ممارسات عالمية

«جسر الحياة» في سيئول.. مبادرة لإنقاذ الحياة وتجاوز المحن النفسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ازدادت مشكلات الصحة العقلية حدة في العالم، في ظل العزلة المستمرة الناجمة عن تمديد فترات الحجر الصحي التي لا نهاية لها، وصعوبة الوصول أحياناً إلى الاختصاصيين النفسيين الذين يمكنهم المساعدة في كبح الأفكار الكئيبة، لكن بلداناً عدة كانت تتعامل مع قضايا الصحة النفسية منذ مدة، وقد قدمت مبادرات وممارسات جديرة بالدراسة للتخفيف عن الأشخاص المصابين بالاكتئاب ومساعدتهم في اجتياز محنهم النفسية.

إنقاذ الحياة

ويعد مشروع «جسر الحياة» المقام على جسر مابو في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول، إحدى المبادرات المشهورة التي قدمتها كوريا الجنوبية للرد على تلك المشكلة. فهذا الجسر الذي يصل طوله إلى 1400 متر وعرضه إلى 24 متراً يعد مكاناً رائعاً للاستمتاع بالمناظر الرائعة لنهر هان وسيئول نفسها، بيد أنه لم يكن دوماً بقعة تضيء على جمال المدينة، بل كان أيضاً أحد أشهر مواقع الانتحار في البلاد، وفقاً لموقع «بلوبرنت».

وفي محاولة للتخلص من وصمة العار تلك، أطلقت سلطات سيئول وشركة «سامسونغ للتأمين على الحياة» حملة بعنوان «جسر الحياة» في عام 2012، حيث قامتا بتدوين رسائل على درابزين الجسر تضيء بمصابيح الليد بمجرد مرور شخص ما بجانبها. وكانت تلك الرسائل من اختيار خبراء نفسيين وقد هدفت إلى تخفيف التوتر والقلق عن طريق تضمين تحيات قصيرة ومشجعة وحتى نكات في محاولة للتواصل مع الأشخاص المصابين بالاكتئاب. وقد عززت الحكومة أيضاً الجسر بنظام مراقبة من الدوائر التلفزيونية المعلقة، كما بنت أسواراً عالية مع مرايا على منصة مراقبة يبلغ ارتفاعها 500 متر من الجسر وأجهزة استشعار مرفقة.

الذكاء الاصطناعي

وأخيراً، أفيد عن استخدام مبرمجين في معهد سيئول للتكنولوجيا تقنيات الذكاء الاصطناعي، لبناء نظام للتعرف على حركات الجسم والإشارات الأخرى على الجسر، للمساعدة في تحديد ما إذا كان شخص ما يفكر في إنهاء حياته. فإذا اعتقد النظام أن هناك خطراً يقوم بتنبيه فرق الإنقاذ المحلية على الفور. ويعتقد المبرمجون أنه من الأهمية بمكان أن يتعلم النظام بنفسه من التجربة، ويحلل كل التفاصيل التي يقوم بها الشخص المعرض للخطر، ثم يصنف الإجراءات اعتماداً على ما إذا كان قد تم التأكد من أنها محاولة انتحار أم لا، على أن يتم إجراء التجربة في أكتوبر مع دائرة الإطفاء والإنقاذ في سيئول.

Email