عولمة الليبرالية الجديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية حول العالم في وضع صعب، ففي الانتخابات الرئاسية بفرنسا سنة 2017 حصل مرشح الاشتراكيين -الذي كان في السابق من الأحزاب الرئيسية لليسار الفرنسي- على 6% فقط من الأصوات، ومنذ ذلك الحين اضطر الحزب لبيع مقرّه العام في شارع رو جي سولفيرينو الراقي في باريس.

وفي ألمانيا كذلك حصل الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني على 20% من الأصوات فقط في الانتخابات الفيدرالية الألمانية في الخريف الماضي، أسوأ نتيجة للحزب في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، كما حصل حزب العمال الاشتراكي الإسباني على حوالي 20% من الأصوات فقط خلال الانتخابات الرئاسية في سنتي 2015 و2016، وهي نصف حصته من الأصوات قبل 10 سنوات.

في الوقت نفسه وفي كل بلد من تلك البلدان فإن الأحزاب اليسارية الشعبوية قد تمكنت من الحصول على حصة مهمة من الأصوات، فقد صوّت 20% من الناخبين الفرنسيين لجان لوك ميلونشون من حركة فرنسا الأبية سنة 2018، كما صوت 9% من الألمان للحزب اليساري الألماني، كما دعم 21% من الإسبان حزب بوديموس.

إن هناك عدداً متزايداً من المحللين والأكاديميين يعتقدون الآن بأن الشعبوية اليسارية هي أفضل استراتيجية لإعادة اليسار للسلطة وتطبيق سياسات تساعد ما يطلق عليهم «الخاسرين» من عولمة الليبرالية الجديدة، وفي كتابها الجديد من أجل الشعبوية اليسارية تجادل شنتال موفيه من جامعة وستمنستر بأن «الشعبوية اليسارية وهي عبارة عن استراتيجية منطقية لبناء جبهة سياسية بين الناس وبين النخبة الحاكمة تشكل في ظل الظروف الحالية هذا النوع من السياسات الذي نحتاج إليها من أجل استعادة الديمقراطية وتعزيزها».

* أستاذ العلوم السياسية في جامعة يونفيرسيداد دايغو بورتاليس في سانتياغو - تشيلي.

Email