ليفي يستقيل وأزمة الميزانية تحاصر الحكومة الإسرائيلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن وزير الخارجية الاسرائيلية ديفيد ليفي استقالته امس ليفاقم حدة الازمة التي يعيشها رئيس وزرائه بنيامين نتانياهو, الذي اعرب عن اسفه للاستقالة مسندا حقيبة الخارجية الى نفسه ومؤكدا استمرار حكومته في السلطة, فيما راوحت ازمة الميزانية الاسرائيلية مكانها, وأرجأ الكنيست الاقتراع عليها للمرة الثانية. وبينما أرجأ المبعوث الامريكي دنيس روس زيارته لاسرائيل يوما واحدا, فقد نفى نتانياهو تماما الانباء عن رضوخه لضغوط امريكية تحدثت عنها القاهرة وغزة, وأكد انه لم يقدم اي تعهدات لواشنطن بشأن حجم الانسحاب من الاراضي الفلسطينية. في الوقت نفسه حددت الادارة الامريكية موعد لقاء رئيسها بيل كلينتون مع نتانياهو في العشرين من يناير الجاري, والذي يعقبه لقاء مماثل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في الثاني والعشرين من الشهر نفسه. فقد اعلن وزير الخارجية الاسرائيلي امس استقالته من الحكومة قائلا انه لم يعد يريد ان يكون وحيدا في موقفه من قضيتي السلام والرعاية الاجتماعية. واضاف في مؤتمر صحافي (اعتزم ان ابعث بعد هذا المؤتمر بخطاب الاستقالة الى رئيس الوزراء, فمع كل احترامي, لم اعد عضوا في هذه الحكومة) . وسيسحب ليفي الذي يختلف مع رئيس الوزراء حول الميزانية والسلام مع الفلسطينيين كتلة جيشر التي ينتمي اليها والتي لها خمسة مقاعد في الكنيست من الائتلاف الحاكم ليترك الحكومة بأغلبية ضئيلة جدا وهي صوت واحد في الكنيست الذي يضم 120 مقعدا. وقال ليفي المعتدل ان الخزانة ابلغته بانه تمت الاستجابة لمطالبه بمزيد من الانفاق على محدودي الدخل الا انه رفض التحرك قائلا انه (خدعة) , ورفض ليفي الافصاح عما اذا كان سيعمل على اسقاط حكومة نتانياهو. وعن خلافه المتكرر مع نتانياهو حول الرعاية الاجتماعية والسلام مع الفلسطينيين قال ليفي (انها ليست في مصلحة البلاد والمجتمع والحكومة) . وفي اول رد فعل له قال رئيس الوزراء الاسرائيلي في بيان امس بانه يأمل بأن يعدل ليفي عن استقالته. واضاف انه سيتولى في الوقت الحاضر حقيبة الخارجية بعد استقالة ليفي, وعبر نتانياهو عن عزمه على الاستمرار في ممارسة السلطة مع الائتلاف اليميني الحكومي الذي يرأسه رغم الاستقالة. وقال دافيد بار ايلان معاون نتانياهو لرويترز (وفقا للقانون هنا فان الاستقالة تصبح نافذة المفعول بعد 48 ساعة, ونأمل ان يمكن خلال تلك الفترة من التوصل الى نوع من الحل الوسط ليتمكن ديفيد ليفي من البقاء في الحكومة, واذا اصر على استقالته فان الحكومة ستستمر) . وكان ليفي قد قاطع في وقت سابق على اعلانه الاستقالة الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية الذي استمر ثلاث ساعات امس, ولم يتوصل الى شيء بشأن ازمة الميزانية التي وافق الكنيست الاسرائيلي على تأجيل الاقتراع بشأنها للمرة الثانية والذي كان مقررا اليوم الاثنين الى موعد لم يحدد. وعلى صعيد عملية التسوية استجابت واشنطن لمطلب اسرائيل بتأجيل مهمة مبعوثها دنيس روس الى غد الثلاثاء بدلا من اليوم, لاتاحة الوقت امام حكومة نتانياهو لحل ازمة الميزانية. وقال المتحدث باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية شاي بازاك رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت قررا في مكالمة هاتفية امس الاول ان يلتقي روس مع نتانياهو الثلاثاء وليس الاثنين كما هو مقرر اصلا. وتقرر ايضا ان يستقبل الرئيس الامريكي بيل كلينتون في 20 يناير الجاري في البيت الابيض كما اضاف بازاك. ومن المنتظر كذلك ان يلتقي روس المسؤولين الفلسطينيين لتحضير لقاء كلينتون ونتانياهو واللقاء المرتقب في 22 من الشهر الجاري بين كلينتون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات, ويهدف هذان اللقاءان الى اعادة احياء المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المتعطلة منذ شهر مارس. كما اجرت اولبرايت اتصالا هاتفيا مع عرفات اتفقت معه فيه على موعد زيارته لواشنطن. وقال الطيب عبدالرحيم امين عام الرئاسة ان اولبرايت اكدت لعرفات (اهتمام واشنطن بانهاء الجمود في عملية السلام وتحقيق تقدم ملموس خلال الفترة القريبة المقبلة) . وقال عرفات امس ان الولايات المتحدة تبذل مجهودا واضحا للضغط على اسرائيل لاحترام اتفاقات السلام. واضاف عرفات الذي كان يتحدث قبل زيارة روس للمنطقة غدا ان الزيارة تأتي ضمن جهود الادارة الامريكية لدفع عملية السلام الى الامام وانقاذها. وقال عرفات ردا على سؤال عما اذا كانت المحاولة الدبلوماسية الامريكية الجديدة اشارة على رغبة الولايات المتحدة في الضغط على اسرائيل لاحترام اتفاقات السلام بقوله انه ليس هناك شك في ذلك مضيفا ان هناك جهودا واضحة تبذل خاصة من جانب كلينتون شخصيا والادارة الامريكية. وذكر مسؤولون من المنظمة ان عرفات سيجتمع مع روس في بلدة بيت لحم في الضفة الغربية غدا الثلاثاء. وفي الاطار نفسه اكد الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصرى وجود تغيير في الموقف الامريكى من عملية السلام. وقال في تصريح صحافي امس ان واشنطن تتجه للضغط على الطرفين الاسرائيلى والفلسطينى من اجل تحقيق السلام بعدما كانت جميع اسلحة الضغط تتجه للاطراف العربية. وأشار الباز الى انه لم يعد بامكان الاسرائيليين معاودة التفكير في تحقيق حلمهم القديم الخاص بالوطن الكبير من الفرات الى النيل. الا ان نتانياهو نفى تماما تعرضه لضغوط امريكية, كما نفى انباء نشرت عن تعهده للولايات المتحدة الامريكية بشأن حجم الاراضى التى ستسلم للفلسطينيين في اطار المرحلة الثانية من اعادة انتشار جيش الاحتلال الاسرائيلى في الضفة الغربية. وقال نتانياهو خلال اجتماع الحكومة امس ان مجلس الوزراء سيتخذ قرارا حول موضوع اعادة الانتشار في الاراضى الفلسطينية قبل سفره الى واشنطن لعرض هذا القرار على الرئيس الامريكي. وذكر راديو اسرائيل ان نتانياهو اطلع مجلس الوزراء على فحوى المكالمة الهاتفية التى اجراها مع اولبرايت. وعلى صلة بموضوع اعادة الانتشار ذكر مصدر سياسى اسرائيلى ان نتانياهو سيؤكد من جديد خلال زيارته المقبلة للولايات المتحدة الامريكية ان تطبيق المرحلة الثانية من اعادة الانتشار يتوقف على ما اسماه بوفاء السلطة الفلسطينية بالالتزامات التى قطعتها على نفسها بخصوص مكافحة الارهاب. ونقل الراديو عن المصدر اعرابه عن خشيته من الا يقبل كلينتون بهذا الشرط وان يطالب اسرائيل بتنفيذ المرحلة الثانية من اعادة الانتشار مع الاكتفاء بتعهد خطى فلسطينى جديد يتعلق بمكافحة الارهاب. واستنادا الى التلفزيون الاسرائيلي فان نتانياهو التزم بشكل سري للولايات المتحدة بأن يعمل على تحقيق انسحاب من 10% على الاقل من مساحة الضفة الغربية, الا ان روس نفى هذه المعلومات في مقابلة امس وقال روس (لا علم لي) بمثل هذا الالتزام. ـ الوكالات

Email