بغداد تسمح لفرق التفتيش بالعمل عدا فريق ريتر، مجلس الأمن مستاء للموقف العراقي وعزيز يهون من التهديدات الامريكية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ابلغت روسيا الولايات المتحدة معارضتها استخدام القوة لحل (أزمة المفتشين) بين العراق والامم المتحدة في وقت منع العراق مجددا أمس ولليوم الثاني على التوالي , مفتشي فريق تابع للجنة الخاصة من القيام بمهامه معتبرا أن هناك سيطرة امريكية عليه على الرغم من اعلان رئيس الفريق سكوت ريتر تعديل تركيبة الفريق. وفيما اعتبر البيت الابيض الامريكي ان الخيارات الديبلوماسية في الأزمة باتت محدودة, اعرب مجلس الأمن عن استيائه للموقف العراقي (غير المقبول) في اعلان اقر بالاجماع امس بصيغة مخففة عن بيان اعدته الولايات المتحدة, بعد أن اثارت روسيا استيضاحات داخل مجلس الأمن حول تشكيلة فريق التفتيش الذي صدرت بشأنه تلميحات من الادارة الامريكية (تراجعت عنها لاحقا) بعدم معارضتها تغيير تشكيل الفريق الدولي المثير للجدل. في هذه الاثناء جدد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز امس رفض بلاده فتح القصور الرئاسية امام المفتشين مهونا من شأن التهديدات الامريكية. وسمحت السلطات العراقية امس لكل فرق التفتيش ممارسة مهامها عدا الفريق الذي يرأسه الضابط الامريكي سكوت ريتر, وأعلن ريتر, وهو ضابط سابق في سلاح البحرية الامريكي, في تصريح صحافي انه علق مهمات الفريق الذي يرأسه لليوم الثاني على التوالي لان السلطات العراقية لم ترسل ممثلين عنها لمرافقة الفريق في عمليات التفتيش التي كان يعتزم القيام بها, لكنه كشف ان تركيبة فريقه عدلت الأمر الذي كان العراق يشترطه للسماح للفريق بالعمل, طبقا لوكالة فرانس برس. وقال ريتر (اليوم اصبح فريقنا يضم 41 مفتشا من 14 جنسية) لكنه رفض تقديم ايضاحات اخرى حول التركيبة الجديدة للفريق الذي كان يضم لدى وصوله الى بغداد الاحد الماضي وتسعة امريكيين وخمسة بريطانيين وروسيا واحدا واستراليا واحدا. وكانت بغداد قد نددت بتركيبة الفريق منذ وصوله كما قررت الاثنين منعه من مواصلة مهامه طالما لم يتم تعديل تركيبته بحيث يضم عددا اقل من الامريكيين والبريطانيين. واعلن الان دايسي المساعد الخاص لمدير مركز بغداد للرقابة والتحقق المستمرين لوكالة فرانس برس أن (تركيبة الفريق تتوقف على المواقع التي يعتزم تفتيشها) . واوضح دايسي ان الفريق كان يضم امس الاول, وهو اليوم الاول الذي منع فيه ريتر وفريقه من العمل, 31 خبيرا من 12 جنسية. واكدت صحيفة (بابل) امس ان سكوت ريتر هو (لغم موقوت) تستخدمه الولايات المتحدة من اجل (افتعال التوترات والازمات لعرقلة اعمال اللجنة الخاصة واطالة امد الحصار, فيما وصفه قائد القوات الامريكية في حرب الخليج نورمان شوارسكوف بانه (مثير للمتاعب) . وفي نيويورك اقر مجلس الامن الدولي بالاجماع امس اعلانا رئاسيا (يعرب فيه عن استيائه) لرفض بغداد السماح لفريق مفتشي الامم المتحدة. ووصف الاعلان الذي قدمته الولايات المتحدة الموقف العراقي بانه (غير مقبول) و(انتهاك واضح) للقرارات الدولية. ولا يشير المشروع الامريكي علنا الى (العواقب الخطيرة) على العراق لكنه يذكر باعلان المجلس في 29 اكتوبر الماضي الذي كان يهدد العراق بذلك. كما دعا اعضاء المجلس العراق الى التعاون (تعاونا تاما ومن دون شروط) مع لجنة الامم المتحدة الخاصة بنزع اسلحة الدمار الشامل العراقية. واكد المجلس (تأييده الكامل) للجنة ولرئيسها ريتشارد باتلر قبل توجهه في الايام المقبلة الى بغداد. وكان السفير الروسي سيرجي لافروف ارجأ صدور رد من مجلس الأمن على القرار العراقي بمنع فريق التفتيش الذي يرأسه ريتر من العمل بتوجيه سؤال الى رئيس اللجنة الخاصة ريتشارد باتلر حول تركيبة فرق التفتيش. وقال لافروف (طرحنا اسئلة على السفير باتلر الذي وعد بالتدقيق والعودة غدا (اليوم) قبل ان نتابع البحث في رد) . واوضح دبلوماسيون ان هذه الاسئلة تشمل خصوصا عدد مفتشي اللجنة الخاصة الذين قاموا بعمليات تفتيش الاثنين. وكانت الولايات المتحدة اعلنت استعدادها للعمل بشكل منفرد عند الضرورة وانها لا تستبعد القيام بعملية عسكرية, لكن موسكو أبلغت واشنطن بوضوح معارضتها استخدام القوة. وقالت وكالة انترفاكس الروسية للانباء امس ان وزير الخارجية الروسي يفجيني بريماكوف ابلغ وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت ان موسكو تعارض بشدة اي استخدام للقوة في المواجهة بين العراق والامم المتحدة. ونقلت الوكالة عن متحدث رسمي باسم وزارة الخارجية قوله ان ذلك جاء في محادثة هاتفية بين الاثنين امس الاول. وقال المتحدث (أكد بريماكوف ان اي استخدام للقوة غير مقبول) . وابلغ المتحدث للوكالة ان بريماكوف قال ايضا ان بلاده تريد ان يتعاون العراق مع مفتشي الامم المتحدة (بالكامل) . وفي مؤازاة الموقف الروسي, بدا ان الارباك يسود واشنطن التي اضطرت لنفي تصريحات سابقة لاحد المسؤولين الامريكيين المح فيها الى عدم معارضة واشنطن لتعديل تشكيلة فريق التفتيش المثير للجدل. فقد نفى جيمس روبن كبير المتحدثين باسم وزارة الخارجية الامريكية امس تماما انه المح الى ان الولايات المتحدة مستعدة ان تكون اكثر مرونة بشأن تشكيل فريق مفتشي الامم المتحدة عن اسلحة الدمار الشامل في العراق. وكانت صحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون نشرت امس موضوعا نقلت فيها مقتبسات عن روبين اكدت الصحيفة ان الولايات المتحدة اظهرت فيها مرونة جديدة تجاه مسألة التفتيش. لكن روبن قال لرويتر عندما سئل عن التقرير (لا علاقة لهذا بذلك.. انه مجرد تفسير.. لم اعن الاشارة الى اي شيء جديد.. وانا أنفي بشدة) . وأضاف روبن في مقابلة عبر التلفون ان موقف الولايات المتحدة من مسألة تشكيل فرق التفتيش كما هو. وتشكيل الفريق (يتوقف على الخبرات (المطلوبة) وللأمم المتحدة حرية اختيار) اعضاء الفريق. وفي وقت لاحق اعتبر البيت الابيض ان عدد الخيارات الدبلوماسية لحل الأزمة بين الأمم المتحدة والعراق بات محدودا. وقال الناطق باسم الرئاسة الامريكية مايكل ماكاري (نحن نسعى الى المخارج الدبلوماسية الممكنة ونستنفذها اكثر فأكثر) . وفي المقابل اكد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز امس ان التهديدات الامريكية بتوجيه ضربة الى العراق لن تدفع بغداد الى التراجع عن قرارها بعدم السماح لفريق من مفتشي الامم المتحدة من القيام بعمليات تفتيش في العراق. وقال عزيز في مؤتمر صحفي عقده في بغداد ان (هذه التهديدات لا تخيف العراق ولن تجعلنا نغير موقفنا. ان قضية العراق عادلة وللشعب العراقي كرامته وهو ليس خائفا من عرض العضلات هذا) . وجدد نائب رئيس الوزراء العراقي رفض بغداد فتح القصور الرئاسية امام المفتشين الدوليين, وقال ردا على سؤال حول ما اذا كانت بغداد ستقبل قيام اللجنة الخاصة بتفتيش القصور الرئاسية مقابل تعديل تركيبة اللجنة (لا, ليس هذا هو الموضوع) . واضاف (لو كانت لدينا الآن لجنة متوازنة يقودها خبراء اتوا من دول ليس لها برنامج معاد للعراق سنكون متأكدين من انها ستقول لمجلس الامن ان عملها استكمل وبالتالي ليس هناك اي داع لعمليات التفتيش هذه) . وتابع عزيز انهم يحرفون الآن الانظار عن المسألة الاساسية وهي أن نزع الاسلحة انجز الى مسائل اخرى بينها القصور الرئاسية. ــ الوكالات

Email