تحركات عربية إسلامية لاحتواء التحالف التركي الإسرائيلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصاعدت ردود الفعل العربية والاسلامية تجاه تنامي التعاون التركي الاسرائيلي الذي يشكل تهديدا للمصالح القومية العربية حيث بدأت اتصالات مكثفة على صعيد منظمة المؤتمر الاسلامي ترجح احتمالات الدعوة الى عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الاسلامية للبحث في تجميد عضوية تركيا داخل المنظمة, في الوقت الذي كشفت فيه مصادر سورية عن قيام دمشق بتكثيف اتصالاتها على الصعيد العربي والاسلامي لمقاومة التحالف التركي الاسرائيلي, واستعداد سوريا لطرح مبادرة لتحسين العلاقات مع تركيا بشرط قيامها بتجميد تعاونها العسكري مع اسرائيل. وفي غضون ذلك أدان العراق امس المناورات البحرية التي تعتزم تركيا اجراءها مع اسرائيل والولايات المتحدة في البحر المتوسط هذا الاسبوع. وافادت مصادر مطلعة بالقاهرة ان اتصالات مهمة بدأت على صعيد منظمة المؤتمر الاسلامي وسط تلميحات الى امكانية الدعوة لعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الاسلامية للبحث في تجميد عضوية تركيا داخل منظمة المؤتمر الاسلامي في حال اتمام المناورة العسكرية كرد على هذه الخطوة المناهضة لتوجهات الدول الاسلامية التي أعلنت في مؤتمر طهران الاخير معارضتها لكافة اشكال العلاقات والتحالفات العسكرية مع اسرائىل دون ذكر تركيا بالاسم. واضافت المصادر ان الدعوة الى تجميد عضوية تركيا ستكون خطوة اولى من المتوقع ان تتبعها خطوات اخرى تتعلق بنوعية العلاقات بين تركيا والدول الاسلامية, خاصة وان تركيا أعلنت تحديها رسميا للمواقف العربية والاسلامية المعارضة لتعاونها العسكري المشبوه مع اسرائيل. واشارت الى ان هناك اتجاهات اخرى اشد تشير الى امكانية اتخاذ خطوة قطع العلاقات مع تركيا, وان كان ذلك لم يحظ بتأييد كبير حتى الان في اشارة الى امكانية اتاحة الفرصة امام انقرة لمراجعة خطواتها المتعجلة صوب التعاون مع اسرائيل. في الوقت نفسه قرر عدد كبير من الدول العربية ابلاغ واشنطن في مذكرة عاجلة تحفظها على اجراء المناورة العسكرية مشيرة فيها الى خطورة سياسة الاحلاف العسكرية في هذه المنطقة في ظل ممارسات اسرائيل التي مازالت ترفض كافة خيارات السلام المشروع. واكدت المصادر انه ليس من المستبعد ان يعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين اجتماعا خاصا لمناقشة هذه القضية. وقد سبق للجامعة توجيه انتقادات حادة الى تركيا لاصرارها على استمرار التعاون العسكري مع اسرائيل. وعلى الصعيد نفسه كشفت مصادر سورية ان دمشق بدأت باجراء اتصالات مكثفة وعاجلة مع عدد من دول المنطقة من اجل بناء موقف عربي واسلامي مقاوم للتحالفات الجديدة الآخذة في التشكل وبخاصة تلك التي تقودها انقرة وتل ابيب, وتهدف القيادة السورية من هذا التحرك الى تطويق تفاعلات التحالف العكسري والأمني المتصاعد بين تركيا واسرائيل. وتتركز الاتصالات السورية بصورة خاصة مع كل من مصر والسعودية وايران باعتبار ان هذه الدول باتت تجسد مركز الثقل والقرار على مستوى الوضع الاقليمي. وتتوقع المصادر عقد لقاء قمة قريب بين الرئيسين الاسد ومبارك لتدارس المخاطر الناجمة عن تصاعد هذا التحالف والتعاون وبحث افضل الوسائل والخيارات القادرة على التخفيف من مخاطر هذا التحالف على الصعيدين العربي والاسلامي. وحشد المواقف العربية باتجاه اقناع تركيا بالعدول عن سياسة معاداة العرب وتحالفها مع عدوهم الاول. واعربت المصادر السورية عن استعداد دمشق لطرح مبادرة سياسية من اجل تحسين العلاقات مع تركيا شريطة ان تبدي انقرة تجاوبا مع موقف سوريا وان الشرط الاساسي الذي تتمسك به دمشق للدخول في حوار جاد ومسؤول مع انقرة هو ان تبادر تركيا الى تجميد علاقات التعاون العسكري والامني مع اسرائيل على اساس ان هذا التعاون يعد من الاسباب الجوهرية المسؤولة عن تأزم العلاقات السورية التركية. وتوقعت تلك المصادر ان يتم تسويق هذه المبادرة في غضون الايام المقبلة التي يفترض ان تشهد تطورات اقليمية هامة سواء على الصعيد العربي او على مستوى المنطقة وفق معطيات المرحلة المقبلة. وكشفت ان اسرائيل زادت من عدد محاطاتها الامنية والعسكرية للتجسس على الشعب التركي المسلم وعلى الدول المجاورة. كما اقامت مراكز لغزو الشعوب الاسلامية في اسيا الوسطى تحت قناع التعاون الاقتصادي مع تركيا وبشكل خاص للوصول الى منابع النفط والغاز الهائلة في بحر قزوين ولترسيخ قواعد التحالف العسكري مع اسرائيل وليأخذ صفة المصيرية كي لا تستطيع تركيا الفكاك منه اذا ارادت يوماً من الايام. دمشق ـ القاهرة ـ البيان

Email