واشنطن ولندن تهددان باستخدام القوة، العراق يربط تفتيش القصور الرئاسية باعلان نتائج لجنة التقويم الفنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

غادر ريتشارد باتلر كبير مفتشي الامم المتحدة للاسلحة العاصمة العراقية امس معترضا على اقتراح تقدمت به بغداد يربط تجميد فتح قصور الرئاسة امام عمليات التفتيش باعلان نتائج اجتماعات لجنة التقويم الفنية في ابريل المقبل تمهيدا لرفع الحظر المضروب على شعب العراق.. وفيما اعتبر باتلر الاقتراح تحديا لقرارات مجلس الامن الذي سيرفع اليه تقريرا بفحوى مهمته غدا (الجمعة) لوحت واشنطن وبريطانيا مجددا باللجوء الى القوة العسكرية لارغام العراق على فتح قصوره لتفتيشها. وعقد كبير مفتشي الامم المتحدة مؤتمرا صحفيا ببغداد في ختام ثلاثة ايام من المحادثات الفاشلة مع المسؤولين العراقيين تناولت الازمة الاخيرة والتي نجمت عن منع العراق دخول المفتشين الى قصوره الرئاسية باعتبارها رمزا للسيادة. وقال باتلر ان طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي اقترح تجميد كل المناقشات حول تفتيش القصور الى ان تعرف نتائج اجتماعات لجنة التقويم الفنية المنوط بها تقويم سير عملية نزع الاسلحة العراقية المحظورة بدءا من فبراير المقبل في بغداد لتنتهي في شهر ابريل بمشاركة ممثلين للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا. واضاف باتلر ان طارق عزيز (يؤكد ان هذه الاجتماعات ستظهر ان ملفات التسلح المختلفة اصبحت على وشك الاقفال وبالتالي فهو يتوقع ان ترفع العقوبات) . وقال باتلر ان موقف العراق كما عبر عنه عزيز هو انه اذا كانت نتائج اجتماعات لجنة التقويم الفني حول سير عملية نزع الاسلحة العراقية (ايجابية بالنسبة للعراق) واذا بقي الدخول الى القصور الرئاسية هو العائق الوحيد امام رفع الحظر فان العراق سيكون مستعدا لمناقشة هذا الموضوع في ابريل المقبل. وتابع باتلر قائلا (لقد اعربت عن شكوكي الجدية بشأن توصل الاجتماعات الى النتائج التي يتوقعها) طارق عزيز. واوضح انه ابلغ عزيز بان هذا القرار هو (تحد لقرار مجلس الامن) الذي يطالب بحرية دخول المفتشين الدوليين الى جميع المواقع من دون شروط. غير ان باتلر ناقض نفسه. وقال في تصريحات في بغداد في وقت سابق ان النزاع حول دخول المواقع العراقية لا يمكن ان يستمر لاجل غير مسمى. واضاف لا اعتقد انه مازال باقيا العديد من فصول هذه الرواية. ويقول العراق انه كان يتعين على اللجنة الخاصة ان تنهي اعمالها منذ عدة سنوات وصرح باتلر بأن عزيز ابلغه بأن العراق ليس لديه ملفات جديدة لكي يقدمها عن اسلحة الدمار الشامل. ومن المقرر ان يرفع باتلر تقريرا الى مجلس الامن غدا الجمعة عن نتائج محادثاته مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز والمسؤولين العراقيين الآخرين. وفي اول رد فعل عربي على فشل مهمة باتلر في بغداد لوحت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا بالخيار العسكري ضد العراق, واعربت واشنطن عن ثقتها بأنها ستلقى تأييدا ممن اسمتهم حلفاءها اذا تطلب الامر عملا عسكريا ضد العراق. وكرر جيمس روبن المتحدث باسم وزارة الخارجية الليلة قبل الماضية وجهة النظر الامريكية التي اعلنت منذ وقت طويل ان القيام بعمل عسكري ضد العراق في المواجهة الجارية بشأن التفتيش على الاسلحة (ليس مستبعدا) . وقال (اذا حان الوقت لذلك فاننا على يقين ان الذين نحتاج لمساعدتهم والذين شهدنا مساندتهم لنا فيما مضى سيكونون الى جانبنا) . وادلى روبن بهذا التصريح بعد ان اختتم ريتشارد باتلر رئيس اللجنة الخاصة للامم المتحدة المكلفة بازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية محادثات متوترة في بغداد وصرح بانه لم يتحمس لما سمعه من العراقيين. وقال روبن انه حتى يرفع باتلر تقريره الكامل الى مجلس الامن غداً الجمعة ستستحيل معرفة هل اصبح اتخاذ عمل عسكري ضد العراق اكثر احتمالا مما كان عليه الحال من قبل طوال اشهر من الجدال بشأن عمليات التفتيش على الاسلحة في العراق. وقال روبن (فيما يتعلق بالعمل العسكري, والى ان نعرف تفاصيل اجتماعات السفير باتلر والى ان يقدم تقريره الى مجلس الامن وان تتاح الفرصة امام المجلس لدراسته لا استطيع القول اكثر من ان العمل العسكري لم يستبعد. وكرر الموقف الامريكي القائل بان الخيارات المتاحة تتضمن عملا منفردا من جانب الولايات المتحدة. لكنه استطرد قائلا (حجم الاحباط من جانب المدافعين احيانا عن العراق تزايد, انهم تعبوا من محاولة تفسير ما لا تفسير له وهو محاولة العراق المستمرة منع المفتشين من حق اداء عملهم وتعطيل ما دعت اليه قرارات الامم المتحدة وحذت بريطانيا الحذو الامريكي. وسئل روبن كوك وزير الخارجية البريطاني خلال مؤتمر صحافي عما اذا كان التحرك العسكري من جانب الحلفاء محتملا لاجبار صدام على الاذعان فقال (لقد اوضحنا دوما ما نطلبه من العراق) . وقال ان على الرئيس العراقي ان يذعن تماما لقرارات الامم المتحدة ولعقوباتها حتى تنتهي طموحاته لامتلاك اسلحة دمار شامل. وذكر ان صدام زعم ان هناك 45 موقعا رئاسيا حساسا لا يسمح لمفتشي الامم المتحدة بدخولها. وقال كوك: هذا امر لا يصدق. لا نستطيع ان نسمح له ان يحدد الاماكن التي يدخلها المفتشون والامان التي لا يمكنهم دخولها) . واضاف قوله انه ما دام العراق يعطل تنفيذ قرارات الامم المتحدة (لا يمكن استبعاد اي خيار) . وقال كوك (انه مع مرور كل يوم يواصل صدام حسين توسيع نطاق ترسانته من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية. (كل اسبوع صدام ينتج ميكروبات من الجمرة الخبيثة تكفي لملء رأسين من رؤوس الصواريخ) . ـ الوكالات

Email