عرفات يرفض الانسحابات التدريجية: مصر تبارك القمة العربية وأمريكا تقلل من جدواها

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضمت مصر صوتها أمس الى الاصوات المنادية بعقد قمة عربية, قللت الولايات المتحدة على الفور من شأنها, قائلة انه لن يكون لها دور في انتشال عملية السلام من جمودها . وجاء تزايد احتمالات عقد القمة التي افادت تقارير ان 12 دولة عربية وافقت على عقدها متزامنا مع تصريحات نارية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد اجتماع مع نظيره المصري حسني مبارك, رفض فيها بشدة انسحابا اسرائيليا على مراحل من الضفة. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قال انه يستبعد القيام بمثل هذا الانسحاب. فقد اعلن وزير الخارجية المصري عمرو موسى ان هناك (احتمالات) لعقد قمة عربية لبحث الاوضاع التي تمر بها عملية السلام. وقال موسى للصحافيين بعد اجتماع بين مبارك وعرفات في القاهرة ان (احتمالات عقد القمة قائمة لكن لا يوجد اجراء معين. الفكرة مطروحة وقائمة) . وزاد.. (من المبكر بعض الشيء الحديث عن الموعد والمشاركين والسبب والمكان لكن الفكرة مطروحة بالتأكيد) . ومن جهته قال نبيل شعث وزير التخطيط بالسلطة الوطنية الفلسطينية ان جميع الدول العربية وافقت على فكرة عقد قمة عربية من اجل (تأكيد الحقوق الفلسطينية) . واضاف ان الانشطة الدبلوماسية العربية ستفضي الى قمة عربية الا ان الامر قيد البحث الان هو آلية ذلك وما اذا كان مؤتمر قمة موسعا او مصغرا) . وقال شعث ان المرحلة المقبلة ستشهد فورة من الانشطة الدبلوماسية العربية والاوروبية المكثفة مشيرا الى ان الزعماء العرب قد يعقدون قمة مصغرة منفصلة مع نظرائهم الاوروبيين. وقال دبلوماسيون ان مساندة مصر التي استضافت القمة العربية السابقة عام 1996 أمر حيوي لعقد قمة جديدة. وطبقا لمصادر فان محادثات عرفات الذي كان وصل القاهرة آتيا من لندن, تركزت على مسألة عقد القمة العربية وهو موضوع تحول الى عنوان لجولته التي شملت موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس. وقال الامين العام للجامعة العربية عصمت عبدالمجيد ان القمة العربية تحتاج لاعداد جيد لضمان نجاحها مؤكدا انه (ينبغي الانتظار لمعرفة وجهة نظر مختلف القادة العرب) . وكان الامين العام المساعد للجامعة محمد زكريا اسماعيل اعلن امس الاول ان دولا عربية عدة تتجه الى عقد قمة عربية جديدة بعد فشل محادثات واشنطن) . وردت الولايات المتحدة بسرعة على التقارير عن التحركات المتسارعة لعقد القمة العربية, فاكدت على حق الدول العربية في عقد اجتماع قمة لبحث تطورات عملية السلام ولكنها قللت من اهميتها ودورها في انتشال عملية السلام من الجمود الراهن. وقال متحدث باسم الخارجية الامريكية انه (لا تعليق على التقارير الواردة بشأن احتمال عقد قمة عربية) . ومن جهته قال مسؤول مطلع في الخارجية لوكالة انباء الشرق الاوسط (انه من حق الدول العربية عقد اجتماع قمة ولكن نتساءل ماذا ستحقق هذه القمة) . في هذه الاثناء, اعلن عرفات بوضوح امس انه يرفض الاقتراح الامريكي بالانسحابات التدريجية قائلا انه لن يوافق عليه. وسئل عرفات عما اذا كان على الانسحاب التدريجي فرد بقوله للصحافيين (بالقطع لا) . وكان نتانياهو اعلن امس انه يمعن النظر في الخطة الامريكية مشيرا الى ان الجانب الاسرائيلي لم يستبعد احتمال الانسحاب التدريجي على ان يفي الفلسطينيون بجزء من التزاماتهم ليحصلوا على جزء محدد من الارض. وصرح نتانياهو خلال لقاء مع نواب من تكتل الليكود "نحن لا نستبعد انسحابا خطوة خطوة وذلك بالطبع على اساس ان الفلسطينيين سيبرهنون على التزامهم بالاتفاقات مقابل ذلك) . الا ان الصحف الاسرائيلية ذكرت ان نتانياهو ليس مستعدا للانسحاب من أكثر من تسعة في المائة من اراضي الضفة الغربية بينما الولايات المتحدة تصر على اعادة انتشار من 12 في المائة على الاقل من الاراضي بحيث ينفذ اول انسحاب خلال الايام التي تلي ابرام اتفاق بشأن اعادة الانتشار. ومن جانب آخر يصر رئيس الوزراء على ان تقوم اسرائيل بانسحاب واحد في حين تنص اتفاقية الحكم الذاتي مع الفلسطينيين على ثلاث عمليات انسحاب. وقال نتانياهو من ناحية اخرى ان اسرائيل لن تنسحب من كل هضبة الجولان مقابل سلام مع سوريا ولن تعود الى خطوط الرابع من يونيو عام ,1967 لكنه زعم ان اسرائيل على استعداد لاجراء مفاوضات مع الجانب السورى على اساس اعادة اراضٍ من الجولان وليس اعادة الهضبة كلها . وعلل نتانياهو ذلك بان الانسحاب الكلى من الجولان سيعيد اسرائيل الى حدود غير امنة. وحول لبنان قال نتانياهو ان اسرائيل على استعداد للانسحاب من الشريط الحدودى المحتل فى جنوب لبنان (عندما نتأكد ان حزب الله لايستطيع الاقتراب من هذا الشريط لضرب الحافلات الاسرائيلية فى الشمال او ضرب أية مستوطنة) . وقال (عندما نتأكد من وجود حل كهذا فاننا سنوافق عليه على الفور) .

Email