علي الحرجان: الطب النفسي يعزز ثقة الرياضي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك اتفاق سائد على أهمية تواجد الأخصائي النفسي في المنظومة الرياضية أو الأندية نظراً للدور الكبير الذي قد يلعبه وجود أحد المتخصصين في الطب النفسي مع الفريق أو الوفد المشارك في البطولات الكبيرة، وبالنظر إلى دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في طوكيو، قد نشاهد أن هناك العديد من اللاعبين كانوا بحاجة إلى وجود طبيب نفسي يعزز من مشاركة الرياضيين في الأولمبياد، فبعض الأبطال اعترفوا بأهمية الأخصائي النفسي، من بينهم لاعب التايكواندو المصري سيف عيسى المصنف خامساً عالمياً والذي حصل على الميدالية البرونزية لوزن -80 كلغ في طوكيو، حيث كشف اللاعب المصري بطل أفريقيا لعام 2021 في حديث مع إحدى وسائل الإعلام أنه لجأ للأخصائي النفسي الخاص بالفريق قبل المباراة بساعات، وأخبره أنه يشعر بتوتر وضغط عصبي ولديه إحساس بأنه لن يفوز، وقال إن الأخصائي النفسي في الفريق هو عنصر مهم ومساعد للاعب من أجل التفكير بصورة صحيحة والتخلص من الضغوطات خصوصاً في مثل هذه المناسبات الكبيرة، بل أكد أن كلام وتوجيهات الطبيب النفسي غيّرت من تفكيره وساعدته قبل خوض النزال الذي توج فيه بميدالية برونزية.

انسحاب النجوم

وشهدت الدورة نفسها انسحاب بعض النجوم قبل انطلاق المنافسات لأسباب تتعلق بالصحة النفسية والراحة العقلية، أبرزهم نجمة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز التي فضلت عدم المشاركة، إضافة إلى لاعبة التنس اليابانية نعومي أوساكا، حيث كشفتا عن معاناتهما من مشكلات متعلقة بالصحة الذهنية مما يؤكد خطورة إهمال الجانب النفسي أو الذهني لدى اللاعب سواء في كرة القدم أم غيرها من الألعاب والرياضات الأخرى خصوصاً التي يحتاج فيها الرياضيون للتخفيف عن الضغوطات النفسية بطريقة علمية وممنهجة.

أهمية كبيرة

وفي هذا السياق، أكد الدكتور علي الحرجان طبيب نفسي، أن الأخصائي النفسي له أهمية كبيرة في المجال الرياضي ويكمن دوره في خلق الثقة بالنفس لدى اللاعب وغرس المبادئ وكيفية السيطرة على نفسه أثناء الظروف الصعبة التي قد يتعرض لها أثناء ممارسة الرياضة مثل حالات الخسارة أو الإخفاق أو ارتكاب خطأ أو التعرض لضغوطات في الملعب من قبل الفريق المنافس، مما يستدعي تعليم اللاعب كيفية السيطرة على مشاعره وعواطفه وأخطائه والتي قد تصدر ضد أحد اللاعبين وتوجيه سلوكه في الاتجاه الذي يخدم الفريق ويخدم مسيرته الرياضية.

عنصر مهم

وأضاف الحرجان، إن الجانب النفسي يعتبر عنصراً مهماً داخل المنظومة الرياضية، من خلال تعزيز الثقة بالنفس وأهميته تتمثل في الصبر والمثابرة وتقبل الأخطاء التي تقع من قبله أو من قبل الآخرين إلى جانب مواجهة ظروف الحياة وتحدياتها على المستوى الشخصي مثل المشكلات الأسرية أو الاجتماعية، وبالتالي يتحتم توجيه اللاعب لمواجهة هذه الصعوبات وتقليل آثارها على الحالة المعنوية له وكفاءته وقدراته، مشيراً إلى أن المعنويات النفسية العالية تخلق طاقة إيجابية لدى اللاعب تؤثر على القدرات البدنية، حيث إن الشخص السعيد على سبيل المثال قادر على الإنجاز بصورة كبيرة ولديه طاقة جسدية كبيرة لكن اللاعب المتردد والمتخوف والذي قد يشغل عقله وباله مشكلات وأفكار خارجية سيؤدي ذلك إلى الحد من تقديم المردود المطلوب.

تركيز وانتباه

ولفت الحرجان إلى أن الدماغ البشري لا يستطيع القيام بشيئين في آن واحد، وعلى سبيل المثال إذا كان عقل اللاعب في ملعب كرة القدم مشغولاً بهتافات الجماهير والأصوات الخارجية لا يستطيع التركيز على اللعبة والاستحواذ بصورة مثالية على كرة القدم مما يكلف ارتكاب أخطاء كبيرة بسبب الارتباك، موضحاً أن اللاعب أو الرياضي عليه أن يجعل تركيزه المطلق والانتباه الكامل على مجريات اللقاء بعيداً عن كل ما قد يصدر خارج الملعب.

Email