لماذا يخاف بعض الأشخاص من الأماكن المغلقة!؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

هو أحد أنواع الرهاب المحدد، وهو نوع من اضطرابات القلق التي ترتبط بالتواجد (أو حتى تخيل التواجد) في أماكن ضيقة أو مغلقة. يصاب المريض بنوبة قلق حادة وشديدة (نوبة هلع) إذا أجبر على التواجد في أماكن كهذه. يرافق هذا القلق تجنباً (Avoidance) لهذا الأماكن وإن لم يمكن تجنبها، فسيكون هناك معاناة شديدة من جهة المريض غالباً أو من المحيطين به في أحيان قليلة.

أسبابه؟
الأسباب في مجملها مجهولة، وإن كان البعض يعزوها لوجود ذكرى سيئة مع أماكن مغلقة أثناء الطفولة، كأن يتعرض الطفل لظروف يشعر أثنائها أنه تهدد حياته أو سلامته، أو شكلت ضغطاً نفسياً هائلاً. وقد تكون أعراض الرهاب هي مجرد استرجاع لتلك الذكريات مما ينتج عنها أعراض الهلع. بعد حصول الموقف الأول، يقوم الإنسان ودون وعي بترتيب وعيه ومعرفته بالمحيط بشكل يريحه بشكل مؤقت ولكن غير صحيح، ويسمى هذا النوع من التفكير بالمغالطات المعرفية.

أعراضه؟
يعتقد بوجود علامتين أساسيتين: الخوف من التقييد والخوف من الاختناق. المصابين برهاب الأماكن المغلقة يعانون من الخوف من التقييد في واحد (على الأقل) من الأماكن التالية: الغرف الصغيرة، الغرف المقفلة، الأنفاق، الأقبية، المصاعد، قطارات الأنفاق، الكهوف، والمناطق المزدحمة. إضافةً إلى ذلك، فإن الخوف من الاحتجاز قد يدفع المصابين إلى الخوف من أمور تافهة مثل الجلوس على كراسي الحلاق أو الانتظار في طابور لمجرد الخوف من الاحتجاز في مساحة محددة. ومع ذلك، فإن المصابين بهذا الرهاب لا يخافون بالضرورة من هذه الأماكن بحد ذاتها، بل مما قد يحصل لهم إذا احتجزوا في هذه الأماكن.

مضاعفاته؟
يؤثر رهاب الأماكن المغلقة كثيراً على حياة المصابين به وقد يغير من مجرى حياتهم الوظيفية أو الأسرية أو الاجتماعية وبدرجات متفاوتة. هو نوع من الرهاب الذي يقتضي كجزء منه أن يتجنب تلك الأماكن المخيفة بالنسبة له. هذا التجنب قد يكون بدرجة شديدة تسبب ما يشبه الإعاقة للإنسان في حياته ويتطلب التدخل الطبي والأسري المكثف للتعامل معه. كأي نوع من أنواع القلق الأخرى فلها مضاعفات نفسية أخرى مثل الإصابة بالكآبة أو سوء تقدير الذات وتزعزع الثقة، والتي يمكن أن تؤثر على جوانب أخرى في حياة المريض.

علاجه؟
التفكير الإيجابي: ينصح المريض بالتركيز على معرفة الأماكن التي تسبب له هذا القلق الشديد، ويتساءل عن الرابط بين هذه الأماكن وبين الخطر المتوقع منها.

العلاج السلوكي: يمكن القيام به عن طريق التعريض المتدرج (Gradual Desensitization) أو بواسطة أسلوب الغمر (Flooding) في التعرض المتدرج، يزيد المصاب بالرهاب من تعرضه للتجربة إما ذهنياً أو عملياً وبشكل يعمل فيه على التقليل من القلق المرتبط بالأماكن المرتبطة بالقلق. فلو كان مثلاً يرهب المصاعد، فيمكنه مثلاً التفكير في الأمر وتصوره في درجات مختلفة من القلق استحضار الصورة في الذهن حتى يتلاشى القلق.

العلاج بالإيحاء والتنويم المغناطيسي: ويقوم به المختصون فقط أو بمساعدتهم. يعتمد هذا النوع من العلاج على استحضار الذكرى السيئة الأولى المرتبطة بمكان ضيق أو مغلق، ومن ثم فك ارتباطه مع ردة الفعل التي هي القلق الحاصل حالياً في حياة المصاب بهذا النوع من الرهاب.

العلاج الدوائي: في غالبها لا تسبب الإدمان كما يشاع عنها، ويتم صرف بعض أنواع مضادات الاكتئاب بأنواعها. كما أن هناك قوافل مستقبلات بيتا أيضاً. العلاجات الدوائية قد تكون مستمرة أو عند اللزوم فقط. يمكن أيضاً استعمال المطمئنات الصغرى لفترات وجرعات مختلفة، ولكن لا ينصح استعمالها لفترات طويلة أو بجرعات كبيرة كونها تسبب الاعتمادية.

للمزيد من أحداث الدراسات التي تربط بين ممارستنا اليومية وأوضاعنا الصحية اطلعوا على المضمون المنشور تحت وسم #جسمي_يتفاعل

Email