مصر تستبعد انضمام إيران لاعلان دمشق.. خامنئي: لا نسعى للتقارب مع واشنطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

نفت ايران امس وجود أي تيار في النظام يؤيد استئناف الحوار مع واشنطن, مؤكدة ان الكلمة الاخيرة في هذا الشأن لمرشد الجمهورية على خامنئي, فيما استبعدت مصر مجددا امكانية عودة العلاقات مع ايران قريبا, كما استبعدت امكانية انضمام طهران لدول اعلان دمشق في الوقت الراهن, وحددت أربعة شروط لعودة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها . فقد نفى خامنئي امس ان طهران تقوم بأي خطوات للتقارب مع واشنطن, وقال في خطبة الجمعة التي اذاعها راديو طهران: (الصحف الغربية تقول ان بعض الفصائل او الافراد او الجماعات او حتى الحكومة يتجهون الى المصالحة مع الغرب وامريكا) . واضاف: (كل هذه الدعاية بالطبع تتناقض مع الحقيقة الواقعة ولا صحة لها) . وتابع خامنئي قائلا في خطبة الجمعة التي حضرها الاف المصلين في حرم جامعة طهران: (التكبر العالمي يعتمد كثيرا على دعايته التي قامت بدور مذهل في انهيار الدول الماركسية في شرق اوروبا) . وقال خامنئي في خطبة الجمعة في طهران انها (حملة دعائية كغيرها) من الحملات السابقة, مضيفا انه ليس هناك (أي تيار مؤيد للولايات المتحدة) بين القادة الايرانيين. واتهم (قوى الاستكبار) بشن (حملة دعائية) ضد ايران عبر محاولة الايحاء بوجود خلافات بين المسؤولين في النظام الذين قد يميل بعـضهم الى تأييد استئناف العلاقات مع الولايات المتحدة. واكد (انهم لم يفهموا ايران وشعبها المسلم) . ويأتي موقف خامنئي هذا بعد اعلان الرئيس الايراني الجديد محمد خاتمي تأييده (لحوار بين الشعوب) بما فيها شعب الولايات المتحدة. وكان خاتمي اكد في الرابع عشر من ديسمبر الماضي انه يستعد قريبا لتوجيه رسالة الى (الشعب الامريكي الكبير) ويفترض ان تجري معه شبكة التلفزة الامريكية (سي. ان. ان) مقابلة هذا الاسبوع. كما رفض حجة الاسلام محمد رضا فاكر النائب النافذ عن مدينة مشهد في شمال شرق ايران رفضا قاطعا امس اي حوار واي تطبيع في العلاقات بين ايران والولايات المتحدة. وقال النائب في كلمة القاها في جامعة طهران قبل خطبة الجمعة (لن نطبع ابدا علاقاتنا مع الولايات المتحدة) . وهاجم فاكر عضو الاغلبية المحافظة في مجلس الشورى الايراني (كل الذين يحاولون في ايران تمهيد الطريق امام استئناف العلاقات) مع واشنطن واكد ان ايران (لن تقبل ابدا السلام العربي الاسرائيلي) . واكدت مصادر قريبة الصلة بالمرشد الايراني ان خامنئي وخاتمي ينسقان معا لمواقف تجاه علاقات ايران مع الولايات المتحدة, مشيرة الى اتفاق الاجنحة الايرانية على ان اي حوار مع واشنطن ممنوع حتى يأذن المرشد الذي يشترط حدوث تغيير في السياسة الخارجية الامريكية المعادية والافراج عن الارصدة المالية الايرانية المجمدة لديها. وعلى صعيد متصل استبعد مستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية الدكتور اسامة الباز مسألة انضمام ايران الى دول اعلان دمشق ورأى انه لا يمكن تناول هذا الامر بجدية في الوقت الراهن. وقال (لا بد من مساحة مشتركة اكبر من المصالح والسياسات حتى تنضم طهران الى دول الاعلان) . واضاف الباز في حديث صحافي امس ان الاعلان يضم دولا تملك مواقف متطابقة او متقاربة في كثير من الامور, وهذا الامر غير متوفر مع طهران التي يجب ان تغير سياستها وان تقيم علاقات طيبة مع جميع دول الاعلان (لكن حتى الان ما زالت علاقات ايران الدبلوماسية مع مصر مقطوعة) . وردا على سؤال حول امكانية عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وايران خلال عام 1998 قال الباز: (نحن نراقب نقطتين مهمتين الاولى هي التصرفات الايرانية تجاه العالم العربي وتأثيرها على أمن المنطقة, والثانية هي المتابعة الدقيقة للتغيرات على المستوى الداخلي في ايران, فعلى هذا الاساس تتحدد امكانية تطبيع العلاقات بين البلدين من عدمه) . ووضع الباز اربعة شروط لعودة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها قبل قيام الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 وهي عدم الاضرار بأمن مصر او اي قطر عربي وعدم ممارسة ضغط على اي دولة عربية وعدم احياء نعرة السيطرة في الخليج بما في ذلك الانسحاب من جزر الامارات الثلاث (طنب الصغرى وطنب الكبرى وابوموسى. والغاء فكرة تصدير الثورة او ان إيران لها الحق في التدخل في شؤون الدول الاسلامية تحت غطاء نظرية الامامة) . كما وضع الباز حدا للتكهنات التي اثيرت حول اعتزام الرئيس الايراني محمد خاتمي زيارة القاهرة خلال عام 1998 حين قال (فتح السفارة امر سابق لاوانه.. وحتى الان يمكن القول ان الحديث عن التقارب واعادة العلاقات امر سابق لاوانه ايضا) . وكانت مصادر مطلعة قد توقعت حدوث هذه الزيارة من خلال قراءتها للتحسن الذي طرأ على العلاقات الايرانية المصرية مؤخرا. القاهرة ـ البيان

Email