الحاجة إلى إعادة تشكيل العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل ما يزيد قليلاً على قرن كامل من الزمن، انعقد مؤتمر باريس للسلام، الذي أنتج معاهدات «فرساي»، و«سان جيرمان أونلي»، و«نويلي سور سين»، و«تريانون»، و«سيفر»، التي أنهت الحرب العالمية الأولى. وحتى يومنا هذا، لا يزال الاستياء إزاء معاهدة «تريانون» يؤجج القومية المجرية والنزعة الرجعية، وخاصة في ظل حكومة رئيس الوزراء فيكتور أوربان الحالية.

الواقع أن عملية السلام في باريس تُذكَر في عموم الأمر بوصفها مثالاً للكيفية التي يمكن بها أن تنتهي جهود التعاون الدولي والترويج للديمقراطية القائمة على النوايا الحسنة إلى المسار الخطأ. والآن ونحن نعيش عبر لحظة تتعرض فيها التعددية والديمقراطية مرة أخرى لضغوط هائلة، يجدر بنا أن نسأل أنفسنا لماذا تفشل الجهود الرامية إلى تعزيز التعددية والديمقراطية غالباً.

في عام 1919، أثبتت محاولة الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون لصياغة سلام دائم عن طريق تدمير الأنظمة الاستبدادية في العالَم، لكونها سامية المبادئ إلى حد المبالغة، حتى برغم أنها كانت فاتحة للإجماع على مبدأ التدخل الذي هيمن على فِكر السياسة الخارجية الأميركية منذ ذلك الحين.

وعلى نحو مماثل، في عام 2019، قد لا تقبل المشكلات الناجمة عن التغير التكنولوجي السريع والعولمة أي حلول مقبولة على نطاق واسع. ونتيجة لهذا، فإن الدول المختلفة ستنتج كل منها روايتها الخاصة حول تعرضها للخداع بسبب العولمة. وكما كانت الحال في عام 1919، فإنها ستخترع «أوغادا» تلقي عليهم باللائمة.

عندما يتعلق الأمر بمواقف وتصرفات القادة الشخصية، لا تقل دروس 2019 أهمية عن الدروس المستفادة من 1919.الدرس المستفاد هنا هو أن الانتقاد المفرط قد يكون هَدّاماً.

هارولد جيمس -  أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة برينستون، وكبير زملاء مركز إبداع الحوكمة الدولية.

Email