الحاجة إلى مبادرة تكنولوجية أخرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما أطلق الاتحاد السوفييتي في 4 أكتوبر 1957 «سبوتنيك»1 بنجاح، أول قمر صناعي من صنع الإنسان في العالم، تسبب هذا الإنجاز في صدمة للحكومة الأميركية التي استجابت باستثمارات ضخمة في تكنولوجيا الصواريخ والبحوث والتعليم.

في أقل من عام، وافق الرئيس دوايت أيزنهاور على تمويل الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء وأطلق مشروع عطارد، وهو أول برنامج ناسا لرحلات الفضاء البشرية، وفي عام 1959، خصص الكونغرس 134 مليون دولار لمؤسسة العلوم الوطنية، بزيادة قدرها 100 مليون دولار تقريباً عن العام السابق. وبحلول عام 1968، ارتفعت ميزانية صندوق الأمن القومي إلى ما يقرب من 500 مليون دولار.

وخلال هذه الفترة، كثفت الحكومة الأميركية أيضاً دعم الأبحاث. بشكل عام، أسهم رد الفعل الأميركي على إطلاق «سبوتنيك» في التقدم في مجالات مثل الطيران، والإلكترونيات الدقيقة، والدوائر المتكاملة، والاتصالات.

ليس من المبالغة القول إن السياسات الحكومية في هذه الفترة وضعت الأساس لعقود من الهيمنة الأميركية على تطوير العلوم والتكنولوجيا في العالم، لكن في الوقت الحالي، لا يزال التزام أميركا بالابتكار منخفضاً، فوفقاً للجمعية الأميركية لتقدم العلوم، انخفض التمويل الفيدرالي للبحث والتطوير في عام 2017 بنسبة 23.6% بالقيمة الحقيقية مقارنةً بعام 2007. ومنذ عام 1976، انخفض الإنفاق الفيدرالي على البحث والتطوير كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي من 1.2% إلى 0.7% فقط هذا العام. إن أميركا بحاجة إلى مبادرة تكنولوجية أخرى.

الابتكار يكره الفراغ، فإذا فشلت الولايات المتحدة في تحسين دعمها العلمي والتكنولوجي، فعلى الدول الأخرى سد هذه الفجوة. بعد كل شيء، إن عدو الابتكار الأميركي ليس التجارة أو خطة صُنع في الصين 2025، إن العدو الحقيقي هو افتقار القادة الأميركيين إلى الرؤية.

* أستاذ برنامج دولي في الاقتصاد والأعمال الصينية

Email