رقابة دولية صارمة وفعّالة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تطالب الولايات المتحدة كوريا الشمالية بالالتزام بأحكام معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وعلى هذا الأساس شجعت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على فرض العقوبات على كوريا الشمالية في السعي إلى نزع سلاحها النووي. على نحو مماثل، تدعو إسرائيل إلى فرض العقوبات على إيران أو حتى شن حرب ضدها لمنعها من تطوير سلاح نووي في انتهاك لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.

جرى التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية في عام 1968، واتفق الموقعون على ثلاثة مبادئ أساسية. فأولاً، تتعهد الدول المسلحة نوويا بعدم نقل الأسلحة النووية أو مساعدة دول أخرى لا تمتلك أسلحة نووية على تصنيعها أو حيازتها، وتتعهد الدول غير المسلحة نووياً بعدم استلام أو تطوير أسلحة نووية. ثانياً، كل الدول لها الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. ويتمثل المبدأ الثالث والأكثر أهمية في موافقة أطراف المعاهدة كافة، بما في ذلك القوى النووية، على التفاوض بشأن نزع السلاح النووي ــ السلاح عموماً في حقيقة الأمر. ووفقاً لنَص المادة السادسة من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية:

«يتعهد كل طرف من أطراف المعاهدة بمواصلة المفاوضات انطلاقاً من حسن النوايا بشأن التدابير الفعّالة المرتبطة بوقف سباق التسلح النووي في وقت مبكر ونزع السلاح النووي، والسعي إلى إبرام معاهدة بشأن نزع السلاح الكامل في ظل رقابة دولية صارمة وفعّالة». يتلخص الغرض الأساسي من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية في عكس اتجاه سباق التسلح النووي، وليس إدامة الاحتكار النووي لصالح بضع دول، وبكل تأكيد ليس إدامة الاحتكار النووي الإقليمي من جانب دول فشلت في التوقيع على المعاهدة،هذه هي الغطرسة المدمرة للذات التي تستحضرها الأسلحة النووية.

* أستاذ في جامعة كولومبيا

Email