الغلوكوما .. اللص الصامت الذي يسرق البصر دون أعراض

ت + ت - الحجم الطبيعي

الزَّرَق أو المياه الزرقاء أو الغلوكوما هو اسم عام لمجموعة من أمراض العينين تصيب العصب البصريّ المسؤول عن نقل المعلومات من العين إلى الدماغ، يقع في الجزء الخلفي من العين حيث إصابة هذا العصب يمكن أن تؤدي إلى فقدان القدرة على الرؤية.

في بداية الأمر يشعر الشخص الذي يعاني من الزرق بتضاؤل مجال الرؤية لديه في أطراف العين، وإذا لم تتم معالجة مرض الزرق فقد يتفاقم فقدان البصر تدريجيًا ممّا قد يؤدي مع مرور الوقت إلى فقدان كامل للبصر.
 
عوامل الخطر:
وكشف الدكتور محسن سمعان، استشاري طب وجراحة العيون، المدير الطبي لمشفى باراكير دبي، أن هذا المرض له العديد من عوامل الخطر، وأشهرها والعامل الوحيد الذي يمكننا معالجته هو ارتفاع ضغط العين، ولكن هناك عوامل خطر أخرى مثل انخفاض ضغط الدم أو توقف التنفس أثناء النوم، في كلا المرضين هناك تغيير في تدفق الدم إلى العصب البصري وبالتالي تعاني العين أكثر من مضاعفات زيادة ضغط العين.

وقال سمعان إن أحد أهم عوامل الخطر هو العامل الوراثي حيث إن أحفاد مرضى الغلوكوما عندهم احتمال أكثر للإصابة بالمرض، مضيفاً يمكننا تصنيف الغلوكوما إلى فئتين: الأولى هي الزرق مفتوح الزاوية، والأكبر والأكثر شيوعًا (80٪)، والزرق ضيق أو مغلق الزاوية (20٪).

وأضاف الدكتور محسن سمعان أن الزرق مرض يمكن أن يظهر أيضًا منذ الولادة، وهو ما نسميه الغلوكوما الخلقي، وهناك أيضًا الزرق الذي يصيب الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و30 عامًا والكبار الذين تزيد أعمارهم على 40 عامًا.
 
وبيّن سمعان أعراض المرض قائلا يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار أنه مرض صامت بدون أعراض تمامًا، وهذا يجعله أكثر خطورة إذا كان هناك تأخير بالتشخيص، ولإجراء تشخيص جيد، هناك ثلاثة قياسات ضرورية: قياس ضغط العين، وقياس سماكة القرنية، وإجراء OCT، والذي يتكون من مسح طبقات أو ألياف العصب البصري وتقعره.
 
علاج:
وعن طرق العلاج ذكر الدكتور محسن سمعان أن الهدف هو الحفاظ على الرؤية وبالتالي حياة طبيعية للمريض، ويتم تحقيق هذا الهدف من خلال الحفاظ على العصب البصري في أفضل الظروف للحصول على مجال بصري جيد، وبمجرد إجراء التشخيص، يجب أن يبدأ العلاج على الفور ويتكون من علاجات مختلفة لتقليل الضرر للعصب البصري، وهو عامل الخطر الوحيد الذي يمكننا التصرف عليه وننجح في معظم الحالات.

وأضاف، نبدأ العلاج بالأدوية التي تخفض ضغط العين وتأتي هذه الأدوية عادة على شكل قطرات للعين، قطرات يجب وضعها في العين باستمرار، ومن المهم جعل المريض يفهم الحاجة إلى الالتزام بالعلاج، مشيراً لدينا عدة أنواع من القطرات التي يمكن أن تخفض الضغط، ولدينا أيضًا حبوب تساعد أيضًا ولكننا نحتفظ بهذه الحبوب لوقت الانتظار لقرار جراحي، ولدينا أيضًا إمكانية علاج ضغط العين بأنواع مختلفة من الليزر أكثر فعالية في المغلق الزاوية حيث نقوم بعمل ثقب صغير في القزحية، وهو ما يسمى بضع القزحية، تمكننا من حل المشكلة.

وأشار سمعان إلى أنه في حالة الزاوية المفتوحة، لدينا أنواع مختلفة من الليزر يمكن أن تسهل خروج السائل الموجود داخل العين إلى الدورة الدموية وبالتالي ينخفض الضغط. وإذا دخلنا في عالم جراحة الغلوكوما، فهي عبارة عن العمليات التي تهدف في نهاية المطاف إلى خفض ضغط العين، وأكثر العمليات الجراحية انتشارًا هي جراحة الترشح، والتي تهدف إلى إخراج السائل إلى منطقة تحت الملتحمة وبالتالي يتم امتصاصه عن طريق الأوعية الدموية، وهناك نوع آخر من الجراحة وهو زرع الأنبوب الذي له نفس الغرض مثل السابق ولكن الجراحة أكثر تعقيدًا بعض الشيء ومن ثم هناك أجهزة صغيرة تسمى MIGS يتم زرعها في الزاوية.

وبيّن سمعان أنه لعلاج الغلوكوما أو الزرق يجب أن تكون هناك علاقة جيدة جدًا بين الطبيب والمريض، ويجب أن يفهم المريض أنه مرض لمدى الحياة، ويجب على المريض ان يتفهم المرض والالتزام للعلاج دون نسيان وضع القطرات حتى ليوم واحد، ويجب القول إن الزرق هو من أهم أسباب العمى، ولكن يمكن تجنب هذا العمى والوقاية منه بالتوجيه ونشر خصائصه بأنه مرض صامت وبفضل التشخيص الباكر والفحص الدوري لجميع المرضى، مؤكدا أن هناك 3.5% من الأشخاص فوق سن الأربعين مصابون بالزرق وهم لا يعلمون.

 

Email