في بادرة غير مسبوقة خاتمي يهنىء صدام بحلول رمضان ، طهران تستبعد أي تحسن فوري للعلاقات مع القاهرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تلقى الرئيس العراقي صدام حسين برقية تهنئة من نظيرة الايراني بمناسبة حلول شهر رمضان هي الاولى من نوعها منذ انتهاء الحرب بين البلدين عام 1988.وفيما يشير الى تحقيق المزيد من التقدم في علاقات ايران العربية بدأت محادثات اردنية ايرانية تستهدف اعادة تسيير الرحلات الجوية بين عمان وطهران, وفي اطار اخر كشفت انباء صحفية عن مساع ايرانية لشراء طائرات بوينج الامريكية. فيما استبعد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي اي تحسن فوري في العلاقات بين القاهرة وطهران. وبثت اذاعة بغداد في مقدمة نشرتها الاخبارية بعد ظهر امس نص برقية الرئيس الايراني محمد خاتمي الى الرئيس العراقي صدام حسين. وهذه هي اول برقية تهنئة يتسلمها الرئيس العراقي من رئيس ايراني منذ بدء الحرب العراقية الايرانية بين عامي 1980 و1988. وهنا الرئيس الايراني في البرقية الرئيس صدام حسين وحكومة وشعب العراق معربا عن تمنياته (للمسلمين كافة باليمن والبركة الواسعة في هذا الشهر العظيم الذي تعم فيه البركة والرحمة الالهية كافة العباد اكثر من سواه) . وابتهل الرئيس خاتمي الى الله (ان يوفقنا لتحقيق السلام والسعادة الشاملين) . وكان الرئيس خاتمي الذي تسلم مهامه في اغسطس الماضي قد دعا الى تحسين العلاقات بين ايران وجيرانها العرب. وقد بعث الرئيس صدام حسين برسالة خطية الى الرئيس خاتمي حملها نائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان خلال مشاركته في المؤتمر الاسلامي الذي عقد في طهران مطلع الشهر الماضي تناولت العلاقات الثنائية. ويصطدم تطبيع العلاقات بين ايران والعراق بمشكلة اسرى ومفقودي الحرب وبتسوية مشكلة الطائرات العراقية العسكرية والمدنية التي لجأت الى ايران خلال حرب الخليج عام 1991. وقد استقبل الرئيس العراقي في 21 يونيو الماضي وللمرة الاولى مبعوثا من قبل الرئيس الايراني انذاك علي اكبر هاشمي رفسنجاني حمل اليه دعوة لحضور قمة دول منظمة المؤتمر الاسلامي. من جهة ثانية.. بدأت محادثات اردنية ايرانية تستهدف اعادة تسيير الرحلات الجوية بين عمان وطهران والتي كانت قد توقفت في مطلع الثمانينات بسبب ظروف الحرب العراقية الايرانية وما تبعها من انعكاسات على العلاقات الاردنية الايرانية. وقال مدير عام سلطة الطيران المدني الاردنية الكابتن جاسر زياد في تصريحات للصحفيين ان الاخوة في ايران اتصلوا مؤخرا وابدوا رغبة في اعادة تشغيل الخط الجوي بين عمان وطهران وبدأنا التحضيرات لذلك ولتحديد موعد لاجتماعات رسمية مع الجانب الايراني في هذا الموضوع. واضاف انه يتوقع اعادة تشغيل الخط الجوي بين البلدين خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام الجاري مشيراً الى وجود اتفاقية طيران مدني اردنية ايرانية وانه كان هناك خط طيران بين البلدين توقف عن العمل مع بداية الحرب العراقية الايرانية وكان يسير بمعدل رحلتين اسبوعيا. وفي اطار مساعيها لتوسيع نشاطها وفيما يمثل مؤشرا على كسر حدة العداء بين طهران وواشنطن ابدت شركة الخطوط الجوية الايرانية مؤخراً رغبة في شراء عدد من طائرات بوينج لتحديث وتوسيع اسطولها الجوي التجاري. وجاء الكشف عن هذه الانباء وسط تزايد التكهنات بقرب فتح حوار بين واشنطن وطهران بعد المفاتحات الايجابية بين خاتمي ونظيره الامريكي بيل كلينتون الشهر الماضي. ونقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) عن مدير شركة الخطوط الجوية الايرانية أحمد رضا كاظمي قوله في مقابلة مع الصحيفة الأمريكية أجرتها معه في طهران الأسبوع الماضي ان شركته تلقت عرضا من شركة (ايرباص) الأوروبية لصناعة الطائرات المدنية للبدء في استبدال طائرات الشركة الايرانية العشرين القديمة طراز بوينج, الا انه قال انه يفضل شراء طائرات بوينج امريكية حديثة. وكشف المسؤول الايراني انه التقى مسؤولين بشركة بوينج الأمريكية في الشهر الماضي في دبي على هامش معرض الطيران الدولي الذي أقيم في المدينة, وأنه بحث معهم اهتمام شركته بشراء طائرات البوينج الأحدث, وقال كاظمي ان شركته ترغب في البدء في استبدال طائراتها القديمة بأخرى جديدة بحلول عامي 2001 أو 2002. واضاف ان مسؤولي شركة بوينج أعربوا له عن اهتمامهم بصفقة محتملة مع ايران, ووعدوا (بأن يبذلوا قصارى جهودهم من أجل تنفيذها بطريقة لا تتعارض مع الحظر الأمريكي المفروض على ايران) . لكن مسؤولي بوينج نفوا أن يكونوا بحثوا أية تفاصيل محددة مع المسؤول الايراني, ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس مجلس ادارة بوينج للمبيعات التجارية الخارجية صديق بليماني الذي اجتمع الى كاظمي, قوله ان محادثاته مع المسؤول الايراني لم تتطرق الى أي طراز محدد من طائرات البوينج, وأنه أبلغ كاظمي أن بوينج لاتستطيع الحصول على رخصة تصدير, واضاف أن كاظمي لم يطلب عروضاً معينة من بوينج, كما أن بوينج لم تقرر بعد ما إذا كان بوسعها التقدم بعروض للشركة الايرانية دون مخالفة الحظر الأمريكي المفروض على الاتجار مع ايران. غير أن مصادر أمريكية تعتقد أن بوينج تقوم بمساعدة شركة الطيران الايرانية على الحصول على كتيبات الصيانة لطائراتها البوينج القديمة, وحين سئلت الناطقة باسم بوينج عن صحة هذا التقرير, لم تنف الناطقة ماريا شيهان صحته, واكتفت بالقول ان (بوينج) تساند دعم أي اجراء من شأنه زيادة سلامة كل من يستخدم طائراتنا) . يذكر أن بوينج كانت واحدة من عدة شركات أمريكية شكلت لجنة هذا العام لممارسة الضغط على الكونجرس والادارة الأمريكية لمنعهما من فرض عقوبات أحادية على ايران. لكن جهود هذه اللجنة فشلت في نهاية المطاف, وفرضت الادارة عقوبات جديدة بموجب قانون سنه الكونجرس الأمريكي برعاية السناتور الجمهوري المقرب من دوائر اسرائيلية ألفونس داماتو. وفي اطار آخر استبعد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي امس الاربعاء (أي تحسن فوري) في العلاقات بين ايران ومصر. ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية عن خرازي قوله (لايوجد في الوضع الحالي للأمور احتمال في تحسن العلاقات السياسية بين البلدين) , مشيرا الى ان مصر( بحاجة الى مزيد من الوقت لكي تتمكن من ان تخطو خطوات جديدة باتجاه جمهورية ايران) . جاء ذلك ردا على تصريحات للرئيس المصري حسني مبارك بشأن العلاقات بين البلدين. وكان مبارك أعلن أمس الأول الثلاثاء انه يريد اولا التأكد من نوايا ايران إزاء مصر قبل تطبيع العلاقات مع طهران.

Email