البعض يرى البوح هو الحل و آخرون يترقبون بلهفة

الحب من طرف واحد معاناة بلا نهاية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يعترض أحد على أن الحب يمنح للحياة نكهة السعادة وأمارات الفرح..ولكن عندما يكون الحب من طرف واحد،والصبر من طرف واحد،والتنازل من طرف واحد،فإن هذا يُنذر بتطورات ونتائج غير طيبة !! إن الحب كما يقولون : «نعمة عظيمة ينعم بها المحبون،لكن هذه النعمة قد تتحول في أحيان كثيرة إلى معاناة قاسية وعذاب بلا نهاية للروح والجسد» .. وإن تم السؤال لم ؟ تأتي الإجابة : لأن الحب من طرف واحد عذاب ودموع وقهر،وفى حالة الاعتراف به يكون محرج وجارح لمشاعر الرجل،ويكون ذل ومهانة كبيرة للمرأة يقلل من قيمتها وقدرها ! ،«الحواس الخمس» استطلع هذا الموضوع مع مجموعة من الأشخاص الذين وإن تفاوتت آراءهم ،إلا أنهم أكدوا على نقطة واحدة هي الحب الذين يكون من طرف واحد،و من أصعب أنواع الحب التي قد يواجهها إنسان ما بحيث يعيش في حيرة قاتلة،لا يمكنه أبدا التخلص منها !

مصدر تعاسة

أحلام محمد آل علي ( موظفة ) تقول : إذا كانت العلاقة العاطفية قائمة بين طرفين يحبان بعضهما البعض،ويتبادلان نفس الأحاسيس والشعور فإنها ستتوج بالزواج حتما..أما الحب من طرف واحد فليس سوى مصدرا للتعاسة والألم والعذاب،خصوصا وأن القلب يأبى إلا أن يكون سيّد نفسه،مهما بلغ عذاب ومعاناة صاحبه ! مُضيفة : وكما قرأت حول هذا الموضوع أن الحب من طرف واحد يبدأ في مرحلة المراهقة عندما تكون صورة الحب والترابط ليست واضحة وبسيطة، فكل شخص يحتاج في هذه المرحلة أن يمارس مشاعر الحب دون وجود طرف آخر،لذا نجد أنفسنا ننجذب إلى قراءة القصص الرومانسية أو مشاهدة أفلام معينة ونرتبط عاطفياً بالأبطال أو بأي شخص نراه مناسباً وبه صفات رائعة كثيرة لشريك العمر.

تجربة مؤلمة

أما الفنان الإماراتي عبدالله الحريبي فيوضح في قوله : يسمى الحب من طرف واحد باسم «الحب السلبي» حيث إنه حب ناقص أو مبتور، لم يكتمل طرفاه،وهو يسبب حيرة،أو قلقاً لن يشعر به لأنه لا يعرف مشاعر من يحبه ! وشخصيا مررت بهذه التجربة التي سببت لي الكثير من الآلام..مضيفا : أن الحب من طرف واحد يعتبر كبتا للمشاعر والتي إن ظهرت تعتبر أمرا جميلا لاسيما وأنها ستتوج في النهاية برباط الزواج والحب المستمر مدى الحياة.

تضحيات وتنازلات

مريم حسين المازم ( موظفة) تقول : فمع كل تقديري للحب، وقناعتي بأن السعادة التي يعيشها الإنسان عندما يسكن إلى من يحبه قد لا تعادلها سعادة في الدنيا،وعلى الرغم من كل هذا إلا أن ذلك الحب عندما يكون من طرف واحد فإنه يتحول إلى لعنة لا تحمل لصاحبها إلا الشقاء والألم!ثم تصبح اللعنة أكثر تدميرًا عندما يكون أيضًا الصبر والتنازل من طرف واحد،فالشخص الراغب بالارتباط بمن يحبها عليه أن يقبل بجميع الشروط المادية لأهل محبوبته،ثم يقبل أن تغير مسار حياته ويضحي بفرصة العمل في الخارج مثلا لأن محبوبته لها حياتها التي لا تستطيع الاستغناء عنها،ثم تتوالى بعد ذلك سلسلة التنازلات والتضحيات لأنه يتعامل مع طرف يشتري ويبيع بحسابات المصالح -وهذا من حقه- أما هو فإنه يتعامل بلغة القلب، هي لغة لا يعرفها الطرف الآخر،وربما لا يعترف بها.

البوح يُجنب الأزمات

ويشير فاضل عبدالكريم آل علي (موظف) أن الرجل والمرأة متساويان في نفس المعاناة إذا كان حبهم من طرف واحد ولا يستطيع الطرفان البوح للآخر بطريقة مباشرة خوفاً من رفض الطرف الأول،أو عدم الرغبة في الوقوع في موقف محرج هما في غنى عنه ! متسائلا : ما المانع من قيام الطرف الذي يحب بالبوح للطرف الآخر عن «بئر» مشاعره..لأنه مع الإصرار على عدم التصريح بالمشاعر ستمر سنوات العمر هباء..مؤكدا على أهمية البوح فهو أنسب طريقة لتجنب الأزمات العاطفية والصحية،فالنصيحة هنا البوح وعدم كتم هذه المشاعر فإخلاء سبيلها أول طريق العلاج من هذه المشاعر السلبية.

من يستحق الحب

وتقول الفنانة التشكيلية الشابة مريم الحجي : إن جمال الحب هو تبادل المشاعر بين الطرفين،فإذا لم يستجب الطرف الثاني للحب وكان الحب من طرف واحد، فعلى الشخص أن ينساه ويبحث عن من يقدر حبه،ولا يعيش وهم تجربة الحب إن كان من طرف واحد..مضيفة : قد يكمن علاج هذا الأمر بالنسيان ! ولكن حتى النسيان أو أن يدير المحب ظهره لهذا الحب شيء أمل مستحيل،فمن السهل أن نقول لأحد يحب حبا من طرف واحد أن عليه أن ينسى،لكن ذلك شيء #ليس بمقدوره أو حتى في يده بحيث يستطيع التحكم به ! ولكن مع هذا يمكنه أن ينسى بسهولة،إنها معاناة و من طرف واحد !

مشاركة من طرفين

وتبدي الفنانة والإعلامية فاطمة الطرابلسي رأيها حول هذا الموضوع قائلة : الحب بصفة عامة هو مشاركة بين شخصين أما الحب من طرف واحد فهو مشاعر معينة موجودة عند شخص ما لكن بشكل شخصي وداخلي دون إظهار هذه المشاعر والعواطف..مضيفة : من وجهة نظري الخاصة بأنه إذا كان الشخص مثلا يعرف جيدا أن محبوبه لا يبادله مشاعر الحب،إلا أنه يصر بأن يظل مرتبطا به ولو من بعيد، ويمنّي نفسه لو أن قلب محبوبه يلين في يوم من الأيام،فيصبر ويطيل الانتظار..وكلما مرت الأيام والشهور والسنوات يتضاعف حجم الألم والمعاناة وتصبح لحظات الانتظار ثقيلة أكثر،وقد تحدث المفاجأة القاسية، أو الكارثة،ويتزوج المحبوب،ليبدأ جحيم معاناة من نوع آخر.

طريقة غير مباشرة

أحمد جابر عيسى ( موظف) يخالف موضوع البوح المباشر لمن نحبه وهو يجهل ما تكنه قلوبنا له..موضحا بأنه يمكن اكتشاف ارتياح الطرف الآخر لنا عن طريق التماس بعض المشاعر والعاطفة من الطرف الثاني للتأكد من هذا الحب قبل التصريح به،ومن هنا تستطيع الفتاة معرفة هل الطرف الأخر يستجيب لها هو أيضاً أم لا قبل أن يتحول هذا الحب إلى حالة مرضية مزمنة لا يمكن التخلص منها على مدى العمر ! ومن جانب آخر يقول أحمد إذا كانت المرأة تحب رجلا بحيث لا ترى رجلاً في الحياة سوى هذا فعليها أن تثق في إحدى صديقاتها وتجعلها تكلمه كأنها ترشح له صديقتها للزواج وتعرف رأيه فيها صراحة،وعليه تستطيع الحكم إما أن يرتبط بها أو تنساه وترتاح من هذا العذاب المسمى الحب من طرف واحد إنه انتحار باختصار.

Email