(مساع روسية نشطة لاحتواء ازمة المفتشين المتفاقمة: امريكا تصر على (الرضوخ دون شروط

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاقمت الازمة بين العراق ومفتشي الامم المتحدة امس على اثر انسحاب فريق للتفتيش يترأسه امريكي وارجاء مهامه بعد ان اتهم بغداد بعرقلة اداء مهمته وهو ما هددت واشنطن بالرد عليه مؤكدة انها لا تستبعد اي خيار في حمل العراق على الرضوخ دون شروط لدخول المفتشين الى المواقع التي يريدون تفتيشها سواء بمفردها او ضمن حلفائها. في غضون ذلك ساد الانقسام التحالف الدولي المساند للعراق في مواجهة الولايات المتحدة. وبينما سارعت روسيا الى احتواء الازمة مؤكدة سعيها لاتخاذ خطوات نشطة تعمل على تخفيفها, اعربت فرنسا عن أسفها للسلوك العراقي الذي اعتبرته متعارضا مع قرارات مجلس الامن. على الصعيد نفسه عقد مجلس الامن جلسة امس لبحث الازمة الجديدة بين العراق والامم المتحدة. وارجأ فريق من مفتشي لجنة الامم المتحدة المكلفة بنزع اسلحة الدمار الشامل العراقية يرأسه الامريكي (سكوت ريتر) مهمة تفتيش كان يعتزم القيام بها امس بسبب اعتراض السلطات العراقية على تركيبة الفريق التي يطغى عليها الامريكيون والبريطانيون. وقال ريتر للصحافيين (لسوء الحظ لم توفر الحكومة العراقية مسؤولين حكوميين من ادارة المتابعة القومية مهمتهم تسهيل عمليات التفتيش التي نقوم بها) . واضاف ريتر قوله (ان رفض بغداد توفير المسؤولين يعني في واقع الامر اننا لا نستطيع القيام بعمليات التفتيش كما يعني ايضا اخفاق العراق في الوفاء بالتزاماته لتنفيذ بنود قرار لمجلس الامن لانه بدون المسؤولين العراقيين لا نستطيع الذهاب الى الموقع) . وعلى هذا الاساس ارجأ ريتر مهام فريقه امس. وسئل الان ديس مساعد مدير مركز المراقبة والتحقق التابع للامم المتحدة في بغداد عما اذا كانت هناك فرق اخرى دولية تقوم بمهامها فقال لرويتر (هذا صحيح. انهم يقومون بمهام) . واضاف ريتر قوله: هذا تطور غير طيب للاحداث.. وعلى هذا لم يكن امامي خيار سوى تأجيل التفتيش.. سأرجع الى الرئيس التنفيذي واطلب المشورة. وادلى ريتر الذي اتهمه العراق بالتجسس بهذه التصريحات بعد ان انتظر فريقه نصف ساعة امام مقر الامم المتحدة في بغداد دون ظهور اي مسؤول عراقي ليرافق فريق الامم المتحدة الى موقع التفتيش المقرر. وكان ريتشارد بتلر رئيس لجنة الامم المتحدة المكلفة بازالة اسلحة الدمار الشامل من العراق صرح امس الاول انه سيأمر فريق المفتشين الذي اعلنت بغداد وقف انشطته باستئناف العمل امس. وفي رسالة الى مجلس الامن عن الازمة الجديدة مع العراق قال بتلر انه بمقتضى القرارات المتكررة الصادرة عن مجلس الامن يجب على العراق التعاون الكامل مع مفتشي الامم المتحدة ولا يحق له ان يفرض رؤيته عن تشكيل فرق الامم المتحدة. وفي المقابل اعلنت بغداد انها قررت منع فريق التفتيش الموجود في العراق حاليا والذي يرأسه الامريكي ريتر من أداء عمله بدءا من امس الثلاثاء. من جانبها قامت واشنطن بتصعيد لهجة التهديد ضد العراق وابدى البيت الابيض استعداده للعمل بمفرده ضد العراق ردا على عرقلة مهمة فريق التفتيش. وقال مايك ماكوري المتحدث باسم البيت الابيض (لكننا نفضل ان نعالج المسألة بالتعاون مع حلفائنا في هذا الصدد حتى يرضخ العراق) . من جهة ثانية قالت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت امس بان واشنطن لا تستبعد اي خيار لحمل العراق على ان يستقبل من دون شروط فرق المفتشين التابعين للامم المتحدة المكلفين نزع الاسلحة العراقية المحظورة. واوضحت الوزيرة انها اجرت امس مكالمة هاتفية مع نظيرها الروسي يفجيني بريماكوف حول الوضع في العراق. وقالت اولبرايت في كلمة القتها في مركز السياسة الوطنية لا بد وان يفي صدام حسين بالتزاماته الواردة في قرارات مجلس الامن الدولي وان يكشف عن الحقيقة فيما يتعلق باسلحة الدمار الشامل. واضافت سنستمر في ان نكون حذرين ومصممين ولا نستبعد اي خيار. في السياق نفسه صرح المندوب الامريكي لدى الأمم المتحدة بيل ريتشاردسون أن صبر كثير من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ازاء بغداد يكاد ينفد. وقال ريتشاردسون في حديث أدلى به لمحطة ايه بي سي التلفزيونية يمكنني أن أقول لكم أن الصبر يكاد ينفد في عواصم كثيرة من مجلس الأمن. العراقيون يشدون الحبل فعلا. وكان ريتشاردسون يشير الى قرار العراق منع فريق تابع للجنة الأمم المتحدة الخاصة المكلفة نزع اسلحته يرأسه الامريكي سكوت ريتر من القيام بعمله. واجتمع مجلس الأمن الدولي امس لمناقشة هذه الأزمة الجديدة بين الأمم المتحدة وبغداد. وكان وزير الدفاع الامريكي وليام كوهين قد استبعد ان تكون الولايات المتحدة بحاجة الى تعزيز حشودها العسكرية في منطقة الخليج, مضيفا (ان الوجود العسكري الامريكي الحالي اكثر من كاف للقيام بأي عمل اذا اقتضت الضرورة) . وقال كوهين الذي كان يتحدث الى الصحافيين في كوالا لامبور بماليزيا ان واشنطن ستواصل العمل لحل هذه المسألة من خلال الوسائل الدبلوماسية الى ان تستنفد هذا الخيار. على صعيد اخر حذر المندوب الامريكي لدى الامم المتحدة بيل ريتشاردسون الثلاثاء من ان (الصبر آخذ في النفاد في مجلس الامن) , ان العراق (يدفع بهذه القضية نحو الهاوية) . وكرر ريتشاردسون ما ردده مسؤولون اخرون بأن الادارة ستسعى الى التوصل الى حل دبلوماسي لهذه الازمة, لكنه شدد في الوقت نفسه على ان الرئيس كلينتون لم يستبعد اي خيارات اخرى. وفي اول رد فعل فرنسي على الازمة اعربت باريس عن أسفها للقرار العراقي فيما يبدو انه تراجع عن مواقفها السابقة المساندة للعراق. وطالبت الحكومة الفرنسية العراق باعادة النظر فى قراره الخاص بمنع فريق الخبراء التابع للامم المتحدة من مواصلة التفتيش بسبب قيادة خبير امريكى له. واعلن ايف دويتريو المتحدث الرسمى المساعد باسم وزارة الخارجية الفرنسية (اننا نطالب السلطات العراقية باعادة النظر فى هذا القرار والسماح لفريق التفتيش بالعودة الى ممارسة مهمته) . وقال المتحدث الرسمى الفرنسى فى تصريحاته ان فرنسا تأسف بشكل عميق لقرار السلطات العراقية والذى يتعارض مع قرارات مجلس الامن التى تعطى لجنة الامم المتحدة حقا غير مشروط فى ارسال المفتشين الذين ترى ان ارسالهم الى العراق مفيد فى تنفيذ مهام اللجنة. واضاف المتحدث: ان القرار العراقى يثير الدهشة خاصة وان المفتشين كانوا بدأوا عملهم وان السلطات العراقية لم تبد اية ملاحظات حول تكوين الفريق. وقال دوتريو: ان مسألة الجنسية لايجب ان تكون مشكلة.. وان الشرعية الدولية لايمكن تقسيمها. من جانبها سعت موسكو الى نزع فتيل الازمة واعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ان روسيا تقوم بمساع نشطة من اجل حل الازمة الجديدة بين بغداد والامم المتحدة حول عمليات التفتيش الدولية في العراق. وقال المتحدث فاليري نيستيروشكين في مؤتمر صحافي ان الطرف الروسي يقوم بمساع نشطة لايجاد حل للوضع الذي نشأ لكنه لم يوضح طبيعة هذه المساعي. واشنطن- مهند عطا الله

Email