أكد لــ (البيان) ان المحكمة تتعرض للضغوط: جارودي متشائم ويطالب بدعم عربي فعال

ت + ت - الحجم الطبيعي

/ أبدى المفكر الفرنسي المسلم روجيه جارودي تشاؤماً بشأن الحكم الذي ستصدره المحكمة التي يمثل امامها حاليا في فرنسا في غضون شهر , وقال جارودي لــ (البيان) عشية بدء الجلسة الثالثة لمحاكمته امس: (لا يمكننا القول اننا سنربح القضية حتى وان كنا على حق) .واضاف المفكر الفرنسي: (صحيح ان القضاء منفصل عن السلطة في فرنسا, ولكنني احاكم باسم قانون جيسو التعسفي وهو تشريع حكومي لا قضائي) . وعلق جاك فيرجيس محامي جارودي على حديثه قائلا: (ان اصدار الحكم سيعتمد بلا شك على الضغوط التي ستتعرض لها المحكمة) . واضاف: (لذلك فإن الموقف العربي يتمتع بأهمية كبيرة, وسيجعل المحكمة تفكر ملياً قبل إصدار احكامها. واكد فيرجيس لــ (البيان) (ان قانون ــ جيسو ــ الذي يحاكم جاردوي بموجبه هو قانون فاشي.. وعنصري.. وعار على جبين فرنسا) . وقال نحن نشكر الدعم العربي والاسلامي في صراعنا ضد الظلامية التي هي الصهيونية لأن هذا القانون يمنع ان نشكك بكل ماحدث.. لكنه في الوقت نفسه لا يسمح بالاحتجاج ضد مذابح صبرا وشاتيلا وتبرير مذبحة ـ قانا ـ وكذلك تصفية الهنود الحمر. وهذا هو جوهر التمييز العنصري... ولكنه اي هذا القانون يحمي فقط ــ الشعب المختار ـ وهنا يتناقض مع التقاليد الفرنسية, ويمنع الناس من التعبير عن آرائهم وشكوكهم.. الشك.. مبدأ كبير في الروح الفرنسية منذ ديكارت وكلود بيرنارد. اننا ببساطة امام محكمة من محاكم التفتيش. ومن جهته ادان جارودي بعض الصحف العربية الصادرة في لندن والتي لم تتعاطف معه واكد بان بعضها اساء اليه. وقدم المفكر الفرنسي شكره للدول التي دعمته, وخصّ بالذكر الامارات العربية المتحدة التي قدمت نموذجا يقتدى به في العالم العربي. وذكر بانه استلم دعوات من الامارات ومصر وقطر وانه سيلبي الدعوة في شهر فبراير المقبل. وقال: (استلمت مئات الرسائل والفاكسات التي تساندني من العرب والمسلمين, ولكني استملت ايضا فاكساً يحتوي على تخطيط كاريكاتوري لي مطعوناً بخنجر في خصري الى جوار هذا الرسم عربي يطعن بخنجره رجلاً يهوديا... ومن الواضح ان المرسل صهيوني. وقال ان هذا استلمته يلخص كل الاطروحات الصهيونية وجوهر تفكيرهم. وقال جارودي: (المسألة بالنسبة لي هي الحرب والسلم.. لست ضد الجميع كما يعتقد اليهود بأنهم يشكلون كتلة ضد العالم بأكملة. ان نظام هارنجتون سيصبح القانون السائد الذي يؤكد ان الصراع الحضاري يمر عبر التحالف اليهودي المسيحي ضد التحالف الاسلامي الكونفوشيوسي اي البلدان الآسيوية) . ووجه جارودي رسالة ليس الى العالم العربي الاسلامي فقط بل الى العالم بأكمله مؤكدا على ضرورة الكفاح سوية ضد التمييز العنصري. وقال: (ما انتقده في السياسة الاسرائيلية انها تشكل محركا لتفجير حرب عالمية ثالثة وهذا جوهر كتابي الذي أثيرت حوله هذه الضجة. وأضاف جارودي: (منذ بن جوريون تروج الصهيونية بان الله منحهم هذه الارض. وحسب احصائيات وزارة الداخلية الفرنسية ان المؤمنين بالعقيدة اليهودية ويطبقونها في اسرائيل يشكلون نسبة 15 بالمائة والبقية أي 85 بالمائة يعتقدون بأن هذه الارض منحها اياهم الرب الذي لا يؤمنون به. وهذا هو التناقض الاساسي في الصهيونية) . ومن ثم أكد جارودي على ضرورة توحيد العالم العربي والاسلامي من أجل الكفاح ضد المخاطر التي تحدق به. باريس ـ شاكر نوري

Email