طالب الامم المتحدة برفع العقوبات: صدام يهدد بإنهاء التعاون مع المفتشين

ت + ت - الحجم الطبيعي

هدد الرئيس العراقي صدام حسين امس بانهاء التعاون مع بعثة الامم المتحدة للتفتيش عن الاسلحة اذا لم ترفع المنظمة الدولية العقوبات المفروضة على بلاده خلال الاشهر القليلة المقبلة, فيما أكدت الولايات المتحدة انه لا توجد فرصة لرفع العقوبات قبل اتاحة صدام حسين حرية دخول فريق التفتيش كاملة لمواقع الاسلحة, مشيرة الى ان اللجوء للعمل العسكري يعد خياراً مطروحاً. وفي الوقت الذي ادانت فيه بغداد رفض واشنطن استبدال طائرة روسية بطائرات التجسس الامريكية يو 2 التي تجوب أجواءها أعلنت روسيا ان الخبرة المطلوبة في عمل فريق التفتيش ليست قاصرة على الولايات المتحدة وبريطانيا فقط. وفيما بحث ريتشارد بتلر رئيس بعثة الامم المتحدة للتفتيش عن السلاح العراقي في المنامة امس الاستعدادات للمحادثات التي سيجريها في بغداد غدا وصف الاردن استمرار العقوبات المفروضة على بغداد بأنها انتهاك للقيم الانسانية. وقال الرئيس العراقي في كلمة القاها في ذكرى بدء حرب الخليج الثانية انه اذا لم يرفع مجلس الامن العقوبات المفروضة على العراق منذ سبع سنوات فان العراق عازم على تبني موقف يتفق مع توصية ممثلي الشعب في المجلس الوطني بانهاء اعمال التفتيش على الاسلحة. واضاف صدام الذي كان يرتدي الزي العسكري ويقف امام علم العراق انه اذا لم يتبن مجلس الامن قراره بتلبية التزاماته تجاه العراق فان العراق عازم على تبني موقف يتمشى مع التوصيات التي اصدرها المجلس الوطني. واضاف صدام ان العراق ليس امامه من خيار آخر سوى ذلك. وقال انه يجب الا يخدع الامريكيون انفسهم بالاعتقاد انهم قادرون على تحقيق ما فشلوا فيه بالخداع والحيل من خلال (عدوان عسكري) . واضاف صدام انه يتعين على الامريكيين ان يكونوا اكثر حذرا وان يعيدوا النظر فيما يزمعون القيام به. وقال ان الولايات المتحدة اظهرت انها قوة متعجرفة وانانية وعمياء ولا ترى سوى مصالحها. (طالع ص 21) وعلى الجانب الامريكي صرح ريتشاردسون لشبكة سي. بي. اس. الاخبارية التلفزيونية امس ان الرئيس العراقي (يحلم) ان ظن ان العقوبات سترفع قبل ان يذعن العراق لكل قرارات مجلس الامن ويسمح (بحرية دخول كاملة دون أي قيود لكل مواقع أسلحة الدمار الشامل) . وقال ريتشاردسون ان صبر الولايات المتحدة مع العراق أوشك على النفاد وشدد على التزام المجتمع الدولي بالتأكد من تفكيك اسلحة الدمار الشامل العراقية. ومضى يقول (هذا الرجل (يقصد صدام) ... وهذه الدولة... وهذه الحكومة.. يمثلون خطرا على المجتمع الدولي) . وتابع ريتشاردسون بقوله ان واشنطن وحلفاءها في الامم المتحدة يرغبون في التوصل لتسوية دبلوماسية للخلاف الحالي بسبب مفتشي الاسلحة الامريكيين التابعين للامم المتحدة ولكنه اضاف ان اللجوء الى (عمل عسكري خيار) مطروح) . وحول الاقتراح الروسي باستبدال طائرات روسية بطائرات التجسس الامريكية ندد العراق بالتصريحات الاخيرة لوزير الدفاع الامريكي وليم كوهين التي رفض فيها العرض الروسي بشأن تزويد اللجنة الخاصة بطائرة روسية بدلا من طائرة الاستطلاع الامريكية طراز يو سي تو التي تستخدمها اللجنة في عملها بالعراق وتتهمها بغداد بالقيام بانشطة تجسس عليها. وقال ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية العراقية في بيان صحفي امس ان الرفض الامريكى يؤكد هيمنة ووصاية الولايات المتحدة على اللجنة الخاصة ونشاطاتها لان العرض الروسى تم تقديمه الى رئيس اللجنة الخاصة ريتشارد بتلر الذى وعد بدراسته فيما يفهم من تصريحات كوهين انه هو الذى يقرر هذا الموضوع وكأن على روسيا ان تحصل على موافقة امريكا فى هذا الخصوص وليس الحصول على موافقة من اللجنة الخاصة التابعة للامم المتحدة. وفيما يتعلق بالموقف الروسي نقل راديو لندن عن مصادر روسيه في تقرير له امس ان روسيا التى تلعب دورا اساسيا في ازمة العراق مع الامم المتحدة تقول ان الخبرة المطلوبه ليست متوفره في الولايات المتحده وبريطانيا فقط. وكانت المصادر الروسيه ترد بذلك على الولايات المتحده التى قالت في ردها على شكوى العراق عن طريقة اختيارهم المفتشين الدوليين ان اختيارهم يتم بناء على الخبرة لابناء جنسياتهم... وقدمت روسيا اسماء ستين خبيرا يمكن ان يشاركوا في فريق تفتيش الاسلحه التابعه للامم المتحدة. ونقل راديو لندن عن المسؤول بوزارة الخارجيه الروسيه فاليرى اوشكيم قوله (ان لدينا الخبره والخلفيه المطلوبتين واعتقد ان الدول الاخرى في عضوية مجلس الامن لديها القدره على توفير العدد نفسه من المختصين ومن هذا المنطلق فان امام بتلر فرصة سانحة للاختيار من مختصين مختلفين وعلى درجة عالية من الكفاءة. من جانبها اعلنت فرنسا أمس انها ستبعث بمفتشين آخرين الى جانب لجنة الامم المتحدة. وكان ريتشارد بتلر قد وصل أمس الى العاصمة البحرينية المنامة حيث اجتمع مع مفتشي الاسلحة استعدادا للمحادثات التي سيجريها في بغداد خلال الايام المقبلة. وسيجتمع بتلر في اواخر هذا الاسبوع مع طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي لمناقشة الحلول الوسط الممكنة مثل اقتراح العراق منذ عدة اسابيع بالسماح لوفد مشكل من ممثلين عن جميع الدول الاعضاء في مجلس الامن بدخول القصور الرئاسية. وعلى صعيد متصل وصف رئيس الوزراء الاردني عبدالسلام المجالي امس استمرار العقوبات المفروضة من قبل الامم المتحدة ضد العراق بأنها (انتهاك للقيم الانسانية) ويثقل الضمير العالمي. وقال المجالي لوفد من رجال الكونجرس الامريكي: (إن العقوبات ضد العراق هي انتهاك للقيم الانسانية واستمرارها لا يخدم أهداف ومبادىء المنظمة الدولية (الامم المتحدة) . وأضاف المجالي: (إننا نعتقد أن وفاة الاطفال يوميا بسبب نقص الغذاء والدواء في العراق يثقل الضمير العالمي) . ـ الوكالات

Email