إيطاليا والنموذج النمساوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكمل الملحن الإيطالي جوزيبي فيردي في عام 1841، قطعة الأوبرا المشهورة نابوكو. أغنيته الشهيرة «فا، بنسيرو»، الشهيرة ، واستمرت لتصبح صرخة لحشد الوطنيين الإيطاليين من أجل التحرير من الإمبراطورية النمساوية.

في أداء قام به ريكاردو موتي في الأوبرا في روما في عام 2011، تم وضع نابوكو في خدمة الديمقراطية. وكان سيلفيو برلوسكوني، رئيس الوزراء آنذاك، حاضرا، لكن استيقظ في اليوم التالي لقراءة عناوين الصحف الإيطالية مثل «برلوسكوني الذي أطاح به فيردي». وبطبيعة الحال، سيكون من الصواب القول إن برلوسكوني، الذي أجبر على الاستقالة في وقت لاحق من ذلك العام، أطاح بنفسه، بسبب الفساد الشخصي والمالي.

وبعد مرور حوالي العشرة أيام على الانتخابات البرلمانية الحاسمة في إيطاليا، فإن هذه الإشارات التاريخية مفيدة مرة أخرى. ولكن في حين أن الإيطاليين كانوا يحشدون ضد النمسا في عام 1841، قد يتجهون اليوم نحو «نموذج نمساوي» للحكم من نوع ائتلاف بين اليمين واليمين المتطرف.

وبينما سقط بيرلسكونى من الحكم فى عام 2011، أصبح الآن منقذاً محتملاً. في سن 81، إنه يجسد إيطاليا مُسنة وساخرة. يعود البعض إليه عن قناعة. ويعود إليه آخرون لأنهم كانوا يخشون من أن البديل سيكون أسوأ من ذلك، وفي الوقت نفسه، كان من المستحيل التنبؤ بنتيجة الانتخابات. وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الكئيب في إيطاليا، فإن الأسواق المالية هادئة نسبياً، وغير متأثرة بالتوترات المتزايدة المحيطة بالهجرة من شمال أفريقيا.

* مستشار بارز في معهد مونتين في باريس

Email