السلطة القصوى وتقوية الشفافية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتتبع بول توكر نائب محافظ بنك إنجلترا سابقاً في كتابه الجديد المهم بعنوان «سلطة غير منتخبة: البحث عن الشرعية في العمل المصرفي المركزي والدولة التنظيمية»، منشأ دور البنوك المركزية وتفاعلاتها بشكل أكثر عمقاً وتفصيلاً. وكما يوضح توكر فإن التركيز المتزايد للسلطة في أيدي البنوك المركزية لا يقتصر على الولايات المتحدة ــ تواجه المملكة المتحدة ومنطقة اليورو نسخة من القضية نفسها.

أثناء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، أصبح بنك الاحتياطي الفيدرالي أصفى فكراً وأكثر فعالية في التعامل مع التنظيم المالي. وقد أضعف المحافظ دان تارولو باعتدال اختصاص بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، والذي أصبح إلى حد كبير أسيراً للبنوك الضخمة. وكانت رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين مدركة في حقيقة الأمر للمشكلات التي تنتج عن التمويل غير المنظم. وكانت المحافظة لايل برينارد أيضاً من أقوى الداعمين، وكذا كانت سارة بلوم راسكين قبل أن تصبح نائبة لوزير الخزانة.

لكن الآن، بدأ كل هذا يتغير. لم يكن من الواضح بشكل كامل ماذا يتصور جيروم باول، خليفة يلين، حول التنظيم المالي. وتشير الدلائل المبكرة في ما يتعلق بتصرفات نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الجديد لشؤون الإشراف، راندال كوارلز، إلى احتمال حدوث تآكل مطرد للضمانات، وهو ما رحب به ترامب ووزارة الخزانة

من الناحية المثالية، من منظور توكر، يجب أن يتم البت في القضايا الحيوية ــ مثل مدى تنظيم ما يسمى «البنوك الأكبر من أن يُسمَح لها بالفشل»، ومع ذلك، فإن كل ما لدينا الآن هو تفويض للسلطة القصوى يحول دون الشفافية والمساءلة. ويستطيع بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يعمل على تغيير التفاصيل المحيطة بمدى قدرة البنوك على الصمود دون أي إجراء آخر في الكونغرس.

* أستاذ في مدرسة سلون للإدارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

Email