الحكمة والتقدم المدروس يحميان هونغ كونغ

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن استعادت الصين السيادة على هونغ كونغ في الأول من يوليو عام 1997، ازدهرت المدينة اقتصادياً، لكنها تعاني الآن، إذ تغمر الاحتجاجات إحدى أغنى مدن العالم.

حيث أغلقت الطرق وشلت المطار، وفي بعض الأحيان انحدرت إلى العنف. ومع ذلك، بعيداً عن مشكلة صينية فريدة من نوعها، برز التعامل الحكيم للصين مع الأزمة، ويجب النظر إلى الفوضى الحالية باعتبارها حلقة رئيسة في إعادة التقييم لمعالجة الكثير من المسائل الواجب تبنيها على صعيد العالم أجمع. كانت غريبة جدا الاتجاهات التقارير المشبوهة لوسائل إعلام معينة اخذت تحدد الاضطرابات أنها صراع بين الثقافات التي ترمز إلى صراع عالمي أوسع بين الاستبداد والديمقراطية.

إن أولئك الذين يعتقدون أن حكومة الصين سوف تلجأ إلى حملة قمع بقيادة الجيش ينسون قول صن تزو إن كسب الحروب من دون قتال هو «ذروة المهارة». تدرك الحكومة الصينية جيداً أنه إذا أصبحت هونغ كونغ ساحة معركة سياسية أو أيديولوجية، فإن السلام والازدهار سوف يعانيان في كل من المدينة والبر الرئيس الصيني. بالنظر إلى ذلك، فهي على استعداد لبذل جهود كبيرة لدعم ترتيب «دولة واحدة ونظامان» الذي يشكل أساس سيادتها على هونغ كونغ.

وتنظر الصين إلى الاضطرابات الحالية باعتبارها مسألة عائلية يجب حلها داخلياً.

سوف يستغرق الأمر بعض الوقت لهونغ كونغ للتعافي من هذه الاضطرابات التي استغرقت أشهراً. لكن جميع الصينيين، من بكين إلى هونغ كونغ، يعرفون أنه لا توجد حلول سريعة أو معارك حاسمة. التقدم هو سلسلة لا تنتهي من الخطوات الصغيرة، والتي يجب أن يتم الكثير منها في ظروف صعبة. الطريقة الوحيدة للنجاح هي التواضع والصبر والحكمة والشعور بالقدر المشترك.

* زميل متميز في معهد آسيا العالمي بجامعة هونغ كونغ.

Email