خطبة الجمعة: سقيا الماء من أعظم الصدقات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تخصص خطبة الجمعة موضوعها اليوم عن مبادرة »سقيا الإمارات«، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وذلك لتوفير مياه الشرب النظيفة لخمسة ملايين شخص حول العالم، مبينة أهميتها في هذا الوقت، وآثارها الطيبة في الفقراء والمحرومين في شتى بقاع العالم.

وتؤكد الخطبة أن المبادرات العظيمة والأعمال الجليلة لصنائع المعروف وأعمال البر قد كثرت وتنوعت في هذا البلد، ومن هذه المبادرات مبادرة »سقيا الإمارات«، وما أعظمها من مبادرة، فقد استودع الله تعالى في الماء أسرار الحياة، قال تعالى:( وجعلنا من الماء كل شيء حي).

وقد بشر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من سعى إلى توفير الماء بحفر بئر أو وقفه سقيا بالأجر العميم والثواب الكريم، فقال صلى الله عليه وسلم: من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة. وسقيا الماء من أفضل الصدقات، وأجل القربات قال سعد بن عبادة رضي الله عنه: يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال:» سقي الماء«.

وقد سئل ابن عباس: أي الصدقة أفضل؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصدقة الماء ألم تسمع إلى أهل النار لما استغاثوا بأهل الجنة قالوا :( أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله)، وجاء في تفسيرها: أن هذه الآية دليل على أن سقي الماء من أفضل الأعمال.

كيف لا؟ وقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم من سقى الماء بالجنة جزاء وفاقاً، فقال صلى الله عليه وسلم :» أيما مؤمن سقى مؤمناً على ظمإ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم«.

وتؤكد خطبة الجمعة أن فضل السقيا لا يختص بالإنسان فقط، بل هو في الحيوان أيضاً، فقد جاء في الحديث أن الله عز وجل غفر لرجل، لأنه سقى كلباً شربة ماء، فالحمد لله على نعمه الكثيرة، وإنها لفرصة عظيمة لنا للمشاركة في مبادرة »سقيا الإمارات« طلباً للأجر والمثوبة في هذا الشهر الفضيل، فبارك الله في تلك الأيادي البيض، وتلك الجهود المباركة التي تبحث عن الفقير والمحتاج، من أجل سد حاجته وتفريج كربه، وخاصة في شهر رمضان، شهر الخير والإحسان.

وتذكر الخطبة بأن نعم الله تبارك وتعالى هي عطاؤه الممدود، وفضله على عباده المحمود، يهبها لمن يشاء ليذكره، ويحمده ويشكره، ومن عرف النعمة شكر، ومن أنكرها خاب وخسر، وقد حثنا القرآن الكريم على ذكر النعم، فقال الله تعالى:( يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) وقد امتن الله تعالى وهو صاحب المن والفضل على عباده فقال عز وجل:( ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة)، قال المفسرون: النعم الظاهرة ما يرى بالأبصار من المال والجاه والجمال في الناس وتوفيق الطاعات، والباطنة ما يجده المرء في نفسه من العلم بالله وحسن اليقين.

رمضان الخير والكرم

تؤكد خطبة الجمعة أن رمضان شهر الخير والكرم، شهر العطايا والنعم، والناس يشهدون لعطاء هذه الدولة في الداخل والخارج، وذلك بفضل الله تعالى، ثم بفضل توجيهات قادتها ودعمهم، وما يقدمه أهل الخير والإحسان في هذه الدولة المباركة، فأقبل رمضان وأقبل الخير، فتم توزيع المير الرمضاني على الأسر، وكثرت الخيم الرمضانية، التي يفطر فيها الصائمون، وتشرفت البلاد بزيارة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، من علماء العالم الإسلامي، يعلمون الناس مما آتاهم الله تعالى من العلم والحكمة، كما تميزت هذه الدولة برعايتها للقرآن الكريم، امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم :» خيركم من تعلم القرآن وعلمه«، فتعاهدت كتاب الله تعالى بالتشجيع على تعلمه، وطباعته وتوزيعه داخل الدولة وخارجها، ورصدت الجوائز القيمة لمسابقات القرآن، فتنافس الحفاظ فيها.

وهذه البلاد عامرة بالمساجد التي نالت نصيبها الكبير من الرعاية والاهتمام، حتى غدت من أجمل مساجد الدنيا شكلاً ومضموناً.

Email