يظن الكثير من الأشخاص أن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل أمر خطير، ويظن البعض الآخر أنها شيء ممتع وليس له علاقة بالصحة الجسدية، ما يجعل هناك بعض الالتباس حول ما إذا كانت الأطعمة الغنية بالتوابل صحية أم خطرة.

قد يساعد تناول الأطعمة الغنية بالتوابل على العيش لفترة أطول، وذلك وفقًا لدراسة مستندة إلى السكان نُشرت في المجلة الطبية البريطانية عام 2015، أكدت أنه بالمقارنة مع أولئك الذين تناولوا الأطعمة الغنية بالتوابل أقل من مرة واحدة في الأسبوع، أظهر الذين تناولوا الأطعمة الغنية بالتوابل 6 أو 7 أيام في الأسبوع انخفاضًا نسبيًا في مخاطر الوفيات بنسبة 14% من الإجمالي.

ولا تسبب الأطعمة الغنية بالتوابل القرحة كما هو شائع، فهي في الواقع تساعد في علاجها، حيث أظهرت دراسات متعددة أن الكابسيسين الموجود في التوابل يثبط بالفعل إنتاج الحمض في المعدة، وهو المادة التي تساعد في منع تطور القرحة لدى الأشخاص الذين يتناولون العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات

ووفقا للدكتورة سونا إيساكوفا أخصائية الأورام، لن يؤدي التناول الدوري للأطعمة الغنية بالتوابل إلى مشكلات في الجهاز الهضمي. وتنصح بتناول الخضار والفواكه الطازجة والتقليل من الملح، وفقا لروسيا اليوم.

وأشارت إلى أنه من الضروري أن نفهم كيف تؤثر الأطعمة الحارة في المعدة.

وقالت: "إن مادة الكابسيسين، التي تسبب الإحساس بالحرقان والألم، ليس لها تأثير ضار في أنسجة الجهاز الهضمي. بل يرتبط بمستقبلات الألم، حيث استجابة للألم، تتوسع الأوعية الدموية، ويزداد إنتاج اللعاب والمخاط، ويزداد إفراز الدموع، والغثيان، والتقيؤ - هذه هي ردود الفعل الوقائية للجسم. وكل هذه الأعراض ليس لها عواقب بعيدة المدى على الجسم".

وأشارت الطبيبة، إلى أنه لا علاقة للأطعمة الحارة بارتفاع معدل الإصابات بسرطان المعدة. وخير مثال على ذلك عدم ارتفاع معدل الإصابات بين سكان كوريا الجنوبية الذين يتناولون أطعمة حارة دائمة.

واضافت "يبدو أن السبب الرئيسي للإصابة بسرطان المعدة هو بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري التي تعيش في المعدة. وتوجد حاليا أدلة كافية تؤكد على الدور الذي تلعبه هذه البكتيريا في تطور سرطان المعدة".

ونصحت الأشخاص الذين يعانون من التهاب الأمعاء، ومتلازمة القولون العصبي، وقرحة المعدة ومرض الارتجاع، ومرض الاضطرابات الهضمية وغيرها من الأمراض المزمنة في الجهاز الهضمي بعدم تناول الأطعمة الغنية بالتوابل لتجنب تفاقمها.

وقالت "للحد من خطر الإصابة ببكتيريا هيليكوباكتر بيلوري، يجب غسل الفواكه والخضروات جيدا، ومراعاة قواعد النظافة الشخصية، وخاصة عند إعداد الطعام. وينصح أفراد الأسرة الذين لديهم أعراض ربما مرتبطة بالبكتيريا بإجراء فحوصات إضافية وعلاجها في حالة اكتشاف العدوى".

وأشارت الطبيبة إلى أنه للوقاية من أمراض الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي، يجب الإقلاع عن التدخين، وتعاطي الكحول، والتقليل من تناول اللحوم الحمراء المقلية والمدخنة، واستشارة الطبيب على الفور عند الشعور بآلام في المعدة، وحرقة في المعدة، ومن الضروري علاج أمراض الجهاز الهضمي غير السرطانية.