المخابرات الامريكية تشارك في المحادثات الامنية و اولبرايت تطلب مرونة اكثر وعرفات يجدد دعوته لقيام الدولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

جدد الرئيس الفلسطيني ياسرف عرفات امس دعوته لقيام دولة فلسطينية مستقلة فيما طالبت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت الاطراف المعنية بعملية السلام ابداء مرونة في المفاوضات قبيل جولتها في المنطقة. وفي الوقت الذي صرح فيه مسؤول فلسطيني رفيع المستوى ان الولايات المتحدة ابلغت الزعماء الفلسطينيين ان المخابرات المركزية الامريكية ستستمر في حضور المحادثات الامنية بين الاسرائيليين والفلسطينيين بدأت في اسرائيل حركة سلمية يقودها نجل رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين تثير قلقا جديدا في حزب العمل. وصرح عرفات للصحفيين في غزة ان اهم أمنية يتمنى تحقيقها هو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس, وأتت تصريحاته بعد أداء صلاة العيد مع مئات الفلسطينيين وسط اجراءات أمنية مشددة فى مسجد أبو جهاد فى غزة. كما زار الرئيس الفلسطينى الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) فى منزله حيث يمضى العيد مطلق السراح للمرة الاولى منذ افراج اسرائيل عنه أوائل أكتوبر الماضى. وأمضى الشيخ ياسين ثمانية أعوام فى سجن اسرائيلى بسبب تهم منها تأسيس حماس عام 1987 . وكانت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت قد اعربت اول امس عن الامل في ان يظهر الاطراف المعنيون بعملية السلام في الشرق الاوسط (مرونة) في المفاوضات عشية موعد جولتها في الخارج التي ستجري خلالها ايضا محادثات في المنطقة. وقالت خلال مؤتمر صحافي (لست متشائمة ولا متفائلة) حول نتائج المحادثات مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين بشأن الاقتراحات التي قدمها اخيرا الرئيس الامريكي بيل كلينتون لاحراز تقدم في عملية السلام. وردا على سؤال حول رفض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات فكرة اجراء انسحابات اسرائيلية صغيرة في الضفة الغربية والتي كانت العنصر الاساسي في المقترحات الامريكية الاخيرة, قالت اولبرايت ان واشنطن (لا تعتبر هذه التصريحات رفضا للافكار التي قدمتها الولايات المتحدة) واضافت ان (خلافات مهمة لا تزال قائمة بين مواقف الاسرائيليين والفلسطينيين. لكن الافكار التي اقترحها الرئيس تضمن قاعدة انطلاق متينة) . واشارت اولبرايت الى (ضرورة) احراز تقدم في البرنامج الذي يتضمن اربع نقاط ودرسه كلينتون وعرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والمتعلق بالمشكلات الامنية واعادة انتشار القوات الاسرائيلية وتجميد اي اجراء احادي الجانب من شأنه عرقلة عملية السلام واحترام المفاوضات لارساء سلام دائم. وفي غضون ذلك قال مسؤول فلسطيني كبير امس ان الولايات المتحدة ابلغت الزعماء الفلسطينيين ان المخابرات المركزية الامريكية ستستمر فى حضور المحادثات الامنية بين الاسرائيليين والفلسطينيين. جاء ذلك تعقيبا على ما نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية امس بان اسرائيل تريد استبعاد المخابرات الامريكية من الاجتماعات التى تعقد فى اطار التعاون الامنى لمكافحة (الارهاب) . وقالت الصحيفة فى نبأ من القدس ان الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات يعارض هذه الخطوة بشدة. وكانت المخابرات الامريكية شاركت لعدة اشهر فى الاجتماعات بين مسؤولى الامن الاسرائيليين والفلسطينيين وقالت الصحيفة ان رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتانياهو اثار الموضوع فى اجتماعه بواشنطن الاسبوع الماضى مع وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت. ونقلت عن مسؤول اسرائيلى كبير قوله ان (الولايات المتحدة تحاول تعزيز الثقة بين الجانبين والامر يسير جيدا) وعلى صعيد متصل بدأت حركة سلمية فتية يقودها نجل رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين وتلقى تأييدا في اسرائيل, تثير قلقا جديا في حزب العمل. وقد اسست حركة (جيل السلام) (دور شالوم) التي يقودها يوفال رابين (41 عاما) بعد اغتيال زعيم حزب العمل في نوفمبر 1995 بيد متطرف يميني يهودي. وبرزت هذه الحركة التي تقول انها حركة سلمية واجتماعية للشباب على ساحة الاحداث خلال الاسبوع الجاري عبر منافسة حزب العمل في الانتخابات الطالبية في جامعة تل ابيب. واتهم حزب العمل الحركة بانها تريد ان تتحول الى حزب وان تلعب لعبة اليمين عبر شرذمة الاصوات. وكتب النائب العمالي يوسي بيلين الى ثلاثين من ممولي الحزب في اسرائيل والخارج ليطلب منهم قطع الاموال عن هذه الحركة, مع انه كان شخصيا احد مؤسسي (دور شالوم) . واوضح بيلين ان (دور شالوم لم تعد حركة سلمية واصبحت حزبا سياسيا) وعبر زعيم الكتلة العمالية في البرلمان ايلي غولدشميت عن (قلقه البالغ) . وقال في تصريح لوكالة فرانس برس ان (دور شالوم اصبحت حزبا سياسيا يشق اليسار ويقلل من فرصنا في اسقاط نتانياهو) وزاد من هذا القلق احتمال ترشيح الحركة الى الانتخابات البلدية التي من المقرر اجراؤها في نوفمبر المقبل. وقال اورين ييهي شالوم المتحدث باسم الحركة لوكالة فرانس برس (حتى الان كانوا يعتبروننا لطفاء. ولكن حركتنا تعتزم الان ترويج وجهة نظرها في ملف التربية داخل المجالس البلدية) وتؤكد الحركة انها لا تملك اي مشروع سياسي, كما ينفي يوفال رابين الذي يعمل في احدى شركات المعلوماتية, ان يكون له اي طموح شخصي. ومع ذلك, يشعر الالاف من ناشطي هذه الحركة وان كان برنامجهم غير واضح بانهم يسدون ثغرات حزب العمل وخصوصا بوجودهم على الارض. وقال ييهي شالوم (نريد ان نتبع الطريق التي رسمها اسحق رابين وان نغير المجتمع الاسرائيلي عن طريق التعليم وفي الوقت نفسه نقوم بعدد كبير من الاعمال في الاحياء الفقيرة) . ورأى ان (المجتمع الاسرائيلي يحتاج اليوم الى شبان يتحركون ونحن هؤلاء الشبان) . وينظم هؤلاء الناشطون الذين جاء معظمهم من برجوازية تل ابيب لقاءات بين العلمانيين والمتدينين لتشجيع التفاهم المتبادل, ويجددون منازل في الاحياء المعدمة.ـ رويتر ـ أ.ف.ب

Email