الآلات المفكرة والتقدم التكنولوجي المضاعف

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكترث معظم المتنبئين في عالَم الاقتصاد بالتطورات الأخيرة التي شهدها الذكاء الاصطناعي (على سبيل المثال، القفزة الكمية التي أظهرها برنامج الشطرنج ذاتي التعلم ديب مايند في ديسمبر الماضي)، فهم لا يرون في هذه التطورات تأثيراً كبيراً في اتجاه النمو الأطول أمداً.

ومن المؤكد أن مثل هذا التشاؤم أحد الأسباب وراء بقاء أسعار الفائدة الحقيقية «المعدلة تبعاً للتضخم» عند مستوى شديد الانخفاض، حتى إذا ارتفع سعر الفائدة على السند الأميركي القائد لعشر سنوات في الأشهر القليلة الأخيرة بمقدار نصف نقطة مئوية.

وإذا كان التشاؤم على جانب العرض مناسباً، فإن التأثير الأكبر المترتب على حزم الضرائب والإنفاق الضخمة الأخيرة في الولايات المتحدة من المرجح أن يكون رفع التضخم وليس تعزيز الاستثمار.

في كل الأحوال، يركز تشاؤم خبراء الاقتصاد على النمو في الأجل الطويل. ويرتكز موقفهم على اعتقاد مفاده أن الاقتصادات المتقدمة من غير الممكن أن تأمل في تكرار الدينامية التي تمتعت بها الولايات المتحدة في الفترة من 1995 إلى 2005 «وغيرها من الاقتصادات المتقدمة في وقت لاحق»، ناهيك عن أيام الرخاء في خمسينيات وستينيات القرن العشرين.

يعتقد الباحثون الشباب على وجه الخصوص أن التطورات في المعرفة الأساسية تظل على سرعتها المعهودة، حتى وإن كان تطوير التطبيقات العملية يستغرق وقتاً طويلاً. والواقع أن طائفة صغيرة ولكنها مؤثرة من الباحثين تروج لنظرية «التفرد» لعالِم الرياضيات المجري الأميركي جون فون نيومان.

فذات يوم، سوف تصبح الآلات المفكرة متطورة إلى الحد الذي يجعلها قادرة على اختراع آلات أخرى دون أي تدخل بشري، وعلى نحو مفاجئ تتقدم التكنولوجيا أضعافاً مضاعفة.ولكن يتعين على المشككين أن يضعوا نصب أعينهم حقيقة مفادها أن العديد من العلماء، عبر مختلف التخصصات، ينظرون إلى الأمور بشكل مختلف.

 كينيث روغوف *أستاذ الاقتصاد والسياسة العامة في جامعة هارفارد

Email