قال عنها سقراط: الشمس لا تستطيع أن تجففها

دموع المرأة تهزم عناد الرجل

ت + ت - الحجم الطبيعي

دموع المرأة قريبة جداً، إذا فرحت تجهش بالبكاء، وإذا حزنت لا تتوقف دموعها.. ويعتبر الكثيرون تلك الدموع سلاحاً خطيراً تضعف أمامه أقسى القلوب، حيث تستطيع المرأة أن تعبر بها أكثر من أن تعبر بلسانها، باعتبارها الأكثر عاطفة ورقة، فضلاً عن أن لديها القدرة على توظيف دموعها متى أرادت بمكر عالٍ للضغط وقت الحاجة والحصول على مطالب، وقد تنصرها دموعها على من أغضبها، أو كما قال سقراط «تستطيع الشمس أن تجفف مياه المحيط لكنها لا تستطيع أن تجفف دموع المرأة».

لذلك ظلت دموع المرأة محل جدل وبحث في كثير من المنتديات والفعاليات، ففيما حاول البعض الربط بين دموع التماسيح ودموع الأنثى، قال الفلاسفة «المرأة لا تكون قوية إلا بعد أن تتسلح بدموعها».

وفي هذا السياق يضحك د. عبدالباسط محمود، أستاذ علم الاجتماع، عندما سألناه عن رأيه في دموع المرأة قائلاً: هذه الدموع في الأصل نابعة من ضعفها، فهي ليست لديها القدرة البدنية على المصادمة، ولا القوامة التي تجعلها تحسم أمرها في بيتها، لتصبح دموعها هي وسيلة الإنقاذ لها في أغلب الحالات، معترفاً أن لدموعها تأثيراً كبيراً في قلوب من حولها، ومن لا يستجيب لدموعها يصفه الناس بعدم الرحمة.

ولكن د. سامي العمري، طبيب عيون، أكد أن دموع المرأة - بصرف النظر عن أسباب نزولها- تحقق فائدة كبيرة للمرأة، فهي تغسل العين وتزيل عنها كل ما يضيرها، ولها تأثير كبير في قتل البكتيريا الضارة مثل الأنزيمات التي تسهم بشكل كبير في غسل العين وتنظيفها.

وفي المقابل يؤكد أن الإسراف في ذرفها- وهذا غالباً ما يكون في حالات عدم الاستجابة لرغبة أو مطلب أو في حالات غضبها الشديد- قد يصيب العين بالالتهاب والاحمرار، ومن ثم تصاب المرأة بالاكتئاب بدرجات مختلفة.

 

زوجتي لا تقاوم

لكن الأزواج أيضاً كان لهم رأي، حيث يقول كامل. م. أ: إن مشكلتي في دموع زوجتي حتى ولو كانت مخطئة، وإذا عاتبتها تبكي، وعندما تبكي لا أحد يستطيع إسكاتها، فاضطر للاعتذار أحياناً حتى تتوقف، وهذه العادة السيئة جعلتني أتخذ موقفاً حازماً مع أهلها لكنها لم تتغير.

ولا أدري ماذا أفعل وأنا أحبها جداً، فهي عندما تغضب تبكي، وعندما تفرح تبكي، وفي أقل موقف دموعها تنهمر ولا تتوقف، وهذا أمر أزعجني كثيراً وأفقدني القدرة على الحوار معها الذي يبدأ بالبكاء وينتهي بالبكاء في أغلب الأحيان، ولكن في كل الحالات دموع المرأة لا تقاوم.

 

دموع غالية

فيما رفضت سارة التقليل من دموع المرأة، وقالت: «دموع المرأة غالية جداً وهي أنثى تحكمها العاطفة النبيلة»، وأشارت إلى أنها تبكي كثيراً وتشعر بعدها بالراحة وكأنها تفرغ مخزوناً من الغضب والألم والغبن في داخلها، وقالت «أنا أبكي كثيراً جداً.

وقد يستمر البكاء لساعات إذا شعرت بالغبن من موقف أو تراكم مواقف، وزوجي عندما يجدني أبكي كثيراً يحاول التخفيف عني ويسألني عمّ حدث لي ويحرص على ألا يكون هو السبب فيما أشعر به من غبن، وأنا في أحيان كثيرة عندما يخطئ زوجي أو أهلي في حقي لا أتوقف عن البكاء إلا بعد حصولي على اعتذار أو أن يردّ لي حقي».

 

سعادة وغضب

وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتبرون أن المرأة تستمد دموعها من ضعفها، فإن أساتذة علم النفس نفوا ذلك، وأرجعوها إلى رقتها وإحساسها العالي لما تمتلكه من مشاعر وعاطفة رقيقة، ووصفوها بأنها كتلة من المشاعر يهزها الموقف الصعب كما يهزها الموقف الإنساني الرائع، وفي كلتا الحالتين يمكنها أن تعبر عن سعادتها أو غضبها بدموعها، ولكن في الوقت نفسه تستطيع أن تستخدم دموعها وتهزم عناد الرجل، وهناك مثل يتردد حول دموع المرأة يقول «تبتسم المرأة عندما تستطيع ولكنها تبكي عندما تريد».

وعلى الرغم من أن كثيراً من الرجال يدركون أحياناً أن دموع المرأة سلاح تستخدمه للحصول على مكسب ما، ولو كان ليس من حقها، فإنهم يرضخون لطلبها مهما كان الأمر، لكن المرأة قد تبكي بصدق في حالة عدم اهتمام زوجها بها أو محاولته إهانتها، أو عدم الاهتمام بمشاعرها بينما هي تهتم بمشاعره، وهذه الحالة تخلق نوعاً من الغبن في نفس المرأة، خاصة لو تكرر هذا التجاهل كثيراً أو كان سلوكاً مستمراً من الزوج.

 

زوجي لا يهتم بدموعي

كلام علماء النفس لا ينطبق كثيراً على الزوجة محاسن، حيث تروي تجربتها قائلة: «زوجي لا يهتم بدموعي، وكأن الأمر لا يعنيه، يتركني أبكي ويخرج إلى المقهى أو إلى عمله لو حدث خلاف بيننا، وهو يظن دائماً أنني أكذب أو أحاول التأثير عليه من خلال بكائي، ولكنني أفهمته مراراً ضرورة مراعاة مشاعري، فهو رجل فاضل لكنه صارم ويعتبر دموعي نوعاً من (الدلع) وهو غير مستعد للانشغال بذلك، وفي كثير من الأحيان أبكي لفترات طويلة وحدي بعد خروجه إلى العمل».

 

كلمة السر

بينما قال حاتم.م.م: «عندما أغضب زوجتي تبكي كثيراً، ورغم محاولتي الصمود وجعلها تبكي لعلها تستفيد من أخطائها إلا أنني سريعاً أتراجع لأعتذر وأحاول إرضائها»، وأضاف: «إن تجربتي مع المرأة كشفت لي أنها بسيطة رغم دهائها ومكرها المعروف، وأن الكلمة الطيبة ترضيها بسرعة وتسعدها، وعندما تفرح من تعاملي الرقيق معها تبكي من كرمي وتعبيراتي المستمرة عن مشاعري تجاهها».

واستطرد قائلاً: «أنا بدوري أوصي الرجال بأن هناك طريقة مهمة يمكن أن توقف شلالات دموع النساء تتمثل في (الحب)، فحاول أن تعبر لزوجتك في كل موقف عن مشاعرك وحبك لها وخوفك عليها وحرصك على إرضائها، فهذا الإحساس يوفر لها قدراً كبيراً من الأمان والثقة في النفس، وتستطيع أن تواجه أشد المواقف وهي صامدة من دون دموع أحياناً».

 

كبرياء امرأة

ولكن د. آمال حسين الخبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية فتؤكد أن المرأة تتمتع بكبرياء وشموخ، ولا تقبل أن يكسر كبرياءها أي فرد حتى ولو كان زوجها أو أسرتها، ولذلك عندما يقترب الزوج من كبرياء المرأة أو محاولة إهانتها أو التقليل من شأنها تغضب، اعتقاداً منها بأن الرجل يحاول أن يجعل من الكبرياء حقاً له وحده، وهذا يسبب كثيراً من الألم لها، ولا تجد المرأة ملاذاً غير دموعها التي دائماً ما تسترد بها ما ضاع منها، وتستعيد ما سلب منها.

 

مشاعرها تبكى أولاً

هذا هو رأي علماء الاجتماع، ولكن كثيراً من المفكرين والفلاسفة بحثوا في شأن المرأة وأجمعوا على تحميل الرجل الجزء الأكبر من دموعها، فهي عندما يتألم غيرها تبكي، وعندما تصاب بسوء تبكي، ولكن في أغلب الحالات تجد الرجل عندما يجدها تبكي يصرخ في وجهها، وعندما ترد عليه مبررة أسباب بكائها يكون رده إهمال ما تقوله، ومن المفترض أن يحتويها ويمسح دموعها وتنام بين يديه كطفلة باعتبارها أمانة لديه من الله، سبحانه وتعالى، ومن أسرتها، غير أن أغلب الرجال يمنعهم شموخهم من التنازل عن كبريائهم في مثل هذه اللحظات.

 

 

 

Email