اعتقال عضو بالتشريعي في الخليل: عرفات يندد بتعنت نتانياهو وياسين يدعو الى المواجهة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ندد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في ختام زيارة خاطفة لموريتانيا امس توجه اثرها الى الرباط بتعنت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو واتهمه بتعطيل مفاوضات السلام. ومن جانبه حث الشيخ احمد ياسين مؤسس حماس السلطة الفلسطينية في مقابلة نادرة مع التلفزيون الاسرائيلي على وقف حملتها على الحركة والبدء في مواجهة اسرائيل . وفي الارض المحتلة دفعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي امس الى القدس بخمسة الاف جندي اضافي في اطار الاجراءات التي اتخذتها تحسبا لوقوع مواجهات اثناء الاحتفال بليلة القدر المباركة, وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال في الخليل اعتقلت عضوا بالمجلس التشريعي هو عز مطلق العجلوفي واثنين من قوات الأمن الفلسطيني. وعلى صعيد نتائج مباحثات واشنطن كشف مائير شطريت رئيس ادارة الائتلاف الحاكم في اسرائيل عن قبول كلينتون خلال مباحثاته مع نتانياهو كل الشروط الاسرائيلية لاعادة الانتشار في الضفة الغربية. ومن جانبه دعا مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية الدول العربية الى انقاذ عملية السلام. من جانبه ندد عرفات قبيل مغادرته نواكشوط متوجها الى الرباط بتعنت نتانياهو وتعطيل المفاوضات واعرب عرفات عن اسفه (لعدم تحقيق اي تقدم) في واشنطن اثر محادثاته مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون حول احياء عملية السلام في الشرق الاوسط. واكد رئيس السلطة الفلسطينية ايضا انه اطلع الرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع على نتائج محادثاته مع كلينتون من دون ان يعطي ايضاحات اضافية. وشجب الشيخ احمد ياسين في مقابلة نادرة اجراها معه التلفزيون الاسرائيلي السلطة الفلسطينية لالقائها القبض على اعضاء حماس وسجنهم تلبية للمطالب الاسرائيلية. وقال الشيخ المقعد للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان الشرطة الفلسطينية تتعقب حركة حماس وانه يرفض ذلك, واعرب ياسين عن اعتقاده بأن هذا خطأ واعتداء لا مبرر له تنفيذا لاوامر ورغبات الامريكيين والاسرائيليين. وانتقد ياسين ادارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لاغلاقها مكاتب حماس التي قال انها كانت مفتوحة في ظل الحكم الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتساءل عن سبب اغلاق مؤسسات حماس الانسانية وقال ان الاحتلال الاسرائيلي كان موجودا ولم يغلق هذه المؤسسات. وتساءل ايضا عن السبب الذي يجعل اسرائيل تطلب من السلطة الفلسطينية ان تفعل مالم تكن هي ذاتها تفعله. وفي بداية المقابلة امسك صحفيون اسرائيليون بصور لاسرائيليين قتلوا او شوهوا في التفجيرات التي نفذتها حماس لكي يراها ياسين. وقال ياسين ان الصور اصابته بالالم ولكنه اضاف ان اسرائيل ترتكب اعمالا مماثلة ضد الفلسطينيين. وفي سياق التصعيد الاسرائيلي دفعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي امس الى القدس بخمسة الاف جندي اضافي في اطار الاجراءات التي اتخذتها تحسبا لوقوع مواجهات في المدينة اثناء الاحتفال بليلة القدر المباركة. كما عززت سلطات الاحتلال اجراءاتها الامنية وكثفت الحواجز والدوريات العسكرية في منطقة المسجد الاقصى المبارك التي اصبحت اشبه بساحة حرب تدنسها بنادق وحراب المحتلين. واغلقت العديد من الطرق والمنافذ المؤدية للاقصى وللمدينة المقدسة للتقليل من اعداد المصلين. وكان اكثر من اربعمائة الف مواطن قد صلوا الجمعة الاخيرة من رمضان امس الاول في المسجد الاقصى. وذكرت مصادر فلسطينية امس ان قوات الاحتلال الاسرائيلى فى محافظة الخليل اعتقلت أمس الاول عضوا بالمجلس الوطني الفلسطيني هو عز مطلق العجلوفي واثنين من قوات الامن الوطني الفلسطيني ومواطنا آخر وقالت ان مكتب الارتباط الفلسطيني في منطقة الخليل يجري اتصالات مع الجانب الاسرائيلي لمعرفة أسباب ذلك والمطالبة بالافراج عنهم. وقالت هذه المصادر أن عضو المجلس الوطني اعتقل أثناء مروره بسيارته في منطقة السهلة الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية بينما القي القبض على اثنين من أفراد قوات الامن الفلسطينية في منطقة الكرنتينا بمدينة الخليل والخاضعة لسيطرة اسرائيل والقي القبض على شاب فلسطيني في المنطقة الجنوبية لمحافظة الخليل. وتأتي هذه الاعتقالات ضمن الممارسات الاسرائيلية ضد المواطنين الفلسطينيين في محافظة الخليل التي تشهد تكثيفا للانشطة الاستيطانية وتواجد القوات الاسرائيلية بها. من جانبه كشف مائير شطريت رئيس ادارة الائتلاف الحاكم في اسرائيل عن ان الرئيس الامريكي بيل كلينتون قد قبل خلال مباحثاته الاخيرة مع بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي كل الشروط التي حددتها اسرائيل لاعادة الانتشار في الضفة الغربية. وقال شطريت في حديث لراديو اسرائيل اذاعه امس ان نتانياهو اكد خلال هذه المباحثات استعداده لتنفيذ المرحلة الثانية من اعادة الانتشار من (منطلق السخاء) غير انه اشترط لذلك وفاء الجانب الفلسطيني بالتعهدات التي اخذها على عاتقه في اتفاق الخليل.. مشيرا الى ان الجانب الامريكي قد قبل بهذا المبدأ. واوضح انه اهم انجاز حققه رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال زيارته لواشنطن كان قبول الجانب الامريكي بمبدأ المعاملة بالمثل الذي كان ينادى به نتانياهو. واعرب شطريت عن اعتقاده بأن الحكومة الاسرائيلية ستكون مستعدة لان تشمل المرحلة الثانية من اعادة الانتشار اراضي تبلغ مساحتها اكثر من عشرة بالمئة من مساحة الضفة الغربية بالرغم من ان نتانياهو لم يتطرق الى الارقام خلال مباحثاته في واشنطن. وعلى صعيد متصل دعا مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية الدول العربية امس الى اعادة تقويم مواقفها من العملية السلمية الجارية في منطقة الشرق الاوسط. ونقلت الاذاعة الفلسطينية عن مستشار رئيس السلطة الفلسطينية نبيل عمرو قوله ان فترة الاختبار التي منحها الزعماء العرب في مؤتمر القمة الذي عقد في القاهرة قبل عام ونصف لحكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لاثبات رغبتها في السلام طالت كثيرا وعلى العرب ان يبحثوا الان عن وسائل اخرى لاجبار هذه الحكومة على السير فى طريق السلام. واضاف ان السلطة الفلسطينية لن تستطيع ان تمنع الشعب الفلسطيني اذا ما قرر القيام بانتفاضة شعبية ضد الاحتلال الاسرائيلي بعد ان اغلقت كافة الابواب في وجهه. وذكر ان الولايات المتحدة تهربت من تحمل مسؤوليتها كراعية لعملية السلام عن طريق القاء التبعية على الاطراف, واشار فى الوقت نفسه الى تراجع قدرة الولايات المتحدة فى الضغط على اسرائيل. ودعا عمرو الفلسطينيين الى عدم المراهنة على نجاح العملية السلمية وعدالة قضيتهم فقط بل عليهم ان يخلقوا حقائق جديدة على الارض دون ان يشير الى نوع وشكل هذه الحقائق. وقال ان عملية السلام فى الشرق الاوسط مهددة بالانهيار الشامل بسبب تصرفات بعض التيارات داخل الحكومة الاسرائيلية والتي تعتقد ان ما ستحصل عليه اسرائيل عن طريق التشدد اكثر مما ستحققه بواسطة الطرق العقلانية. وفي سياق ردود الأفعال الدولية والاقليمية على فشل اجتماعات واشنطن وصف وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث نتائج المباحثات التى اجراها الرئيس الفلسطينى ياسر عرقات مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون وكبار المسؤولين في الادارة الامريكية بأنها سلبية للغاية على الرغم من دفء المفاوضات من الناحية الانسانية وارجع ذلك الى عدم قدرة الولايات المتحدة على ممارسة الضغط الكافي على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال شعث فى حديث خاص لاذاعة صوت العرب صباح امس أنه لم يتم التوصل الى أي اتفاق بشأن مراحل الانسحاب الثلاث من الضفة الغربية أو بشأن الاستحقاقات الأخرى المتعلقة بالمرحلة الانتقالية موضحا أن الجانب الامريكي أبدى تفاهما وتعاطفا مع المطالب الفلسطينية دون القدرة على الضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي. وصرح رئيس حزب العمل الاسرائيلي ايهود باراك ان زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لواشنطن لم تسفر الا عن تأجيل استمرار معالجة الادارة الامريكية لقضية الشرق الاوسط ويجب علينا ان ننتظر لنرى نتائج اللقاءات المقبلة. واضاف باراك فى تصريحات اذاعها راديو اسرائيل انه يرحب بالمهلة التي تمخضت عنها مباحثات رئيس الوزراء للعاصمة الامريكية لان هذه المهلة من شأنها تأخير تدهور الاوضاع في المنطقة. واكد رئيس حزب العمل الاسرائيلي ان الاختيار الرئيسى الذى تواجهه الحكومة الاسرائيلية هو دفع عملية السلام. واعرب عن خشيته من ان يكون انهيار الثقة بين نتانياهو وكل من رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات و الرئيس الامريكي بيل كلينتون سيؤدي الى شل عملية السلام وتجددالعمليات الارهابية. واضاف باراك ان حزب العمل الاسرائيلى يؤيد مبدأ المعاملة بالمثل قائلا ان الميثاق الوطني الفلسطيني قد الغي بالفعل غير انه كان مفيدا لو كان ياسر عرفات يعلن عن ذلك مرة اخرى بصورة علنية. واعرب رئيس وزراء باكستان نواز شريف عن قلق بلاده الشديد لتطورات عملية السلام في الشرق الاوسط ووصولها الى طريق مسدود مؤكدا مساندة باكستان لكافة الجهود التي قد تسفر عن تحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة في المنطقة. ـ الوكالات

Email