الجلوس أم القرفصاء .. أيهما أفضل للصحة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا كنت تقرأ وأنت جالس على كرسي، فقد تكون مستريحاً بوضعية سيئة، تفيد دراسة حديثة عن قبائل في تنزانيا تعيش على الصيد وقطف الثمار. فأولئك كحالنا في العالم المتقدم، يميلون إلى الاستلقاء، تفيد الدراسة، لكن مقاربتهم للخمول مختلفة، إذ إنها لا تتضمن الكراسي، إنما الكثير من القرفصاء. 

وهذا الاختلاف في التقنيات قد يكون بتأثير على صحة الأيض والقلب، ويطرح أسئلة كيف ولماذا أسلوبنا في الجلوس يبدو غير صحي للغاية، حسبما تفيد صحيفة "اندبندنت" البريطانية. 

وفي السنوات الأخيرة، ربطت دراسات عدة بين قضاء وقت طويل في الجلوس وزيادة المخاطر المتعلقة بالكوليسترول السيء وأمراض القلب والسكري وغيرها من الحالات، حتى بين الأشخاص الذين يمارسون الرياضة. 

الدراسة الجديدة التي نشرت في وقائع الاكاديمية الوطنية للعلوم، أظهرت أن أعضاء قبيلة الهدزا في تنزانيا، الذين يتمتعون بصحة قلب وأوعية دموية وأيض يحسدون عليها، يتحركون في المتوسط يومياً ساعتين او ثلاثة، وغالباً ما يبقون ساكنين دون نشاط لمدة 10 ساعات أخرى. 

يقول ديفد رايكلن، أستاذ التطور البشري في جامعة نورث كاليفورنيا والمؤلف المشارك في الدراسة إن هذا الكم من الخمول "يطابق تماما" المستويات عند الرجال والنساء في العالم المتقدم. لكن على عكس معظمنا، فإن الهدزا لا يستريحون على كراسي بل يمضون 20% من وقتهم الخامل تقريباً جالسين القرفصاء. 
يرجح العلماء الآن أن الاستلقاء على الكراسي وأرجلنا خاملة، كما يفعل معظمنا في غالب الأيام، يساهم في زيادة المخاطر الصحية. 

ويقولون إن عضلات الارجل عند "القرفصة" تتقلص أكثر بكثير مما عند الجلوس، وان العضلات في وضعية جمود، تؤدي بالأنسجة على إنتاج نسبة اقل من بضع الانزيمات التي تسكر الدهون، مما يؤدي الى تراكم الكوليسترول. 

الدراسة تنقصها معطيات يقول العلماء مع ذلك، فهي لا تنظر في النظام الغذائي لأعضاء القبائل أو التركيب الجسماني لهم.

Email