أمريكا تدافع عن مناورات المتوسط وتطمئن العرب: روسيا تحفظت والأردن تحت نيران الانتقادات

ت + ت - الحجم الطبيعي

دافعت الولايات المتحدة بحرارة عن مناوراتها البحرية المثيرة للجدل مع اسرائيل وتركيا والتي يبدأ شقها العملاني اليوم الاربعاء, قائلة انها (مجرد مناورات ذات طابع انساني ولا تمثل أي تهديد لأي من دول المنطقة) . غير ان الانتقادات والتنديدات بالمناورات التي تحمل اسم (الحورية المتمكنة) تواصلت من كل حدب وصوب, وبلغت ذروتها بانتقاد روسي صريح للمناورات ولأنها تؤدي الى تعميق انعدام الثقة وتلحق الضرر بعملية السلام. وفي المقابل, تطايرت الاتهامات والانتقادات على الاردن لمشاركته كمراقب في المناورات, وهو أمر طالبت مصر واحزاب المعارضة الاردنية الـ 12 الحكومة بوقفه, غير ان الاخية تجاهلت هذه النداءات وقالت ان المناورات ليست موجهة ضد أحد. فقد أعلن المتحدث باسم الخارجية الامريكية جيمس روبن ان المناورات التي تجريها أمريكا وتركيا واسرائيل في البحر الابيض المتوسط هي مناورات ذات طابع انساني بحت لا تمثل تهديدا لأي من دول المنطقة. وقال روبن ان (الهدف هو ممارسة عمليات طوارئ منسقة للبحث والانقاذ) . واضاف (بالعمل معا نستطيع معرفة الكثير عن امكانات كل منا ووضع الاساس لعمليات انسانية اكثر فعالية في حالات الطوارئ البحرية الحقيقية) وأكدت ان اي طلقة لن تنطلق خلال المناورات. لكن مشهد الطائرات والسفن الحربية وهي تعبر شرق البحر المتوسط نذير شؤم بالنسبة لدول قلقة ازاء العلاقات العسكرية المتنامية بين اسرائيل وتركيا ويقلقها وجود الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. وقال روبن ان التعاون بين تركيا واسرائيل أمر طبيعي ومرغوب فيه واصفا هذين البلدين بأنهما من أعز حلفاء امريكا في المنطقة. واضاف (وكما ذكرنا من قبل فان المناورات ذات طبيعة انسانية محضة فهي تدريبات على عمليات البحث والانقاذ... لا تتعلق بأي من احداث العالم الواقعية ولا هي موجهة ضد اي جهة) . وقد واصلت أمريكا واسرائيل وتركيا مناوراتها المشتركة امس, والتي تركزت حتى الان على التنسيق وتدريبات الكمبيوتر. وقال مسؤولون عسكريون ان خمس سفن, اثنتان تركيتان واثنتان اسرائيليتان وامريكية, عملت امس على التنسيق بين اجهزة اتصالاتها وانظمة تحليق الطائرات المروحية على متنها. ونفذت القطع البحرية الثلاث ايضا تدريبات بالكمبيوتر في مركز حيفا البحري الاسرائيلي للتدريبات التكتيكية. وستشارك السفن الخمس طوال 12 ساعة اليوم الاربعاء في تمرين جوي-بحري على عمليات انقاذ في شرق البحر المتوسط على بعد ما بين 30 و 165 كلم من الساحل الاسرائيلي. وسيتدرب العسكريون خصوصا على الهبوط بمروحية تابعة لاحدى الدول على سفينة تابعة لدولة اخرى. وتشارك فرقاطتان تركيتان مع مروحيتين من طراز اي بي-212 والمدمرة الامريكية جون روجرز مع مروحيتين في المناورات منذ امس الاول. ويشارك الاسرائيليون بزورق قاذف للصواريخ من طراز "سار" مزود بمروحية وزورق ثان من طراز (سار-4) وطائرة مراقبة من طراز (سي سكان) . ويشارك الاردن في هذه المناورات بصفة مراقب وقد ارسل لهذا الغرض قائد قوات البحرية العميد حسين خصاونة. واثارت المناورات انتقادات العديد من الدول العربية وايران. وفي هذا السياق قالت روسيا الاتحادية ان المناورات الاسرائيلية التركية الامريكية المشتركة ستؤدي الى تعميق اجواء انعدام الثقة وتلحق الضرر بالعملية السلمية فى الشرق الاوسط. واوضح المتحدث الرسمي الروسي جينادي تاراسوف اثناء ايجاز صحفي ان هذه المناورات ستؤدي كذلك الى تعقيد الجهود الرامية الى خلق اجواء لاخراج العملية السلمية فى الشرق الاوسط من ازمتها. واعاد تاراسوف الى الاذهان الموقف السلبي ازاء هذه المناورات الذى اتخذته مصر وسوريا اللتان تريا في هذه المناورات (خطوة نحو اقامة تحالف عسكرى بين اسرائيل وتركيا موجه ضد المصالح الامنية للعالم العربي) . واضاف (في هذا الوضع ومع مراعاة ردود الفعل السلبية فان من المهم مواصلة العمل على دعم المفاوضات العربية الاسرائيلية واحياء المفاوضات متعددة الاطراف الناجمة عن مؤتمر مدريد) . واشار تاراسوف الى ان روسيا اقترحت فى ميثاق الامن والسلام الذى حمله وزير الخارجية يفجيني بريماكوف اثناء جولته الاخيرة فى الشرق الاوسط (تشكيل منطقة خالية من التحالفات العسكرية والنزاعات في الشرق الاوسط) . وندد اليمن من جهته بالمناورات, حيث قال متحدث باسم الخارجية اليمنية ان هذه المناورات (تشكل خطرا على الامن القومي العربي) . وقال المتحدث ان الجمهورية اليمنية تتابع بقلق بالغ المناورات وتعتبر (ان عملا كهذا لا يسهم بأي حال من الاحوال في استتباب الامن والسلام الذي تنشده دول المنطقة ويزيد من التوتر وعدم الاستقرار الذي تشهده منطقة الشرق الاوسط بسبب تعثر مسيرة السلام التي تحاول جميع الاطراف اعادة الحياة اليها) . ونددت وكالة الانباء الليبية الرسمية من جهتها بالمناورات, واتهمت الحكومة التركية بـ (التنكر لهويتها) ولعلاقاتها مع العرب والمسلمين وبـ(لعق احذية الامريكان والاسرائيليين) . وكانت طرابلس قد هاجمت بشدة الاسبوع الماضي التحالف التركي-الاسرائيلي واعتبرت المناورات المشتركة في شرق البحر المتوسط (استخفافا ونكاية بالعرب والمسلمين) . في دمشق, واصلت الصحف السورية تنديدها بالمناورات مؤكدة ان التحالف التركى الاسرائيلى موجه ضد سوريا في المقام الاول وان هدفه الرسمى والمعلن هو النيل من صمود سوريا ومحاصرتها وممارسة الضغوط عليها. واعتبرت صحيفة (تشرين) السورية مشاركة طرف عربى في المناورات خروجا واضحا على قرارات قمة القاهرة وقمة طهران التى اكدت بشكل صريح على عدم التعامل مع اسرائيل ووقف كل تطبيع معها. وقالت صحيفة (البعث) السورية ان التحالف يهدف الى اجبار سوريا على التراجع عن مواقفها المبدئية والثابتة من مجمل اوضاع وقضايا المنطقة مشيرة الى ان القوى المعادية تدرك ان سوريا تشكل العقبة في وجه مناوراتها ومؤامراتها وانها لن تستطيع تحقيق مخططاتها بالهيمنة على الوطن العربى الا بازاحة تلك العقبة من طريقها. وفي ذات السياق, انتقد الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك مشاركة الاردن في المناورات العسكية وقال: ان مصر ترفض هذه المشاركة كما انها ضد اقامة احلاف عسكرية او شبه عسكرية في منطقة الشرق الاوسط. وقال الباز في محاضرة له امام ملتقى الفكر الاسلامي ان التعاون التركي الاسرائيلي مقلق لنا بشكل او بآخر, وعلى الاردن ان يراجع موقفه لان هذه المناورات قد تكون موجهة ضد دولة عربية بعينها. واضاف ان من يظن ان تقوية علاقته باسرائيل سوف يساعده على تسويق مصالحه لدى امريكا هو مخطىء, لان اسرائيل لا يمكنها ان تسوق مصالح الجميع. وعلى صعيد متصل استنكرت احزاب المعارضة الاثنا عشر (بشدة) مشاركة الاردن بصفة مراقب في المناورات. وطالبت الحكومة (بالتوقف عن المشاركة فيها والالتحام بعمقها العربي والاسلامي) . ووجهت الاحزاب رسالة في هذا الشأن الى رئيس وزراء الاردن عبد السلام المجالي وزعتها في مؤتمر صحافي عقدته غداة بدء المناورات. وأعلنت هذه الاحزاب (وقوفها وتضامنها ومساندتها لسوريا ولبنان والعراق وايران كونها الدول المتضررة والمستهدفة من هذه المناورات - الى جانب الأمن القومي العربي والاسلامي) . وفي بيانها وصفت الاحزاب الاردنية مشاركة عمان بأنها (خطوة تطبيعية في المجال العسكري ضد المصالح الوطنية وشراكة في مناورات حلف عسكري استعماري معاد لامتنا العربية والاسلامية) . ورأت فيها ايضا (رسالة تهديد للامتين العربية والاسلامية, وتجسيدا وتعزيزا للتحالف العسكري التركي-الصهيوني) مشيرة الى انها (تقدم الاسناد والدعم المعنوي والسياسي والعسكري لكيان العدو الصهيوني) . ووقع البيان 12 حزبا يساريا وقوميا واسلاميا في مقدمتهم جبهة العمل الاسلامي, الحركة الاوسع نفوذا على الساحة الاردنية. غير ان وزير الخارجية الاردني اصم اذنه عن هذه المطالب قائلا ان المناورات مناورات عادية مثل مناورات عديدة تنفذها الدول بمفردها او بمشاركة غيرها. واعرب الطراونه عن اعتقاده بأن المناوره ليست موجهة ضد احد بدليل انه ليس هناك مانع من مشاركة مراقبين فيها. وقال ان تركيا كانت قد وجهت الدعوه للاردن للمشاركة في المناورات منذ فتره طويلة لذلك فنحن نشارك فيها بصفة مراقب مشيرا الى ان تركيا اعلنت انها مناورات للتدريبات على البحث والانقاذ. ونفى الطراونه نفيا قاطعا ان الاردن شارك في مراقبة المناورات نتيجة لضغوط امريكية, قائلا لقد شاركنا فيها للتأكد من انها بالفعل ليست موجهة ضد احد ولنتبين ماهيتها وطبيعتها وحجمها. واكد وزير الخارجية الاردنى على ان بلاده ترى انه لا يجوز ان تجرى مناورات في المنطقة لتهديد اى جهة عربية. ـ وكالات

Email