واشنطن تصر على انسحاب من رقمين، ونتانياهو مستعد للدخول في مواجهة مع الادارة الامريكية حول اعادة الانتشار

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصل دنيس روس المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط امس مهمته بلقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للتمهيد لتدخل الرئيس الامريكي بيل كلينتون الشخصي في ازمة صنع السلام وسط الازمة السياسية التي تشهدها اسرائيل وتشاؤم فلسطيني. وفيما صرح صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بان روس اكد لعرفات اصرار واشنطن على انسحاب اسرائيل ذي مصداقية ومن رقمين كشفت مصادر ان بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي رفض خلال اجتماعه مع روس تنفيذ المرحلة ــ الثانية ــ من اعادة الانتشار مبديا استعداده للدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة. واجتمع روس امس في بيت لحم مع عرفات في لقاء استغرق ساعة ونصف الساعة. واكد روس للصحافيين في ختام اللقاء ان (هدف مهمتي هو التحضير لاجتماعات واشنطن واعمل مع الجانبين لتحريك عملية السلام) . وسيلتقي الرئيس الامريكي بيل كلينتون على انفراد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وعرفات في 20 و22 يناير الجاري. وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني ان (روس ابلغ عرفات بناء على تكليف من كلينتون واولبرايت بانهما يؤكدان ضرورة احراز تقدم في العملية السلمية لاعادتها الى مسارها الطبيعي) . واضاف ان روس اكد ان اللقاء بين عرفات وكلينتون في البيت الابيض سيتناول خصوصا تجميد الاستيطان الاسرائيلي واعادة الانتشار العسكري الاسرائيلي في الضفة الغربية والمسائل الامنية. وصرح عريقات ان روس اكد لعرفات خلال لقائه معه ليل امس الاول الثلاثاء ان الادارة الامريكية (تصر على انسحاب اسرائيلي من المناطق الفلسطينية ذي مصداقية ومن رقمين) . واوضح عريقات انه لم يتم خلال اللقاء (البحث في ارقام محددة حول حجم اعادة الانتشار او في خرائط متعلقة به) . واشار عريقات الى ان روس ابلغ عرفات ان (الادارة الامريكية مصممة على ان يكتب لهذه الاجتماعات النجاح) . كما اعلن روس التزام الادارة الامريكية بأن يتضمن جدول اعمال اجتماعات واشنطن المسائل التي تعطل عودة المفاوضات وهي الاجراءات الاحادية الجانب واعادة الانتشار والامن اضافة الى البحث في كيفية بدء المفاوضات حول الوضع النهائي. واوضح عريقات ان (الرئيس عرفات اكد من جهته ان الجانب الفلسطيني سيبذل كل جهد مستطاع مع كلينتون واولبرايت لانجاح جهودهما الرامية لانقاذ العملية السلمية) . واضاف ان الرئيس الفلسطيني عبر عن (المخاوف الفلسطينية من استغلال نتانياهو للازمة الداخلية لكي يستخدمها كذريعة للتهرب من تنفيذ الاستحقاقات الواجبة على حكومته والقيام بتصدير الازمات لنا عبر مزيد من الاستيطان وخطوات ارضاء المستوطنين المتطرفين) . واشار عرفات في هذا السياق الى القرار الاسرائيلي الاخير باغلاق شارع الشهداء في مدينة الخليل باعتباره مثالا على ذلك. وتطرق البحث خلال اللقاء الى اعمال اللجان الفرعية حيث اوضح الجانب الفلسطيني رؤيته لروس والمتمثلة بأن (اعمال هذه اللجان وصلت الى طريق مسدود بسبب المراوغة الاسرائليية) . واشار عريقات الى ان روس وعد ببحث الامر مع نتانياهو خلال لقائه معه . وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها ان (روس وعرفات تناولا مسألة التفاهم الامني الذي تم التوصل اليه الشهر الماضي وقبلت به السلطة الفلسطينية في حين رفضه نتانياهو) . وقالت هذه المصادر ان (روس ابلغ عرفات بموقف ادارته الداعم لهذا الاتفاق وعدم قبولها بأجراء اي تعديلات عليه) . وكان نتانياهو رفض التفاهم الامني الذي توصل اليه مسؤولون امنيون فلسطينيون واسرائيليون والذي ساهم مسؤولون في المخابرات المركزية الامريكية في اعداده كونه يتضمن التزاما اسرائيليا بمكافحة المنظمات المتطرفة اليهودية. من جهة ثانية رفض نتانياهو طلبا تقدم به اليه روس خلال اجتماعهما في القدس المحتلة الليلة قبل الماضية بتنفيذ المرحلة الثانية من اعادة الانتشار العسكري الاسرائيلي في الضفة الغربية طبقا لما جاء في اتفاق اوسلو. ونسب راديو اسرائيل الى نتانياهو قوله في معرض رده على طلب روس ان المداولات ما تزال جارية في مجلس الوزراء الاسرائيلي بشأن اعادة الانتشار وعندما تنتهي هذه المداولات سيتم الاعلان عن موقف اسرائيلي حول المسألة. وذكرت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية في عددها الصادر امس ان نتانياهو ابلغ روس خلال لقائه معه امس الاول ان (على الادارة الامريكية ان تخفف سقف توقعاتها ازاء حجم الانسحاب الاسرائيلي من المناطق الفلسطينية) . وحسب الصحيفة فان نتانياهو ذكر لروس انه بسبب (ضعف الائتلاف الحكومي الناجم عن استقالة وزير الخارجية ديفيد ليفي) فأنه (لن يتمكن من الحصول سوى على موافقة حكومته بالانسحاب من 6 الى 8 بالمائة فقط من الاراضي الفلسطينية) . واضافت الصحيفة ان ( نتانياهو اوضح لروس انه مستعد للدخول في مواجهة مع الادارة الامريكية حول هذه المسألة) . وحسب المعلومات التي تتداولها الاوساط السياسية لدى الاطراف الثلاثة فأن الحديث يدور عن مطالبة واشنطن بالانسحاب من 12 الى 15 بالمائة من مساحة الضفة الغربية في حين يطالب الفلسطينيون بانسحاب لايقل عن 30 بالمائة. وواصل روس مهمته امس بعد لقاء مع الرئيس الاسرائيلي عيزرا فايتسمان حيث بحث معه تطورات العملية السلمية وتزايد هجوم المتشددين في حكومة الليكود امس حيث هدد الوزير اسحق ليفي من الحزب القومي الديني الذي يدافع عن الاستيطان اليهودي في الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 ان حزبه سيسقط الحكومة (بالتأكيد) اذا انسحب نتانياهو من اكثر من عشرة في المئة من الضفة الغربية. واضاف لراديو اسرائيل (لا امكانية لانسحاب يزيد عن عشرة في المئة والذي سيضر المستوطنات بشدة) . فيما زاد اسحق موردخاي وزير الدفاع الاسرائيلي من المخاوف السياسية لنتانياهو بزيارته القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان امس الاول الثلاثاء بدلا من ان ينضم الى رئيس الوزراء في اجتماع لرسم الاستراتيجية مع الوزير المتشدد ارييل شارون. وسأل صحفيون موردخاي لماذا لم يحضر فقال في اقتضاب (سمعت انه عقد اجتماع ما) . وقال للصحفيين (كلي امال ان تنفذ الحكومة اعادة الانتشار) . فيما هدد وزير الامن الداخلى الاسرائيلى افيجدور كهلانى بالانسحاب من الحكومة الائتلافية اذا لم تنفذ هذه الحكومة المرحلة الثانية من اعادة الانتشار فى الضفة الغربية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن كهلانى قوله امس ان حركة الطريق الثالث التى يرأسها ستنسحب من الائتلاف الحكومى وانها غير مرتبطة باى حزب يمينى يسعى الى الاحتفاظ بجميع المناطق. واشار كهلاني الى ان تنفيذ المرحلة الثانية من اعادة الانتشار يعنى استمرار عملية السلام التى تشكل جزءا من عملية الفصل بين اسرائيل والفلسطينيين وتمثل هدفا بحد ذاتها. وقالت الاذاعة ان كهلانى عاد الليلة قبل الماضية من جولة فى امريكا الجنوبية واوضح انه اختصر جولته بسبب الوضع السياسى الداخلى فى اسرائيل. وكانت حركة الطريق الثالث قد انفصلت عن حزب العمل قبل حوالى ثلاث سنوات لاصرارها على الاحتفاظ بالجولان السورية المحتلة ومعارضة الانسحاب منها. الوكالات

Email