مظاهرات ضد واشنطن في بغداد والبحرية الامريكية على أهبة الاستعداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

توصل العراق والامم المتحدة الى اتفاق على عقد اجتماع لخبراء من الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الامن اضافة الى المانيا , في اول فبراير المقبل لتقييم عملية نزع الاسلحة العراقية, في خطوة تشكل استجابة لاحد مطالب العراق الذي يعترض على الهيمنة الامريكية والبريطانية على فرق التفتيش التابعة للامم المتحدة. وفي تطور متزامن صعدت كل من روسيا والصين مطالبتهما بتشكيلة اكثر توازنا لفرق التفتيش الدولية. وفي وقت تظاهر فيه آلاف العراقيين في بغداد للاعلان عن استعدادهم لمواجهة هجوم امريكي محتمل هاتفين بشعارات معادية للولايات المتحدة ولخبراء نزع الاسلحة, اعلن قائد عسكري امريكي ان البحرية الامريكية مستعدة لتوجيه ضربة للعراق في حال تفاقمت ازمة المفتيشين. واعلن الاتفاق بين العراق والامم المتحدة امس في بغداد في ختام اجتماع بين رئيس اللجنة الخاصة للامم المتحدة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية ريتشارد باتلر ونائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز طبقا لوكالة الانباء العراقية. ويعتبر تشكيل لجنة التقويم الفنية استجابة لاحد مطالب العراق الذي يعترض على الهيمنة الامريكية والبريطانية على اللجنة الخاصة. وقالت الوكالة ان الاجتماعات التي ستعقد في بداية فبراير (سيشارك فيها خبراء من البلدان الخمسة دائمة العضوية بمجلس الامن اضافة الى المانيا وعناصر من اللجنة الخاصة) . لكن الوكالة لم تحدد المكان الذي ستعقد فيه هذه الاجتماعات. واشار مصدر دبلوماسي الى ان الاجتماع الاول سيعقد في بغداد او في فيينا. واضافت الوكالة ان "من المنتظر ان تتناول هذه الاجتماعات موضوعين اساسيين هما رؤوس الصواريخ وعنصر (ال. في. اكس) وهو غاز محظور اتهم العراق بانتاجه. ولم يكن ممكنا الحصول على تأكيد لهذا الاتفاق من اللجنة الخاصة. وكان ريتشارد باتلر قد اشار الاثنين في تصريح صحافي الى ان اجتماعات لجنة التقويم الفنية التي تضم خبراء دوليين والعراق واللجنة الخاصة ستبدأ خلال الاسبوعين المقبلين. واوضح باتلر ان العراق طالب بعقد مثل هذه الاجتماعات "للخروج من الطريق المسدود" لكنه اشار الى ان برنامج الاسلحة البيولوجية العراقي الذي يقلق اللجنة الخاصة "ليس ناضجا" لكي يمكن وضعه على جدول اعمال لجنة التقويم الفنية. وقد بدأ باتلر منذ مساء الاثنين محادثات في بغداد بهدف حلحلة الازمة بين العراق واللجنة الخاصة حول عمليات التفتيش عن الاسلحة العراقية المحظورة. وعقد باتلر اجتماعا ثالثا امس مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز, قال قبله ان العراق سيقوم خلاله بالرد على اقتراح فرنسي بشأن دخول المواقع الرئاسية. وقال باتلر (لقد نقلت اقتراحا فرنسيا بأن يرافق ممثلون لمجلس الامن الدولي المفتشين في حال تم تفتيش القصور.) . ووصف باتلر محادثات في بغداد بأنها مباشرة وصعبة, لكنه اكد انها ليست مشجعة. ويتشدد العراق خصوصا بشأن تركيبة فرق التفتيش, وقد حظي هذا التشدد بتأييد لافت من قبل روسيا والصين اللتين طالبتا امس في موعد متزامن, بتشكيلة اكثر توازنا لفرق التفتيش التابعة للامم المتحدة. فقد اقترح وزير الخارجية الروسي يفجيني بريماكوف من جديد امس على هامش اجتماع في لولييا (اقصى شمال السويد (اعادة تشكيل) لجنة الامم المتحدة الخاصة المكلفة ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية, لتسوية الازمة مع العراق. وقال بريماكوف ان هذا (لا يعني اخراج الامريكيين (من اللجنة) وانما ضم مفتشين من دول اخرى مثل فرنسا والمانيا وروسيا) . وادلى بريماكوف بهذه التصريحات للصحافيين في ختام اجتماع لمجلس اوروبا ـ دول القطب الشمالي الذي يضم روسيا والنرويج والدنمارك وايسلندا وفنلندا والمفوضية الاوروبية. وكان وزير الدفاع الامريكي وليام كوهين رفض الاحد الاقتراح الروسي بضم خبراء روس وفرنسيين وصينيين اضافيين الى اللجنة التي يأخذ عليها العراق هيمنة الولايات المتحدة عليها. واضاف بريماكوف ان اجراء اعادة تشكيل للجنة لا يعفي العراق من الامتثال (بدقة) لمختلف قرارات الامم المتحدة الخاصة بازالة اسلحة الدمار الشامل وخصوصا السماح لفرق التفتيش الدولية بدخول كل المواقع. واوضح ان (على العراق القيام باللازم لتطبيق قرارات الامم المتحدة على اراضيه) معتبرا ان الوضع في العراق "وصل الى طريق مسدود. وكان بريماكوف اجرى الاثنين على هامش الاجتماع محادثات في احد فنادق المدينة مع مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ستروب تالبوت الذي حضر اجتماع لولييا بصفة مراقب. واوضح تالبوت صباحا قبل المؤتمر الصحافي الختامي ان الولايات المتحدة وروسيا (تعملان معا حول الازمة) في العراق. واضاف تالبوت (لقد تباحثنا بالطبع في التوتر المستمر في العراق وهي ازمة دولية اخرى تعمل روسيا والولايات المتحدة معا بشأنها) لكنه لم يقدم اي توضيح حول مضمون اللقاء مع بريماكوف. من جانبه اعلن السفير الصيني في بغداد امس ان الصين تريد (تشكيلة اكثر توازنا) لفرق التفتيش. ونقلت وكالة الانباء العراقية عن السفير الصيني في العراق سن بيكان قوله (ان موقف الصين ما زال ثابتا بخصوص ايجاد تشكيلة متعددة الجنسيات واكثر توازنا لتسهيل انجاز مهام عمل اللجنة الخاصة) للامم المتحدة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية. وقالت الوكالة ان السفير الصيني ادلى بهذا التصريح لدى استقباله وفدا من الجمعيات المهنية العراقية جاء يطلب منه دعم الصين لرفع العقوبات المفروضة على العراق منذ عام 1990. واشار السفير الى (ان خبراء صينيين اخرين سيشاركون في مهام اللجنة الخاصة وبما يحقق التوازن المطلوب في عمليات التفتيش وانجاز فعالياتها باسرع وقت) . وكان وزير الدفاع الامريكي وليام كوهين اعلن امس في ختام زيارة قام بها الى بكين انه طلب من الصين عدم كسر وحدة الموقف في مجلس الامن في النزاع مع العراق حول نزع الاسلحة. وقال كوهين (ان افضل وسيلة للامم المتحدة للتوصل الى حل سلمي لهذ المسالة هي ان يبقى مجلس الامن حازما ومن دون انقسامات) . في هذه الاثناء تظاهر آلاف من الرجال والنساء في بغداد امس للاعلان عن استعدادهم لمواجهة هجوم امريكي محتمل هاتفين بشعارات معادية للجنة الخاصة وخبراء نزع الاسلحة ومطالبين برفع الحظر المفروض على العراق منذ عام 1990. ورفع المتظاهرون الذين زاد عددهم على خمسة آلاف شخص لافتات كتب عليها (فلتسقط امريكا) و(ام المعارك طريق الامة لاسترداد حقوقها) و(سحقا لاعداء العراق) كما رفعوا صورا للرئيس العراقي. وهتف المتظاهرون (كل الشعب حرس جمهوري) و(على عناد امريكا كل الشباب تطوع) . وهاجم المتظاهرون اللجنة الخاصة للامم المتحدة لنزع الاسلحة العراقية المحظورة والمفتشين الدوليين ووصفوهم بانهم (عملاء امريكا) . وجرت التظاهرة في حي المنصور وهي تندرج في سلسلة من التظاهرات من يوم السبت الماضي بمناسبة الذكرى السابعة لحرب الخليج. وكانت السلطات العراقية قد دعت الاحد العراقيين والعراقيات الى التطوع في مقرات حزب البعث للتوجه الى "ساحات التدريب" استعدادا لمواجهة محتملة مع الولايات المتحدة. واكد نائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان ان التدريب سيشمل مليون متطوع عراقي. وقد ارسلت الولايات المتحدة الى الخليج تعزيزات عسكرية كبيرة من نوفمبر الماضي. وهي تملك حاليا قوات كبيرة في المنطقة بينها حاملتا طائرات. وامس اعلن قائد احدى حاملتي الطائرات ان القوات الامريكية مستعدة لتوجيه ضربة الى العراق في حال تدهور الازمة حول نزع الاسلحة العراقية المحظورة. وقال الاميرال جون ناتمان لصحافيين نظمت لهم زيارة الى حاملة الطائرات نيميتز (نحن هنا ومستعدون ولدينا قوة ضاربة كبيرة) . واضاف نيتمان الذي يقود المجموعة البحرية الامريكية السابعة ان (مجلس الامن يحاول حل الازمة المتعلقة بنزع الاسلحة بكل الوسائل السلمية لكنه بحاجة الى دعم الخيار العسكري لذلك نحن هنا) . وتشكل حاملة الطائرات نيميتز والسفن الحربية التي ترافقها احدى المجموعتين البحريتين الجويتين اللتين تبحران في مياه الخليج منذ نوفمبر الماضي. اما المجموعة الثانية فهي تلك التي تعمل مع حاملة الطائرات جورج واشنطن. واضاف نيتمان (اننا على مقربة من جنوب العراق ونملك قوة ضاربة كبيرة) . وتحمل نيميتز مئة طائرة تقوم بنحو مئة طلعة يوميا لفرض احترام منطقة الحظر الجوي فوق جنوب العراق وفرض احترام الحظر المفروض على بغداد منذ العام 1990. ـ الوكالات

Email