احذري.. كبت الطاقات بداية الانطواء

حلول تربوية تخرج طفلك الخجول من عزلته

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطفال خجولين، يلتصقون بآبائهم دائماً، تراهم انطوائيين على أنفسهم، يعتمدون اعتماداً كاملاً على أهلهم، ولا يجيدون لغة التواصل مع غيرهم، فالاعتزال والانغلاق يظهر بوضوح في بداية احتكاكهم مع العالم الخارجي؛ كالحي والشارع والمدرسة، يشير د. صالح الخطيب، أخصائي الصحة النفسية والإرشاد النفسي، إلى أهم أسباب الخجل وسبل علاجها.

يكتسب الطفل صفات الخجل من محيطه، أو تكون وراثية منذ ولادته، حيث تنتقل هذه الصفات من الأبوين إليه، وهنا يجب أن نراعي التعامل مع أعراض الخجل بوسائل عديدة، أهمها عدم كبت طاقات الطفل وجعله منطلقاً قدر الإمكان في النشاطات والأعمال الجماعية مع ذويه الصغار. علاوةً على غرس قيم القيادة في نفسه، وإتاحة فرصة التعبير عن نفسه وآرائه بشكل تلقائي، وضروري جداً احتواء هذا الطفل الخجول بكثير من الحب والحنان لتعزيز ثقته بنفسه.

لا نغفل أسلوب التربية وتعامل الوالدين مع الطفل، الذي من شأنه التأثير في شخصيته لتكون عادة الخجل مكتسبة من المنزل، والأسباب متعددة منها مثلاً القسوة والشدة ولغة التواصل مع الطفل التي تخلف في نفسه قلقاً وخوفاً، وكيف إذا ترافق مع العقاب الجسدي والتجريح اللفظي.. كله سينعكس سلباً على سيكولوجية الطفل وتدفعه للانطواء والخجل اللاإرادي خاصةً في محيطه الخارجي، وفي المدرسة وشعوره بالنقص.

تنحصر مثل هذه في العادات في فترة ما قبل المراهقة، والتي تسمى مرحلة الطفولة المتأخرة، أو مرحلة الكمون والسكون، التي يتأثر بها الطفل بخبراته وتجاربه في المنزل مع عائلته، فمن المهم جداً استبدال خجله الشديد بعادات جديدة تجنبه العزلة والانطواء وتدفعه للتفاعل الاجتماعي، وفرص التعبير عن الذات، والنمو بشكل طبيعي جداً.

عزيزتي الأم خذي بيد طفلك، واعتبري الخجل صفة، وليس عيباً فيه، ساعديه بالخروج من عزلته ببقائك جانبه وتشجيعه على اللعب والمرح مع باقي الأطفال في المدرسة أو الروضة أو حتى في النوادي، فلا تفوتي الوجود معه في الأماكن التي تنمي مهارة التواصل والتفاعل والاتصال مع عالمه الخارجي بإيجابية وانطلاق.

ينبغي على الأم إخفاء قلقها الزائد ولهفتها على طفلها، بل ترك الفرص أمامه للاعتماد على نفسه، ومواجهة المواقف بثقة وهدوء، والدفاع عنها بشكل طبيعي، لأن هذا السلوك يخرج الطفل من انطوائه وخجله، فكلما توفر له الحب والاهتمام والعطف واجه الأمور باطمئنان أكثر.

للمزيد من أحداث الدراسات التي تربط بين ممارستنا اليومية وأوضاعنا الصحية اطلعوا على المضمون المنشور تحت وسم #جسمي_يتفاعل

Email