روسيا تعرض طائراتها بديلاً لــ(يو2) الأمريكية: واشنطن تستبعد الحل الدبلوماسي وبغداد تتوقع ضربة عسكرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في محاولة منها لاحتواء الازمة المتصاعدة بين العراق والامم المتحدة وامريكا, عرضت روسيا امس ارسال طائرات مراقبة روسية للاشراف على عمليات التفتيش الدولية بينما اكدت الصين على ضرورة ان يضم فريق التفتيش اعضاءً من دول اخرى اضافية . وفي الوقت الذي جددت فيه فرنسا عدم قبولها لموقف العراق من فريق التفتيش, دعت امريكا اعضاء الفريق الى التشدد في التمسك بموقفهم تجاه ما وصفته بمحاولة العراق تعطيل مهمتهم,معلنة عدم تفاؤلها بشأن ايجاد مخرج دبلوماسي للازمة مع العراق. ومن جانبه لوح العراق بعدم التعامل مع ريتشارد باتلر رئيس اللجنة الدولية الخلاصة بنزع السلاح العراقي متهما واشنطن بالتحضير لتوجيه ضربة عسكرية ضده, في حين اكد باتلر على عدم تغيير تركيبة الفريق مستقبلاً. وفيما توقف الامريكي سكوت ريتر الذي يرأس فريق التفتيش عن العمل في انتظار تعليمات جديدة من نيويورك, اعتصم اعضاء منظمة انسانية امريكية امام مقر اللجنة الخاصة في بغداد احتجاجاً على استمرار الحظر المفروض على العراق. واقترح وزير الدفاع الروسي الماريشال ايجور سيرجييف امس في مؤتمر صحافي عقده في باريس ارسال طائرات مراقبة روسية للاشراف على عملية نزع السلاح العراقي. وقال الوزير الروسي في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الفرنسي الان ريشار في وزارة الدفاع الفرنسية (في حال عارض العراق مراقبة اراضيه بواسطة طائرات يو-2 (طائرات مراقبة امريكية) فان روسيا مستعدة لاقتراح تقديم طائراتها) . واضاف (ان روسيا تملك طائرات لها نفس اداء الطائرات الامريكية) . واشار الوزير الروسي الى (ان فرنسا وروسيا ساهمتا كثيرا في تسوية التطورات الاخيرة للازمة مع العراق من دون اللجوء الى القوة) . وكان متحدث باسم الخارجية الروسية قد دعا في وقت سابق صباح امس الى (حل سياسي-دبلوماسي) للازمة العراقية واعتبر ان (اي لجوء الى القوة غير مقبول) . وردا على سؤال عن (الجهود الفعالة) التي وعدت الخارجية الروسية ببذلها هذا الاسبوع اكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية فاليري نستروشكين بالكلام في مؤتمر صحافي عن (اجراءات تهدف الى تعزيز العلاقات مع بغداد والامم المتحدة واليونسكوم) اي اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية. وكرر المتحدث القول ان الحكومة الروسية (تأمل بان يتم التوصل الى وضع نستطيع فيه الكلام عن وقف للعقوبات) المفروضة على العراق. من جانبه قال الناطق باسم الخارجية الصينية شين جوفانج ان بلاده ترى ان هناك حاجة الى اجراء تغييرات في تشكيل فريق التفتيش عن الاسلحة التابع للامم المتحدة في العراق بحيث يكون الفريق ممثلاً لعدد اكبر من الدول. واكد ان تشكيل الفريق يجب ان يعكس السمة المتعددة للامم المتحدة ويضم اشخاصا من دول متعددة مشيراً في الوقت نفسه الى اهمية وجود مزيد من التعاون بين بغداد والامم المتحدة. ومن جانبها اعلنت الخارجية الفرنسية امس ان قرار العراق باعاقة عمل المفتشين ومنعهم من زيارة مواقع الاسلحة يعد أمرا غير مقبول. في غضون ذلك قال الرئيس الامريكي بيل كلينتون ان على اعضاء الامم المتحدة ان (يشددوا موقفهم) تجاه المحاولات العراقية لتعطيل عمل مفتشي الامم المتحدة الذين يسعون لازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية. واعرب كلينتون عن شعوره بالتفاؤل ازاء البيان الذى اصدره مجلس الامن امس بالاجماع واستنكر فيه منع العراق فريقا للتفتيش يرأسه امريكى من مزاولة اعماله 00 وقال ان الاتهامات بأن العراق ربما اجرى اختبارات للاسلحة الكيماوية على اسرى الحرب تؤكد على اهمية المضى قدما فى عمليات التفتيش عن الاسلحة. وعلى الصعيد نفسه اعرب المندوب الدائم للولايات المتحدة لدى الامم المتحدة بيل ريتشاردسون عن عدم تفاؤله امس حول احتمال ايجاد حل دبلوماسي لموقف بغداد الرافض للسماح للمفتشين الدوليين بالقيام بمهمتهم بكل حرية ومن دون شروط. وقال ريتشاردسون لمحطة التلفزة الامريكية (سي.ان.ان) (ان صبرنا ينفد ولسنا متفائلين كثيرا) بهذا الخصوص. واشار ريتشاردسون الى ان (المرحلة التالية تتمثل بزيارة رئيس مفتشي الامم المتحدة الى بغداد في محاولة لحل الازمة) . واعتبر السفير الامريكي ان اعمال التفتيش التي قام بها الخبراء الدوليون قبل التوقف عن مهمتهم, دليل اضافي آخر على ضرورة ايجاد حل عاجل للوضع) . واضاف (ان الامر خطير للغاية ومرعب. فهو يتعلق بشكوك حول تجارب تجري على البشر ويجب ان نتحقق من ذلك) . ونفى العراق انه استخدم معتقلين لاختبار اسلحة كيميائية وجرثومية عليهم كما تتهمه اللجنة الدولية الخاصة. وعلى الجانب العراقي اكد الدكتور نبيل نجم مندوب العراق لدى الجامعة العربية ان بلاده قد تتوقف يوما ما عن التعامل مع ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الدولية الخاصة بالتفتيش عن الاسلحة العراقية 00واتهمه بانه يعمل على تضليل الرأى العام العالمى . وقال الدكتور نجم فى تصريحات امس ان العراق يرغب فى التعامل مع لجنة التفتيش الدولية شريطة ان يكون هناك توازن فى عمل هذه اللجنة من حيث الاشخاص والمسؤوليات. وقال نجم ان بتلر قد مارس الكذب خلال مناقشات مجلس الامن حول تكوين اللجنة حيث ذكر انها تتكون من 41 شخصا من مختلف الجنسيات الا انه جاء بستة عشر شخصا فقط منهم تسعة من الامريكيين. وقال سعدون حمادي رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية (ان من حقنا التأكيد على ضرورة ان تكون تقارير لجان التفتيش موضوعية وليست منحازة ولا بد للامم المتحدة ان تمارس دورها في تركيبة فرق التفتيش) . وردا على سؤال حول قيام اللجنة الخاصة بعمليات تفتيش للتحقق مما اذا كان العراق قد اختبر اسلحة كيميائية وبيولوجية على سجناء قال حمادي (انهم يخططون لدفع الامور باتجاه استخدام القوة من خلال حملة الاكاذيب التي يطلقونها) . واضاف (ان الاكاذيب التي تتحدث عن اجراء تجارب على السجناء هدفها اثارة عاطفية على مستوى العالم وبالتالي تهيئة الاجواء لممارسة ضغط للدخول الى المواقع الرئاسية) . وقال باتلر في حديث مع محطة ايه بي سي التلفزيونية الامريكية امس انه لن يقوم بتغيير سكوت ريتر الضابط الامريكي السابق الذي يرأس فريق التفتيش رقم 227 والذي اعترض عليه العراق بدعوى تحيزه ضد بغداد وبدعوى ان الفريق يضم اغلبية من الامريكيين والبريطانيين. واوضح باتلر ان الفريق امامه عدد من المهام هذا الاسبوع ولديه الخبرة اللازمة للقيام بها وتم تشكيله على هذا الاساس (ولايمكن استبدال اعضاء الفريق او تغيير تركيبته) واضاف انه لن يقوم ايضا بتغيير اعضاء الفريق لان هذا يعني الرضوخ للعراق. وفيما يتعلق بسير عمل فريق التفتيش قال مكتب الامم المتحدة في العراق إن جميع فرق تفتيش الاسلحة الدولية واصلت امس مهامها الموكولة إليها في تفتيش المواقع العسكرية المشتبه بها ما عدا فرقة يرأسها الخبير الامريكي سكوت ريتر. وقال ألان ديسي المتحدث باسم البعثة الدولية الخاصة المكلفة بتجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل إن فريق ريتر لم يحاول القيام بالتفتيش (بانتظار مزيد من التعليمات من نيويورك) . وأضاف ديسي أن الفرق الاخرى المؤلفة من خبراء في الاسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية (قد باشرت مهماتها بدون أي مشكلة) . وعلى صعيد متصل بدأ ثلاثة اعضاء من منظمة انسانية امريكية امس اعتصاما في بغداد امام مقر اللجنة الخاصة للامم المتحدة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية مطالبين برفع الحظر المفروض على العراق. وافادت تقارير صحفية ان الامريكيين الثلاثة وهم رجل وأمراتان من جمعية (اصوات في البرية) كانوا يحملون لافتات باللغتين العربية والانجليزية تدعو الى (رفع الحظر الامريكي المفروض على العراق) . وشددت المنظمة في بيان وزعته على ان (اكثر من مليون عراقي ماتوا بينهم 600 الف طفل في اقل من خمس سنوات بسبب العقوبات الدولية) التي يخضع لها العراق منذ العام 1990. يشار الى ان الحظر النفطي على العراق لن يرفع الا بعد ان تفيد اللجنة الخاصة بان العراق لم يعد يملك اسلحة دمار شامل. وترسل المنظمة الامريكية بانتظام متطوعين الى بغداد يحملون تبرعات من الادوية الى المستشفيات. ـ الوكالات

Email