باستخدام تقنية "الأيادي الأربعة"

4 أطباء يستأصلون أورام الجمجمة بلا جراحة

الأطباء الأربعة من اليمين إلى اليسار: محمد الفلاسي، خالد الدهماني، وسيم حامد عزيز و نديم برفيز

ت + ت - الحجم الطبيعي

خالد الدهماني، وسيم حامد عزيز، محمد الفلاسي، نديم برفيز؛ 4 أطباء يشكلون فريقاً طبياً متخصصاً في عمليات استئصال أورام الغدة النخامية بالمنظار عبر ممر قصير من فتحات الأنف باستخدام تقنية الأيادي الأربعة. كيف تتم العملية، وما هي حظوظ نجاحها، وما دور كل طبيب من الأطباء الأربعة داخل غرفة العمليات في السطور التالية:

يصعب أن يخطر في بالك إجراء عملية جراحية في الرأس لاستئصال ورم في الغدة النخامية على وجه التحديد، دون أن يكون في الحسبان فكرة الخوف من الفتحة في جدار الجمجمة. طبعاً ليس الخوف هو المشكلة عندما تكون بين أياد أمينة، لكن يمكنك أن تكون أكثر اطمئناناً إن كانت العملية دون جروح ودون أن فتحة في الجمجمة. هذا هو تحديداً الفرق بين إجراء جراحة لورم في الغدة النخامية التي تقع في موقع حساس بين العصاب البصرية والشرايين التي تغذي الدماغ بالمنظار وبين عملية تقليدية. والأمر المهم في الموضوع ألا حاجة للسفر إلى خارج الدولة لإجرائها فالأيادي الخبيرة المواطنة ستتكفل بذلك في مشفى توام بالعين.

الطريق إلى الجمجمة
يفتح د. محمد الفلاسي عبر المنظار الطريق إلى قاع الجمجمة حتى يكون بمقدور د. وسيم الوصول إلى الورم، ويلتقي الجراحان في قاع الجمجمة، وما أن ينتهي الجراح من استئصال الورم حتى يعود د. الفلاسي للتدخل كما يساعد خلال العملية في تنظيف المنطقة، وفي النهاية يقوم بترميم قاع الجمجمة لمنع السوائل من الخروج من الرأس.

وتكمن أهمية العمل في أن عادة المضاعفات بعد العملية قليلة جداً، ومدة بقاء المريض في المشفى أقل بكثير من (3-5) أيام. يطلق على هذه التقنية اسم (الأيادي الأربعة) وتتم دون جرح خارجي، وبمقدور جراح الأعصاب أن يستأصل الورم بصورة آمنة ودقيقة أكثر بكثير ما كانت عليه في العمليات السابقة التي كان فيها فتح الجمجمة لسهولة وصوله إلى الورم عبر المنظار الذي يتفوق على الميكروسكوب الكلاسيكي.

بعيداً عن العمل الجراحي
عند رفض المريض لفكرة العمل الجراحي يكون الحل إما العلاج بالأشعة في حال فشل أو لم يكن العلاج الدوائي للهرمونات ممكناً من قبل الدكتور الدهماني، فيتدخل الطبيب نديم برفيز للعلاج بالأشعة إلا أن دوره موجود أيضاً في العمل الجراحي، إذ إن صور التشخيص تكون مقدمة من قبله، وبعد إجراء العملية يقوم بإجراء الصورة لمقارنة الفارق بين ما قبل العمل الجراحي وما بعده، أو في بعض الأحيان يكون دور د. نديم معالجة المتبقي من الورم الذي كان من الصعوبة الوصول إليه في العمل الجراحي.

التشخيص.. بداية التحدي
تبدأ التحديات التي تواجه الأطباء الأربعة بتشخيص وجود الورم في الغدة الدرقية انطلاقاً من استشاري أمراض الهرمونات، أو عن طريق جراح المخ والأعصاب بطريق الصدفة خلال إجراء صورة شعاعية، أو عن طريق طبيب الأنف والأذن والحنجرة.

في المرحلة الأولى بعد إجراء فحوصات الدم يتم تصوير الغدة النخامية شعاعياً لتشخيص وجود مرض في الغدة النخامية، إذ ربما يكون العارض نقصاً في البصر أو اضطرابات هرمونية، أو بسبب مشاكل صداع مزمن، ويمكن لجزء من المرضى الاستفادة من العلاج الدوائي للأورام.

الاستشارة
بعد تشخيص الحالة بشكل كامل يجتمع مجلس استشاري لمناقشة كل الحالات مرة كل أسبوعين، ويضم الاجتماع كلاً من د. خالد الدهماني استشاري أورام الغدة النخامية وأمراض الهرمونات، و د. علي الهوني استشاري أمراض الغدد والهرمونات، ود. عمرو الشواربي جراح المخ والأعصاب ورئيس قسم جراحة الأعصاب، ود. وسيم عزيز جراح المخ والأعصاب، ود. محمد سلامات طبيب الأشعة المتخصص في أشعة الرأس والرقبة لمراجعة الأشعة قبل اتخاذ أي تدخل جراحي أو دوائي، ود. خالد بالأعرج استشاري العلاج بالأشعة أيضاً.

الجراجة
موقع الغدة النخامية حساس جداً، إذ تقع في منتصف قاع الجمجمة وبين الوريدين الأساسيين وأعصاب البصر، وأمام مركز التنفس للدماغ، إلا أن الوصول إليها عبر الجيوب الأنفية سهل جداً، من خلال الفريق المتكامل في مشفى توام، والإضافة النوعية التي مثلها انضمام الدكتور محمد الفلاسي بتخصصه النادر في استخدام المنظار للوصول إلى قاع الجمجمة لتسهيل مهمة الطبيب الجراح.

وبحسب الدكتور الفلاسي فإنه حصل على تدريب مكثف وأجرى ما لا يقل عن 80 عملية في سنة مع مشاهير جراحي الأعصاب في كندا، إلا أن العلاج بحسب د. الفلاسي لا يتوقف بعد إجراء العملية، إذ لابد من استخدام الدواء، لأن العملية تساعد المرضى على استخدام البخاخات بصورة أفضل حتى يصل الدواء بسهولة أكبر، وتتمكن المسامات من التنفس بطريقة أفضل، كما أكد أنه لا يوجد علاج واحد للجميع.

للمزيد من أحداث الدراسات التي تربط بين ممارستنا اليومية وأوضاعنا الصحية اطلعوا على المضمون المنشور تحت وسم #جسمي_يتفاعل.

Email