أول 60 دقيقة من الإصابة الوقت المثالي لعلاج السكتة الدماغية

Ⅶ د. سهيل الركن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكّل معرفة أعراض السكتة الدماغية الخطوة الأولى لضمان الحصول على المساعدة الطبية بأسرع وقت ممكن، حيث تضم أعراض السكتة الدماغية كلاً من التخدّر المفاجئ والضعف في الوجه والذراعين أو الأقدام على طرف واحد من الجسم، إضافة إلى اضطراب الكلام ومشكلات في النظر وفقدان التوازن ووجع الرأس الحاد، ويشير الخبراء إلى أنه يجب أن يتم علاج المريض خلال أقل من 60 دقيقة (ما يسمى بالساعة الذهبية) وهو ما يساعد على خفّض احتمالات حدوث مضاعفات وتعزيز فرص نجاة المريض وتجنيبه الإصابة بأذية دماغية مستدامة.

وتوقع الدكتور سهيل الركن استشاري ورئيس جمعية الأعصاب الإماراتية ارتفاع نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية نتيجة لارتفاع المعدلات العمرية للأفراد وتنامي حالات الإصابة بالأمراض المزمنة التي تعزى لنمط الحياة مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري وعوامل خطر أخرى مثل الرجفان الأذيني، وهو ما يدعو لتحرّك سريع للتغيير في نمط حياة الأفراد وإطلاق المزيد من حملات التوعية بهذا المرض الخطير.

وركز الخبراء على أن الكلمة الإنجليزية F.A.S.T هي أسهل طريقة لتذكر الأعراض المفاجئة للسكتة الدماغية، والتي تشير إلى فقدان التحكم بالوجه، ضعف الذراع، صعوبة النطق ووقت طلب المساعدة، إذ يشكّل الوقت العامل الأكثر أهمية للرعاية بالسكتات الدماغية الحادة، ففي كل دقيقة تمضي بعد الإصابة بالسكتة الدماغية يفقد الدماغ بشكل دائم ما يقرب 1.9 مليون خلية فيه، وهو ما يعني احتمال تأثر نطق المريض وحركته وذاكرته جراء الإصابة بالسكتة الدماغية على المدى البعيد.

وشدد على أن السرعة في تقديم العلاج لمرضى السكتة الدماغية والتي تعزى لوحدات السكتة الدماغية حققت خفضاً في مستويات الوفاة والعجز والمضاعفات وفترة الإقامة في المستشفى، وهو ما دفع أطباء الأعصاب للدعوة إلى تطبيق البروتوكولات الصحيحة في المستشفيات لما لها من أهمية كبيرة في إدارة وعلاج السكتة الدماغية، الأمر الذي يسهم في الحفاظ على حياة المزيد من الأفراد والحد من مستويات العجز الناجمة عن السكتة الدماغية، وأكد أن الحاجة تزداد لنشر المزيد من الوعي حول ضرورة العمل الفوري لخفض معدلات الوفيات والمشاركة في الجهود الرامية للتوعية بأهمية الوقاية من السكتة الدماغية وتغيير نمط الحياة.

 

Email