ضباط الجيش يهاجمون الحكومة ويطالبونها بتحرك جدي للوفاق قوات قرنق تعلن والخرطوم تنفي سقوط أجزاء من (واو) اعتقال أمين شؤون الانصار بعد (خطبة ــ منشور) ناري.

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعلنت المعارضة الجنوبية المسلحة التي يتزعمها العقيد جون قرنق سيطرتها على اجزاء كبيرة من مدينة (واو) ثاني اكبر مدن جنوب السودان بعد هجوم مفاجىء قاده القائد المنسق كاربينو كوانين لكن بيانا للجيش الحكومي اكد ان قواته صدت الهجوم وردت المهاجمين . وتزامن هذا التطور مع الكشف عن اجتماع تنويري عقدته هيئة قيادة الجيش السوداني ورئاسة اركانه, مع عدد من كبار الضباط الذين انتقدوا الحكومة بعنف وطالبوها بتحرك لجمع شمل السودانيين, فيما يعد اول دخول علني للجيش على خط الحديث المتنامي عن وفاق وطني. ووسط هذه الاجواء, اعتقلت السلطات السودانية امين شؤون الانصار وامام مسجدهم بضاحية ودنوباوي بأم درمان عقب خطبة نارية هاجم فيها الحكومة, وتمت تلاوتها بالنص في مساجد الانصار الاخرى بمناطق ود مدني والجزيرة ابا والابيض. (مقتطفات من الخطبة ص19) ففي بيان تلقت (البيان) نسخة منه بواسطة الفاكس, قال ياسر عرمان المتحدث باسم جون قرنق في اسمرة ان قوات قرنق استولت على ستة مواقع رئيسية في مدينة (واو) . وقال المتحدث (قواتنا استولت على الحامية الرئيسية (قرنتي) ومنطقة زقلونة شمال الحامية ومنطقة سريال اجس ومطار مدينة واو ورئاسة السكة الحديد ومنطقة الزراعة شرق المدينة في اتجاه التونج. وزاد عرمان يقول (كذلك تمكنت قواتنا من تحرير محطة وحامية اريات شمال مدينة اويل وجنوب محطة المبرم في غرب السودان مشيرا الى ان قوات قرنق اسرت 108 عسكر سودانيين بينهم ضابط برتبة رائد, كما استولت, كما قال, على اعداد كبيرة من الدبابات والمدافع. واضاف ان القتال لا يزال مستمرا على الطريق بين واو وبلدة بوسيري وحول جامعة واو. واعطى متحدث اخر باسم حركة قرنق في نيروبي التفاصيل نفسها لكنه اوضح ان الهجوم على واو الذي وصفه بأنه كان (كبيرا ومفاجئا) تم بقيادة القائد كاربينو كوانين, وهو قائد جنوبي كبير كان قد انشق عن حركة التمرد قبل شهرين وانضم لجانب الحكومة قبل ان يعود مرة اخرى الى الانشقاق عليها. وطبقا لمصادر جنوبية فان كاربينو عقد مؤتمرا صحفيا في بحر الغزال اعلن فيه عن اتفاق مصالحة مع قرنق. واكد بيان للجيش السوداني نبأ الهجوم على واو, وقال انه استمر حتى فجر امس. بيد ان البيان الذي اصدرته قيادة الجيش قال ان القوات الحكومية صدت الهجوم وكبدت المهاجمين (خسائر بالغة واجبرتهم على الفرار) وزاد (ان القوات المسلحة استطاعت تنظيف المنطقة من الخوارج الذين استهدفوا زعزعة المناخ العام للسلام) . على صعيد متصل وصف العميد الطيب محمد خير الناطق الرسمي باسم الحكومة الاحداث بأنها عارضة ومحاولة يائسة من قلة مارقة ازعجتها روح السلام الذي صار حقيقة (حسب وصفه) . وقال ان حركة العائدين من صفوف التمرد مستمرة يوميا في ملكال وناصر وبور وكبويتا وابيى وكسلا ومناطق جبال النوبة. على صعيد آخر, كشف مصدر مطلع لــ (البيان) ان هيئة اركان الجيش السوداني عقدت اجتماعا موسعاً مع عدد كبير من الضباط رفيعي الرتب, استهدف كما قال المصدر تنوير الضباط بالظروف السياسية في السودان. وطبقا للمصدر فان الضباط حملوا على الحكومة بشدة خلال الاجتماع, واعتبروا ان البلاد تمر بأزمة حقيقية, وان الحكومة لا تفعل ما يكفي للم شمل السوادنيين لمواجهة الأزمة, ووصفوا ما يجري حول الوفاق السوداني بأنه (تهريج). وطالب الضباط الذين رفض المصدر تحديد اسمائهم او رتبهم الحكومة بالتحرك الجدي (للم صفوف السودانيين) بغية ايجاد مخرج حقيقي لما اعتبروه ازمة حقيقية تمر بها بلادهم. وطبقا للمصدر , فان الضباط فتحوا النار على الزعيم الجنوبي رياك مشار , متهمين اياه بالسعي لتنصيب نفسه قائدا للجنوب, والسعي للاستفادة من اموال الخرطوم دون اي اهتمام باستتباب الوضع في الجنوب. وأفاد المصدر ان رئاسة الاركان التي فوجئت باحتجاجات الضباط اكدت لهم ان قرارات هامة ستصب لمصلحة جمع شمل السودانيين وحماية البلاد ستصدر عقب العيد. لكن المصدر قال ان الضباط شككوا في تطمينات رئاسة الاركان بوصفها (ثرثرة لا طائل من ورائها) . من ناحية اخرى, قال مصدر في شؤون الانصار الرافد الديني لحزب الامة بزعامة الصادق المهدي ان السلطات السودانية اعتقلت خطيب مسجد الانصار عبد المحمود ابو عقب خطبة صلاة العيد امس. ووصفت هذه الخطبة بأنها نارية, وكان لافتا ان ائمة مساجد الانصار في كل من مدني والابيض والجزيرة اب رددوا الخطبة ذاتها بعيد صلاة العيد فيما وصفته مصادر بأنه (منشور سياسي) يحمل رائحة الصادق المهدي. اسمرة ـ (البيان) :

Email