انقلاب الرؤساء التنفيذيين على المساهمين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت المائدة المستديرة للأعمال، وهي جمعية تضم أكثر الرؤساء التنفيذيين نفوذاً في الولايات المتحدة، أن عصر سيادة المساهمين قد انتهى. وقد كان متوقعاً أن يقابَل هذا الإعلان المتغطرس بابتهاج وتشكك في الوقت نفسه، لكن قليلين لاحظوا ما يكشف عنه محتوى هذا البيان في ما يتصل بطريقة تفكير الرؤساء التنفيذيين في أمريكا.

فمن الواضح أن قادة الشركات الأمريكية يعتقدون أنهم أحرار في تقرير وتحديد من يخدمون. لكنهم هنا وكلاء وليسوا موكلين، وبالتالي فليس مثل هذا القرار قرارهم. تدلل حقيقة اعتقاد الرؤساء التنفيذيين في أمريكا أن بوسعهم تحديد من تكون لهم الكلمة العليا على إحساسهم بالأحقية في ذلك، بل وتعكس أيضاً حال الشركات في أمريكا، حيث تتركز السلطة على إمبراطوريات الأعمال الممتدة في أنحاء العالم في أيدي عدد قليل.

وفقاً لقانون الشركات، فإن من يقوم بتعيين الرؤساء التنفيذيين هم مديرو الشركة.. لكن عملياً يظل معظم المديرين في مواقعهم بمجالس الإدارة لسنوات متواصلة، وكذلك الرؤساء التنفيذيون الذين يعينهم المديرون.إن استيلاء الرؤساء التنفيذيين الأمريكيين على العملية التي يدينون لها بمناصبهم يمثل استهزاءً بسلطة المساهمين.

ولطالما فضلت المائدة المستديرة للأعمال ذاتها تصويت الأكثرية على الأغلبية، بمعنى احتياج أعضاء مجلس الإدارة الموجودين بمناصبهم للحصول فقط على أصوات أكثر من أي فرد آخر، بدلاً من تحقيق الأغلبية، للاحتفاظ بمناصبهم.

بالنسبة للرؤساء التنفيذيين، أدى ظهور التكتلات القوية للمساهمين إلى تغيير لعبة إدارة الشركات. على أية حال، إذا أردنا أن يرقى نموذج أصحاب المصلحة الجديد لما هو أسمى من تمثيلية «ديمقراطية المساهمين» القديمة، فيجب أن يشارك الموكلون أنفسهم في وضع النظام الجديد.

كاثرينا بيستور -  أستاذة القانون المقارن في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا.

Email