إعلاء قيم الديمقراطية الليبرالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتمتع الجامعات، مثلها كمثل المؤسسات الأخرى، بحق تقرير ممارساتها بما يتفق مع قيمها. وربما تتباعد هذه الممارسات عن ما ترغب مجموعات فرعية معينة داخلها في رؤيته، إما لأنها قيم متنافسة أو بسبب وجود اختلافات حول الجوانب العملية المتصلة بكيفية تحقيقها.

ففي غياب التفاعل الثنائي الاتجاه، لا وجود للتعلم أو الفهم، بل لا يتبقى غير الوعظ. ولا ينبغي أبداً الترحيب بالمسؤولين الإداريين الذين يريدون ببساطة الإدلاء ببيان والتهرب من الاستجواب البحثي.

لابد أن تكون الجامعات مفتوحة لوجهات نظر متنوعة، بما في ذلك تلك التي تتعارض مع الرأي السائد أو التي قد تبدو وكأنها تمثل تهديداً لمجموعات بعينها. وينبغي للطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين يشاركون الرئيس الحالي وجهة نظره وأن يتمتعوا بحرية الكلام دون رقابة.

على سبيل المثال، ربما يعتقد بعض الطلاب أن المتطلبات الخاصة بدورة دراسية بعينها صارمة أكثر مما ينبغي أو أن الامتحانات مضيعة للوقت. وتسمح الجامعات بالمناقشة الحرة حول مثل هذه الأمور.

لكنها تحتفظ بالحق في وضع القواعد بشأن متطلبات التركيز والامتحانات. وفي القيام بذلك، ترسل الجامعات إشارة مهمة لبقية المجتمع حول فلسفة التعليم والقيم التربوية.

ينبغي للجامعات أن تتمسك بحرية التحقيق والاستيضاح والاستجواب، وأن تعلي قيم الديمقراطية الليبرالية. ويتطلب تعزيز هذه الحرية التبادل والتفاعل بلا عوائق مع وجهات النظر السياسية، في حين يتطلب إعلاء قيم الديمقراطية الليبرالية معايرة المشاركة بعناية، ولكن مع عدم إظهار أي قدر من التكريم أو الاعتراف بمن يخدمون إدارة تنتهك بشكل صارخ معايير الديمقراطية الليبرالية.

* أستاذ الاقتصاد السياسي الدولي في جامعة هارفارد

Email