عقلانية الخطاب والتصرف تردع شبح الركود

أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثناء الركود، يتراجع الناس، ويعيدون تقييم آرائهم. وينفق المستهلكون بشكل أقل، ويتجنبون المشتريات التي يمكن تأجيلها: سيارة جديدة، وتجديد البيت، والإجازات باهظة الثمن.

وتُقلص الشركات من إنفاقها على المصانع والمعدات الجديدة، وتؤجل التوظيف. وليس عليهم شرح أسبابهم النهائية للقيام بذلك. إذ يكفي إحساسهم الداخلي، وعواطفهم لتفسير ذلك.

ولكن الخطر الحادث والمتضاعف في مناطق وأمثلة كثيرة في الوقت الراهن، يتمثل في تحول أسلوب حياة مسؤولين وأغنياء كثيرين وتصرفاتهم ورؤاهم في شأن الاستهلاك والاقتصاد والسوق، مصدر قدوة وإلهام مدهشاً لدى العديد من المستهلكين والمستثمرين، ذلك رغم عواقبه المهددة وتعزيزه لفرص حدوث الركود.

ومن المؤكد أن خطط عمل الحكومات الذكية، كفيلة بالتصدي لأي عجز او تصرفات استهلاكية تقود للركود، ولا بد من أن نشير هنا إلى أنه كان الاقتصاد الأمريكي «قوياً» بشكل استثنائي، حيث مدد الانتعاش من الركود الاقتصادي الذي انتهى تماماً فور تولي باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة في عام 2009.

وكان التوسع الأمريكي اللاحق هو الأطول على الإطلاق، حيث يعود إلى خمسينيات القرن التاسع عشر. وفي آخر المطاف، الخطاب القوي هو سبب قوة الاقتصاد الأمريكي.

علينا أن نعي جيداً، أنه قد يكون الركود الحاد ضربة مؤلمة جداً تصيب أسواق العالم في الفترة المستقبلية في حال عدم التنبؤ به بدقة والاحتياط الجيد له. وفي وجه عام، لا شك أن عالمنا حالياً مطالب بالمسارعة لتبني خطط عمل فاعلة تبعد شبح أي ركود قادم، ذاك عبر عقلانية الخطاب والتصرف وآليات عمل اقتصادي عمادها التخطيط والحرص والابتعاد عن الغوغائية.

* أستاذ الاقتصاد بجامعة ييل، وهو مؤلف الكتاب المرتقب «اقتصادات السرد: كيف تنتشر القصص وتؤدي إلى أحداث اقتصادية كبرى».

Email