سعيد محمد الطاير: نعزز الرفاهية ببيئة مستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت دبي اليوم مثالاً يحتذى في مجال التنمية المستدامة الشاملة، عبر تقديمها رؤية جديدة ومبتكرة تضمن استمرار مسيرة النهضة والتطوير في دبي ودولة الامارات، وتحافظ في الوقت ذاته على الموارد الطبيعية للدولة، وترسم ملامح مستقبل الطاقة في المنطقة، مستلهمةً في تحقيق ذلك رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي- رعاه الله، وخطة دبي 2021، لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز ازدهار ورفاهية المواطنين والمقيمين والزائرين، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

تعتبر الاستدامة قيمة راسخة في استراتيجية هيئة كهرباء ومياه دبي، حيث استثمرنا سنوات عديدة من الجهد المكثف في تعزيز التنمية المستدامة، وحققنا موقعاً ريادياً تعزيزاً لرؤيتنا في أن نكون مؤسسة مستدامة مبتكرة على مستوى عالمي تطبق مفهوم «الاستدامة» الذي يعد قوة دافعة رئيسة لتطور المجتمعات على الصعيدين؛ الاجتماعي والاقتصادي على المدى الطويل، حيث تسلط الضوء على البرامج والسياسات المستدامة التي تسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة من خلال تحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية في وقت واحد، بطريقة تلبي احتياجات الجيل الحاضر من دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة.

وتسهم هيئة كهرباء ومياه دبي في دفع عجلة الاستدامة في الإمارة من خلال إطلاق مشاريع الطاقة الكبرى، وتعزيز قطاع الطاقة المتجددة والبديلة، وتعزيز كفاءة وفعالية شبكات الطاقة والمياه في الإمارة، بالإضافة إلى إطلاق المبادرات والبرامج التوعوية من أجل تعزيز الوعي الجماهيري بأهمية ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وغرس ثقافة الترشيد في المجتمع، الأمر الذي يدعم سياسة دبي في خفض البصمة الكربونية للإمارة والدولة، والمساهمة في تقليل الآثار الجانبية لظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، وتعزيز التنمية المستدامة.

تتبنى الهيئة استراتيجية واضحة تتضمن تنويع مصادر الطاقة، انسجاماً مع استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 لتنويع مصادر الطاقة في دبي لتشمل 71% من الغاز، و15% من الطاقة الشمسية، و7% من الفحم النظيف، و7% من الطاقة النووية، إضافةً إلى استراتيجية إدارة الطلب على الطاقة التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، وتتضمن ثمانية برامج لإدارة الطلب على الطاقة تشمل (مواصفات وأنظمة المباني الخضراء، إعادة تأهيل المباني القائمة، التبريد المركزي للمناطق، إعادة استخدام مياه الصرف الصحي، قوانين ومواصفات لرفع معايير وكفاءة الأجهزة، كفاءة إنارة الشوارع). هذه الجهود من شأنها تعزيز التنمية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، والمساهمة في استدامة الموارد الطبيعية والحفاظ عليها لأجيالنا القادمة.

نجحت هيئة كهرباء ومياه دبي في تحويل جميع خدماتها إلى خدمات ذكية بنسبة 100%، في إطار تحقيق مبادرة «دبي الذكية» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتحويل دبي إلى المدينة الأذكى في العالم. فعلى سبيل المثال، لا الحصر، أطلقت الهيئة مبادرة الفاتورة الخضراء (نظام الفاتورة الإلكتروني اللاورقي) في يوليو 2012، تعزيزاً لمساعيها الرامية إلى الحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة.

والفاتورة الخضراء هي عبارة عن نسخة إلكترونية من الفاتورة الورقية تُرسل إلى متعاملي هيئة كهرباء ومياه دبي عن طريق البريد الإلكتروني الخاص بهم في كل شهر عند إصدار الفاتورة الشهرية. وتسهم هذه المبادرة في التقليل من استخدام الأوراق وتساعد على الحفاظ على الأشجار وحماية البيئة، والحد من النفايات، وبالتالي تقليل الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري.

تخدم الفاتورة الخضراء، وخدمات الهيئة الإلكترونية والذكية بشكل عام، الجهود البيئية للهيئة، فقد أسهم استخدام المتعاملين لخدمات الهيئة الإلكترونية والذكية خلال عام 2014 في تفادي انبعاث 12,886 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وهو ما يعادل زراعة 64,431 ألف شجرة في مساحة تساوي 121,5 ملاعب كرة قدم. وقد تم حساب تلك الكمية على أساس الانبعاثات التي كان من الممكن أن تنتج عن تنقل المتعاملين من وإلى مكاتب الهيئة.

كما أطلقت الهيئة حملة البصمة الخضراء دعماً لمبادرة اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة، والتي تعتبر خدمة لتقديم المعلومات لمتعاملي الهيئة. حيث تتيح الخدمة للمتعاملين امكانية معرفة كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الهواء بسبب استهلاكهم الشهري للكهرباء والمياه. كما تقدم هذه الخدمة العديد من النصائح لتخفيض كمية استهلاكهم من الكهرباء والمياه وبالتالي تخفيض كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الهواء.

والبصمة البيئية هي الفارق الحاصل بين كمية استهلاكنا للموارد الطبيعية وقدرة الأرض على تجديد هذه الموارد. وبكلمات أُخرى: هي معدل الطلب على الموارد الطبيعية والمخزون الفعلي لهذه الموارد. ونحن كأفراد، فإن ما يحدد حجم بصمتنا الكربونية هو مصدر ونسبة ما نستهلك من طاقة ومصادر طبيعية ومواد استهلاكية متنوعة، ونوع وسائط النقل التي نستخدمها في التنقل، وأُسلوب الحياة اليومي في البيت والعمل، وغير ذلك من سلوكيات مرتبطة بنمط الاستهلاك.

ويسهم سكان دبي في خفض البصمة الكربونية للإمارة عبر ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وتبني نمط حياة مستدام في استخدام الكهرباء والمياه ضمن المنزل وبيئة العمل، ومن خلال تعاونهم مع الهيئة ضمن حملات الترشيد الدورية التي تنظمها خلال العام. كما يساعد السكان على تحقيق هذا الهدف عبر تبنيهم للتقنيات والأدوات والأجهزة الصديقة للبيئة، وتعزيز استخدامهم لمصادر الطاقة المتجددة والبديلة.

تطلق هيئة كهرباء ومياه دبي العديد من المبادرات والبرامج التوعوية، التي تهدف إلى رفع الوعي بأهمية تبني الممارسات الصديقة للبيئة، من خلال اتخاذ تدابير بسيطة في المنزل أو موقع العمل، ومن بينها ضبط درجة حرارة التكييف على 24 درجة مئوية أو أعلى، والصيانة الدورية لأجهزة التكييف، حيث إنها تستهلك النسبة الأكبر من الطاقة، واستخدام مصابيح الإنارة عالية الكفاءة، والاعتماد على الضوء الطبيعي بقدر الإمكان، واستخدم الستائر والتعتيم والمظلات والمواد العاكسة لخفض كمية الحرارة التي تدخل من خلال الزجاج، واستخدم شرائط منع تسرب الهواء حول الأبواب والنوافذ لمنع تسرب الهواء البارد للخارج، واستخدام الأجهزة المنزلية الصديقة للبيئة.

تتولى هيئة كهرباء ومياه دبي مسؤولية تشغيل وإدارة مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد أحد أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة. وتم تشغيل المرحلة الأولى بقدرة 13 ميجاوات في 22 أكتوبر 2013. وسيتم تشغيل المرحلة الثانية من المجمع بقدرة 200 ميجاوات في 2017. كما أعلنت الهيئة عن زيادة نسبة الطاقة المتجددة للمرحلة الثالثة من المشروع إلى 800 ميجاوات بنظام المنتج المستقل، لتحقق إنجازاً رائداً سيضع دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة في صدارة دول المنطقة من حيث إنتاج الطاقة المتجددة والنظيفة. وستبلغ طاقة المجمع الإنتاجية 3000 ميجاوات عند اكتمال جميع مراحله بحلول عام 2030.

كما تتبنى هيئة كهرباء ومياه دبي أفضل المعايير والممارسات العالمية في مجال البيئة والاستدامة، من خلال اعتماد أحدث التقنيات وأفضل الممارسات في مشاريع إنتاج وتحويل وتوزيع الطاقة والمياه واستهلاكهما. وأطلقت الهيئة ثلاث مبادرات في إطار مبادرة «دبي الذكية» سيكون لها دور مهم في تحقيق التنمية المستدامة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في دبي.

وتهدف المبادرة الأولى «شمس دبي» إلى تشجيع أصحاب المنازل والمباني على تركيب لوحات كهروضوئية تنتج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وستقوم الهيئة بربطها واستخدامها داخل المباني مع تحويل الفائض بشبكة الهيئة. أما المبادرة الثانية فتركز على استخدام التطبيقات الذكية من خلال عدادات وشبكات ذكية، وتركز المبادرة الثالثة (الشاحن الأخضر) إلى إنشاء بنية تحتية ومحطات شحن للسيارات الكهربائية، بهدف تشجيع استخدام السيارات الكهربائية في دبي، إضافةً إلى ذلك، تطلق الهيئة العديد من المبادرات والفعاليات التي تشجع على ترشيد الاستهلاك وتبني نمط حياة مستدام.

تساعد مبادرات وبرامج الترشيد التي تطلقها الهيئة في تثقيف فئات المجتمع وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على البيئة وحماية الموارد الطبيعية وضرورة تبنى نمط حياة مستدام. وقد تمكنت الهيئة من تحقيق نتائج متقدمة في خفض الاستهلاك على مدار السنوات الست الماضية وصلت إلى 1163 جيجاوات ساعة من الكهرباء، و5.4 مليار جالون من المياه، أي ما يعادل 752 مليون درهم، وأكثر من 536 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي

أنت أيضاً بوسعك أن تكون من #وجوه_مضيئة.
شاركنا على الإنستغرام بصور تعكس اهتمامك بالبيئة في حياتك اليومية. جوائز صديقة للبيئة بانتظارك!

Email