الامريكي السابق وارن كريستوفر كشفت مصادر مسؤولة فلسطينية ان اولبرايت لم تقدم جديدا خلال لقائها بعرفات في رام الله امس مؤكدين رفض الجانب الفلسطيني لها. وفيما جددت اسرائيل التأكيد على مطلبها الداعي لقيام الهيئات الفلسطينية الرسمية بالغاء بنود الميثاق الوطني الفلسطيني التي لا تعترف باسرائيل اكد الفلسطينيون رفضهم لهذا المطلب, ويتواكب هذا مع اعلان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية انها لن تقبل بأقل من التنفيذ الكامل للاتفاقات الموقعة مع اسرائيل في اي تسوية تفاوضية. وفيما اعلن عن خلو مباحثات نتانياهو مع اولبرايت من اي جديد اكد نتانياهو انه ليس هناك اتفاق حول حجم الاراضي التي ستسلم للفلسطينيين في المرحلة الثانية. واعلنت اولبرايت في مؤتمر صحفي لها امس عقب اجتماعها مع عرفات, والذي جاء لاحقا لاجتماعها مع نتانياهو اول امس ان الجهود الامريكية لتحريك مفاوضات السلام اسفرت عن تقدم طفيف فقط معتبرة ان التعطيل الحاصل في المسيرة السلمية والمستمر منذ قرابة العام (قد طال كثيرا) . واضافت (يجب الا يستمر هذا التعطيل لان الرهان كبير جدا) . لكنها شددت على ان بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وافقا على ارسال مبعوثين الى واشنطن في نهاية الاسبوع المقبل لاجراء محادثات جديدة. وافاد مسؤولون امريكيون ان اولبرايت عرضت على نتانياهو وعرفات (افكارا جديدة) في محاولة لتنشيط المفاوضات, لا سيما ما يتعلق منها باعادة الانتشار العسكري الاسرائيلي في الضفة الغربية. لكن لم تعلن اي نتيجة ملموسة في ختام هذه الزيارة مع انها اكدت في ختام مهمة مكوكية اولى اجرتها بين الفلسطينيين والاسرائيليين في سبتمبر الماضي انها لن تعود الى المنطقة لمجرد العودة من دون احراز نتيجة. ولاحظت اولبرايت ان (المشاكل صعبة ومعقدة. ليس لدي اوهام حول التحدي الذي تطرحه هذه المفاوضات) . واقرت ايضا انها كانت تأمل في (التقدم اكثر خلال هذه الزيارة. لكن على اي حال جرى احراز تقدم طفيف) . واضافت (الردود التي تلقيتها لم ترضني كما كنت اريد. لكننا حصلنا على اي حال على بعض الردود) . وأعلنت اولبرايت أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وافق على درس الافكار الجديدة التي تقدمت بها الولايات المتحدة لتحريك عملية السلام. وقالت اولبرايت بعد لقائها عرفات في رام الله بالضفة الغربية (أنا مرتاحة لدرس الرئيس عرفات مقترحاتنا) . وتابعت (لقد أجرينا مباحثات مفيدة) . من جانبه قال عرفات انه يصر على تنفيذ خطاب الضمانات الامريكية الذي كان قد قدمه وزير الخارجية الامريكي السابق وارن كريستوفر للفلسطينيين. وابلغ عرفات الصحفيين في رام الله عقب اجتماعه مع اولبرايت ان السلطة الفلسطينية تصر على تطبيق الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل من دون تغيير. وحول الموضوع نفسه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ان اولبرايت لم تقدم اقتراحات جديدة خلال اجتماعها مع عرفات. واضاف بان رئيس السلطة الفلسطينية ابلغ اولبرايت انه لن يقبل الغاء المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار. وذكر مصدر فلسطينى مقرب من القيادة الفلسطينية ان وزيرة الخارجية الامريكية حاولت ممارسة الضغوط على عرفات لقبول برمجة اعادة الانتشار على عدة مراحل او ما يعرف بالانسحاب المرحلى. وتقترح الولايات المتحدة انسحابا اسرائيليا من 10 % من الضفة الغربية ونقلها الى الاشراف الفلسطيني الجزئي في حين تسلم 10 % اخرى كليا الى الفلسطينيين بعدما كانوا يشرفون عليها جزئيا الان. واشار مسؤول فلسطيني رفض ذكر اسمه الى ان اولبرايت اكدت ان اعادة الانسحاب العسكري هذه ستتم على مراحل على ان تكون كل مرحلة مرتبطة باحترام الفلسطينيين لسلسلة من الشروط. وتابع المسؤول ان عرفات (رفض هذه الافكار وقال لاولبرايت ان (الولايات المتحدة) اعتمدت موقف) رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال ان وزيرة الخارجية الامريكية اوضحت ان هذا العرض (ليس اقتراحا رسميا امريكيا بل مجرد افكار) . ومضى المسؤول الفلسطيني يقول (لقد افادت ان الولايات المتحدة ستعلن موقفها الرسمي بعد اسبوعين) مضيفا ان عرفات (قال لها ان من الضروري احترام الاتفاقات التي تنص على عمليات اعادة الانتشار (الاسرائيلية) ورفض تقسيم عمليات اعادة الانتشار هذه على مراحل عدة) من جانبه طالب وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي امس بان تلغي (الهيئات الفلسطينية الرسمية) بنود الميثاق الوطني الفلسطيني التي لا تعترف باسرائيل. واكد موردخاي للصحافيين في ختام لقاء في القدس مع اولبرايت دام ساعة واحدة ان (اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عقدت اجتماعا لهذ الغرض وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح, لكننا نطالب بأن تعمد الهيئات الفلسطينية الرسمية الى الغاء هذه البنود) . واكد ديفيد بار ايلان المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان الغاء البنود المطلوب الغاؤها من الميثاق الوطني الفلسطيني (ضروري نفسيا وسياسيا) . وقال اننا نصر على الغاء هذه البنود التي تلغي شرعيتنا والتي تدعو الى الكفاح المسلح ضدنا, ليس هناك من وسيلة اخرى, ان هذه البنود يجب ان تلغى بأكثرية ثلثي اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني. وعلى الجانب الفلسطيني أكد مسؤولون فلسطينيون امس أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رفضت طلبا اسرائيليا بتأكيد الغاء بنود في الميثاق الوطني الفلسطيني تدعو الى ازالة دولة اسرائيل. وذكر هؤلاء المسؤولون ان المجلس الوطني الفلسطيني سبق والغى هذه البنود في العام ,1996 واتهموا اسرائيل باللجوء الى هذه المسألة كذريعة لتعطيل عملية السلام. وكررت اسرائيل طلبها امس الاحد مؤكدة ان على المجلس الوطني الفلسطيني ان يجتمع من جديد لتأكيد الغاء هذه البنود. وكانت اللجنة التنفيذية مساء اول امس في رام الله برئاسة ياسر عرفات بحثت رسالة يشرح فيها الرئيس الفلسطيني للولايات المتحدة التعديلات التي أدخلت على الميثاق العام 1996. الا ان اللجنة التنفيذية امتنعت عن تأكيد هذه التعديلات قائلة ان هذا الامر من صلاحية المجلس الوطني الفلسطيني. وذكر عضو اللجنة التنفيذية سمير غوشة الذي شارك في الاجتماع لوكالة فرانس برس أن هذا الموضوع (لم يتخذ فيه قرار نهائي لان هذه القضية هي من صلاحيات المجلس الوطني الفلسطيني. ولم نقرر دعوة المجلس للانعقاد) . واضاف (ان هذه قضية مفتعلة للتهرب من استحقاقات عملية السلام) . وقال رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون من جهته ان الفلسطينيين لن يدعوا الى عقد دورة جديدة للمجلس (فمنظمة التحرير اوفت تماما بتعهداتها في قرار العام ,1996 ولا يعقل ان يطلب منا ان ندعو المجلس الوطني الى الانعقاد لاتخاذ قرار في أمر سبق وقرره) . وكانت اللجنة قد طالبت في بيان أصدرته بعد الاجتماع الذي ترأسه عرفات اول امس بالتنفيذ الدقيق والامين للاتفاقيات وبتطبيق خطة الانسحاب على ثلاث مراحل متفق عليها أصلا لكي يمكن التقدم في محادثات السلام مع إسرائيل. ولكن اللجنة التنفيذية أيدت بقوة رفض عرفات للخطة الاسرائيلية بقولها إن المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة يجب أن تركز على المسائل الجوهرية الداخلة في إطار التسوية النهائية مثل القدس والحدود واللاجئين والمستوطنات. وقال البيان إن أي سلام دائم يجب أن يؤسس على مبدأ الارض مقابل السلام وعلى وقف كل الانشطة الاستيطانية وتطبيق الاتفاقات الموقعة وإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس في كل المناطق التي احتلتها إسرائيل في عام 1967. وفيما ذكر راديو اسرائيل أن مباحثات وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التي جرت الليلة قبل الماضية واستغرقت خمس ساعات لم تتمخض كما يبدو عن تحقيق انطلاقة في المفاوضات على المسار الاسرائيلي الفلسطيني. واطلع نتانياهو مجلس الوزراء خلال جلسته الاسبوعية أمس على نتائج مباحثاته مع وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت. وذكر راديو اسرائيل ان نتانياهو اوضح خلال الجلسة ان اسرائيل مصرة على مبدأ التبادلية مع الفلسطينيين وانه ليس هناك اي اتفاق حول حجم الاراضى التي ستسلم الى الفلسطينيين في اطار المرحلة الثانية من اعادة الانتشار. ـ الوكالات

Email