تشييع جنازة 60 طفلا ماتوا نتيجة الحظر: بغداد استقبلت باتلر بمظاهرات غضب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ ريتشارد باتلر, رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة العراق مهمة دقيقة في بغداد امس, استقبل لدى بدئها بتظاهرة غاضبة من الاف العراقيين في وقت اعلنت بريطانيا ارسال حاملة طائرات ثانية الى الخليج. واعلن باتلر, لدى وصوله انه سيطلب من المسؤولين العراقيين توضيحات بشأن المهلة التي يهدد العراق بتحديده للجنة الخاصة لانجاز مهمتها, وقال انه يرفض أية مهلة. الى ذلك اشار باتلر اثناء مؤتمر صحافي الى انه سيحاول التوصل الى صيغة تضمن في الوقت نفسه تمكين المفتشين الدوليين من الدخول الى القصور الرئاسية واحترام الاعتبارات العراقية المتعلقة بالسيادة. وردا على سؤال حول المهلة التي هدد الرئيس العراقي صدام حسين بتحديدها لخبراء نزع الاسلحة لانجاز مهمتهم قال باتلر ساطلب منهم توضيحات حول ذلك ولا ادري متى يبدأ العد العكسي لهذه المهلة. وقال باتلر: انه يحمل رسالة صارمة الى بغداد مفادها ضرورة التزامها بقرارات مجلس الامن الخاصة بعمليات التفتيش عن الاسلحة. وقال باتلر (احمل معي قرارا واضحا وقويا من مجلس الامن يؤكد على ان (العراقيين) يجب ان يذعنوا من جديد الى طلبات المجلس. وقد اعتبر باتلر ان على العراق قول كل الحقيقة حول موضوع اسلحته وان يسمح لنا بدخول المواقع التي نحتاج لتفتيشها مشددا على ان مجلس الامن طالب العراق بالسماح للمفتشين بدخول جميع المواقع. واضاف ان السبيل للخروج (من العقوبات) هو القيام بذلك وليس تحديد مهل اعتباطية. وقبيل وصول باتلر تجمع نحو خمسة الاف شخص امام مقر اللجنة الخاصة مطالبين برفع العقوبات عن العراق الخاضع لحظر دولي منذ دخول قواته الكويت عام 1990. وقد هتف المتظاهرون بشعارات معادية لرئيس اللجنة الخاصة ووصفوه بانه (عميل لامريكا) كما احرقوا العلم الامريكي. في الوقت نفسه ندد متظاهرون خرجوا في مسيرة عبر شوارع بغداد بالولايات المتحدة اثناء تشييع 60 طفلا توفوا نتيجة الحظر المفروض على العراق من العام 1990. وهتف المشيعون لدى مرورهم امام مقر برنامج الامم المتحدة للاغذية والتنمية (أمريكا عدو الله) . وصرخ بعض من افراد عائلات الضحايا (دم اطفالنا لن يذهب هدرا) . وكانت النعوش البيضاء ذات الاحجام المختلفة والتي تحمل اسماء الاطفال الموتى محمولة على سيارات اجرة, وتقدم اعضاء من المجلس الوطني العراقي الموكب الجنائزي سيرا على الاقدام. وكان وزير الصحة العراقي اوميد مدحت مبارك قد اشار امس الى ان 1.2مليون طفل عراقي لقوا حتفهم منذ بدء الحظر على العراق. ومن المقرر ان يجري باتلر محادثات مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في محاولة لاستئناف برنامج التفتيش عن اسلحة والذي عرقلته بغداد وهددت بانهائه في غضون اشهر. ومن المقرر ان يتطرق باتلر في محادثاته مع المسؤولين العراقيين خلال زيارته التي تستغرق ثلاثة ايام الى موضوع اجتماعات لجنة التقويم الفني لعمل اللجنة الخاصة التي تطالب بغداد بعقدها. وقال مصدر في اللجنة الخاصة من المتوقع ان يتفق الجانبان على موعد ومكان اجتماع هذه اللجنة التي تضم العراق واللجنة الخاصة وخبراء مستقلين من اجل تحديد ما تبقى على بغداد القيام به قبل ان تفيد الامم المتحدة بانه لم يعد يملك اسلحة دمار شامل. ومنع العراق في الاسبوع الماضي فريقا للتفتيش عن الاسلحة يرأسه امريكي من مباشرة عمله وحذر الرئيس صدام حسين من انه قد يوقف تماما عمل مفتشي الامم المتحدة المكلفين بالاشراف على التخلص من كل اسلحة الدمار الشامل العراقية اذا لم ترفع العقوبات المفروضة على العراق منذ سبع سنوات. وقد هاجمت صحيفة الثورة الرسمية العراقية باتلر قبيل وصوله قائلة ان بحثه عن اسلحة محظورة كالبحث عن (اشباح لا وجود لها) . وقالت الثورة لسان حال حزب البعث العراقي الحاكم انه يجب على باتلر ان ينهي عمل مفتشي الامم المتحدة خلال فترة زمنية محددة في ترديد لتهديد صدام يوم السبت بوقف عمليات التفتيش في العراق خلال اشهر. واضافت في مقال افتتاحي ان باتلر منذ تولي مهام منصبه يلاحق (اشباحا لا وجود لها) . من جهتها رفضت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت التهديدات العراقية قائلة في مقابلة مع شبكة التلفزيون الامريكية (ان. بي. سي) انه (ليس من حق صدام حسين ان يفرض هذا النوع من المهل) . واضافت: (لقد توصلنا الى ابقاء هذه العقوبات خلال سبع سنوات وسنبقي عليها الى ان يفي صدام حسين بتعهداته المتعلقة بالتخلص من اسلحة الدمار الشامل مضيفة (ان اللجوء الى القوة يبقى احتمالا) . على صعيد اخر أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن حاملة الطائرات البريطانية التي تحمل اسم إيلستريوس أبحرت امس من ميناء بورتسماوث جنوبي إنجلترا متوجهة إلى مياه الخليج. ومن المقرر أن تكون المحطة الاولى للحاملة البريطانية بميناء جبل طارق حيث ستزود بعدد من مقاتلات من طراز هارير العمودية. ووفقا للبرنامج المعتمد حاليا فقد كان من المقرر أن تصل إيلستريوس إلى مياه الخليج في مارس المقبل لتحل مكان حاملة طائرات بريطانية أخرى تحمل اسم إينفينسيبل. وقالت بريطانيا إن حاملة الطائرات الثانية وصلت للتو إلى الخليج من محطة كانت ترابط بها في البحر الابيض المتوسط. في طهران افادت مصادر في الرئاسة الايرانية ان الرئيس محمد خاتمي لن يلتقي وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف الذي انهى بعد ظهر امس زيارة الى ايران استغرقت ثلاثة ايام. ولم تعرف اسباب عدم استقبال خاتمي للوزير العراقي مع انه يستقبل عادة المسؤولين من هذا المستوى الذين يزورون العاصمة الايرانية. ويؤكد عدم التقاء خاتمي بالصحاف الاستقبال الفاتر الذي لقيه الوزير العراقي في ايران منذ وصوله مساء الجمعة الى العاصمة الايرانية. وهو لم يعقد سوى اجتماع واحد مع نظيره الايراني كمال خرازي. والتقى وزيرا خارجية البلدين صباح السبت في مقر وزارة الخارجية واكتفى البيان الذي صدر في ختام اجتماعهما بالاشارة الى الرغبة المتبادلة لتطبيع العلاقات بين البلدين التي عانت طويلا من حرب الخليج (1980-1988). وذكرت وكالة الأنباء الايرانية أن طهران وبغداد اتفقتا على البحث في مشكلاتهما وحلها ضمن اطار لجنتين مكلفتين للشؤون الانسانية والتجارة والحج. وأضافت الوكالة أن لجنة الشؤون الانسانية ستكلف درس قضية أسرى الحرب (بين البلدين) وتحديد مصير المفقودين خلالها اضافة الى مسائل انسانية أخرى ولم تعط الوكالة أية تفاصيل اضافية. أما مهمة لجنة التجارة والحج فستكون درس مسألة زيارة مواطني كل من البلدين الآخر على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي.ـ وكالات

Email