تبنّي رؤية أبعد نظراً للعمليات التجارية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعطلت عملية العولمة في أواخر ستينيات القرن الماضي وأوائل سبعينياته بسبب حرب فيتنام، وتعليق تحويل الدولار الأميركي إلى ذهب، وصدمة أسعار النفط عام 1973، والركود التضخمي الكبير.

لكن شهدت الولايات المتحدة وبريطانيا حينها نوعاً من الثورة من جانب تيار المحافظين، كما شهدتا أيضاً عودة سياسات الليبرالية الجديدة الاقتصادية، والتي شملت إلغاء القيود التنظيمية على نطاق واسع، وتحرير التجارة، وانفتاحاً غير مسبوق فيما يتعلق بالحسابات الرأسمالية.

ورغم إسهام هذه العملية من العولمة المعاد صياغتها في تحفيز النمو والتنمية، فقد جاءت تأثيراتها متفاوتة، وفاقت سرعة ما أحدثته من تغييرات مالية واقتصادية محاولات التكيف القانوني والأخلاقي. وأُسرف بشكل خاص في استخدام أدوات مالية جديدة كانت لها تبعاتها، دون إخضاعها لإشراف وتنظيم قويين. ونتيجة لذلك، أصبحت الإدارة المالية في نهاية الأمر سيدة اقتصاد العالم، بدلاً من خادمته.

في المؤتمر الدولي الثالث لتمويل التنمية، والذي عُقد في أديس أبابا بإثيوبيا، وضع المشاركون أولويات اقتصادية واجتماعية وبيئية تتطلب توفيق تدفقات وسياسات التمويل الخاصة بالتنمية المستدامة معها. وفي قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي عُقدت في نيويورك، تبنت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة رسمياً برنامجاً عالمياً جديداً طموحاً. وفي مؤتمر باريس بشأن تغير المناخ (كوب 21)، اتفقت الدول على الحفاظ على متوسط الزيادة في درجات الحرارة دون درجتين مئويتين قياسا بمستويات ما قبل العصر الصناعي.

يجب على أصحاب المصالح تبني رؤية أطول مدى وأبعد نظراً للعمليات التجارية والاستراتيجيات الاستثمارية.

 

* الرئيس التنفيذي والمؤسس لمنظمة رأسمال مستدام من منظور مختلف

Email